إسرائيل استوعبت 3.2 مليون مهاجر منذ تأسيسها

TT

إسرائيل استوعبت 3.2 مليون مهاجر منذ تأسيسها

دل تقرير نشرته دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، عشية الاحتفالات التي تقام غداً الخميس، بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لتأسيس الدولة العبرية، على أنها استوعبت ما لا يقل عن 3.2 مليون مهاجر يهودي جديد قدموا إليها من مختلف دول العالم منذ سنة 1948.
ودلت المعطيات على أن عدد مواطني إسرائيل تضاعف عشر مرات في هذه الفترة، إذ بلغ 850 ألفاً (بينهم 154 ألف عربي من فلسطينيي 48 الذين بقوا في الوطن إثر نكبة فلسطين و646 ألف يهودي)، علماً بأن النكبة أفضت إلى ترحيل وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني. فصار عدد اليهود اليوم 6.738.500 وهو أكبر تجمع لليهود في العالم (التجمع الثاني لليهود هو الولايات المتحدة مع 6.2 مليون، تليه فرنسا مع 750000 نسمة).
وحسب المعطيات الرسمية فإن عدد السكان في إسرائيل يبلغ حالياً تسعة ملايين وتسعة آلاف نسمة (9.021.000)، لكن هذا المعطى غير دقيق لأن إسرائيل تعتبر السكان الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية المحتلة، البالغ عددهم نحو 350 ألفاً، وسكان هضبة الجولان السورية المحتلة وعددهم 25 ألفاً، ضمن سكان إسرائيل. وبموجبه يكون عدد العرب 1.890000 نسمة يشكلون نسبة 21 في المائة من السكان. وعليه فإن الرقم الدقيق لسكان إسرائيل هو 8.6 مليون نسمة، اليهود يشكلون منه 79 في المائة والعرب 19 في المائة والباقون هم مواطنون غير يهود ممن تم استيعابهم من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً بوصفهم من اليهود ولكن المؤسسة الدينية اليهودية لا تعترف بيهوديتهم، ويوجد بينهم نحو 300 يرفضون اعتبارهم من اليهود ويؤكدون أنهم مسيحيون أو مسلمون. وينضاف إلى هؤلاء نحو 200 ألف عامل أجنبي، يوجد نصفهم في البلاد بصورة قانونية، ونصفهم الآخر من السياح الذين دخلوا إلى البلاد بتأشيرة سائح ولم يغادروها، وبينهم 40 ألفا من أفريقيا.
كما أن هناك نحو 100 ألف فلسطيني يعيشون في إسرائيل بشكل «غير قانوني».
وقد زاد عدد المواطنين في إسرائيل خلال سنة 2018 نحو 177 ألفاً، على النحو التالي: فقد ولد 188 ألف طفل، وهاجر 31 ألف يهودي وتوفي 47 ألف مواطن. ويعيش في إسرائيل، وفقاً لهذه الإحصاءات، 48 ألف مواطن في جيل ما فوق 90 عاماً، ويبلغ معدل الأعمار للرجال 80.7 سنة والنساء 84.6 سنة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».