لافروف يتعهد مواصلة «قتال المتشددين» في إدلب

TT

لافروف يتعهد مواصلة «قتال المتشددين» في إدلب

توعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بـ«مواصلة الهجوم على المتشددين في إدلب حتى القضاء عليهم». وقال إن التفاهمات الروسية - التركية لا تتضمن أي إشارة إلى «تجنب استهداف الإرهابيين».
وفي ختام محادثات أجراها مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في موسكو أمس، أشار لافروف إلى أن مسلحي «جبهة النصرة»... «لا يسيطرون على الوضع في إدلب فحسب، بل ويواصلون قصف مواقع الجيش السوري والبلدات السكنية، وقاعدة (حميميم) الروسية». وزاد أن القوات الروسية وجّهت رداً قوياً على الهجمات، و«بالطبع سيتلقون رداً مماثلاً في المستقبل»، مشيراً إلى ضرورة «استئصال هذا الوكر الإرهابي من جذوره»، وأضاف أن روسيا وتركيا تعملان على تنفيذ الاتفاق حول إدلب على مستوى وزارتي الدفاع. لكنه لفت إلى أن «هناك من يعرب عن قلقه إزاء عمليات الجيش السوري وحلفائه في إدلب، لكن الاتفاق الروسي - التركي لا يحتوي على كلمة واحدة عن ضرورة حماية الإرهابيين».
ودعا الوزير الروسي البلدان الغربية المعارضة لـ«مسار آستانة» إلى «عدم عرقلة بدء عمل اللجنة الدستورية في سوريا». وكان ملفا «تشكيل اللجنة الدستورية» و«مصير مسار آستانة» بين أبرز نقاط البحث خلال لقاء الوزيرين، وقال لافروف إن «مسار آستانة» الذي نجحت روسيا وتركيا وإيران في إطلاقه، حقق «أكثر مما أنجز في أي صيغة أخرى، سواء على صعيد خفض التوتر في سوريا أو في تقليص التهديد الإرهابي، والأهم في المرحلة الراهنة، في التحضير لإطلاق العملية السياسية».
وأشار إلى أن اللجنة الدستورية «كان من الممكن أن تبدأ عملها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن عدداً من الدول الغربية؛ وهي معروفة جيداً، حاول إبطاء العمل». وأضاف: «نحن الآن نعمل مع زملائنا في الأمم المتحدة على تجاوز آثار الحصار المفروض من قبل بعض الدول الغربية».
وأشار ظريف بدوره إلى «التقدم الجيد في التسوية السورية»، مؤكداً أن طهران تنظر إلى مباحثات آستانة بوصفها «منصة رئيسية» وأنها «الطريقة الوحيدة لحل القضية السورية من أجل تحقيق نهاية للعنف في هذا البلد».
على صعيد آخر، أشار خبراء روس إلى أن تزامن تكثيف التحركات العسكرية التركية في المناطق الحدودية مع سوريا مع زيادة حدة التوتر في منطقة إدلب يدل على وجود صفقة محتملة يجري إنضاجها تشتمل منح ضوء أخضر روسي إلى الجانب التركي للتوغل في تل رفعت في مقابل إبداء أنقرة مرونة في إدلب لتسهيل بسط سيطرة الحكومة السورية على أجزاء منها. ولفت الخبراء إلى أن توسع نشاط الجيش السوري ونجاحه في السيطرة على مواقع عدة في شمال غربي محافظة حماة يعكسان أن العملية العسكرية الجارية حالياً لن تتوقف وأنها ستتواصل حتى إنجاز الأهداف الموضوعة لها.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.