حكومة تونس تطالب بموافقة برلمانية على اقتراض 800 مليون دولار

حكومة تونس تطالب بموافقة برلمانية على اقتراض 800 مليون دولار
TT

حكومة تونس تطالب بموافقة برلمانية على اقتراض 800 مليون دولار

حكومة تونس تطالب بموافقة برلمانية على اقتراض 800 مليون دولار

طلبت الحكومة التونسية للمرة الثانية من لجنة المالية بالبرلمان التونسي، تنظيم جلسة استماع ثانية لمسؤولين حكوميين لإعادة النظر في طلب القرض الرقاعي (السندات الدولية) الذي تعتزم تونس إصداره بالأسواق المالية الدولية بمبلغ مالي مقدر بـ800 مليون دولار أميركي. وكانت هذه اللجنة نفسها قد رفضت في الثاني من مايو (أيار) الحالي طلب الحكومة الاقتراض لتمويل ميزانية 2019، وهو موقف اعتبره خبراء في مجالي الاقتصاد والمالية بمثابة «ضربة قوية للحكومة التي تسعى لضمان تمويلات لسد العجز المتوقع في الموازنة».
وفي هذا السياق، أكدت ريم محجوب عضوة لجنة المالية بالبرلمان التونسي، أن عدم المواقفة على إصدار القرض الرقاعي سببه رفض أي إجراء أو قرار للاقتراض من جديد لتمويل ميزانية الدولة بعد أن بلغت عمليات الاقتراض مستويات قياسية. ووفق وزارة المالية التونسية، سيخصص هذا القرض لتعبئة موارد مالية لسد العجز المسجل على مستوى الميزانية والمقدر بنحو 4.512 مليار دينار تونسي (نحو 1.5 مليار دولار).
وتخطط السلطات التونسية لخفض نسبة العجز في الموازنة من نحو 4.9% سنة 2018، إلى 3.9% خلال السنة الحالية. وتسعى لاقتراض مبلغ مالي لا يقل عن 2.5 مليار دولار من الخارج لسد الثغرة الكبرى التي تعرفها ميزانية الدولة.
واستمعت اللجنة خلال الأسبوع الماضي إلى رضا شلغوم وزير المالية التونسي، الذي قال إن هناك إمكانية للخروج إلى السوق المالية عندما تكون هناك حاجة إلى ذلك، ويتم ذلك بإصدار سندات تصل إلى 800 مليون دولار، وسيتم التعامل مع هذا الأمر وفقاً للفرص المتاحة في السوق المالية، وليست هناك حاجة ملحّة للخروج حالياً، ولكن توفير تلك الموارد مسألة ضرورية، على حد قوله.
يذكر أن ميزانية 2019 في تونس قد ضبطت موارد اقتراض بقيمة 10.142 مليار دينار (نحو 3.5 مليار دولار)، ومن المنتظر أن تتأتى موارد الاقتراض الخارجي من قروض دعم الميزانية وعبر السوق المالية الدولية والقروض الخارجية الموظَّفة في دعم ميزانية 2019، وتلجأ الحكومات والشركات عادةً إلى إصدار سندات لتمويل مشاريعها، حيث إنها توفر عائداً مالياً جيداً للمستثمرين مقابل مخاطرة مقبولة بالنسبة إليها.
وفي تونس بلغت المديونية مستويات قياسية، حيث وصلت إلى 74% من الناتج المحلي الخام مع نهاية 2018، لتمثل مصدر قلق لدى التونسيين، خصوصاً الأطراف المعارضة التي تتهم الحكومة بالبحث عن الحلول السهلة عبر الاقتراض والابتعاد عن الحلول الجذرية على غرار دفع الاستثمار والتحفيز على التصدير.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.