مساجد أميركا تحتاط خلال رمضان

خوفاً من هجمات إرهابية

TT

مساجد أميركا تحتاط خلال رمضان

مع بداية شهر رمضان، أعدت مساجد ومراكز إسلامية في مختلف الولايات المتحدة برامج صلوات وسحور وإفطار، كعادتها كل عام، لكن، هذه المرة، وبسبب هجمات على مراكز إسلامية، مثل هجمات نيوزيلندا، وبسبب زيادة التهديدات لمراكز إسلامية في الولايات المتحدة، أعدت هذه المساجد والمراكز إجراءات أمنية لمراقبتها خوفاً من هجمات عليها. وقال سيف الدين رحمان، من المسؤولين في مسجد دار الهجرة في فولز شيرش (ولاية فرجينيا، من ضواحي واشنطن العاصمة) أمس الاثنين: «ينبغي ألا تشبه دور العبادة بالثكنات العسكرية. لكننا، طبعا، يجب أن نحمي أنفسنا، ويجب أن نحتاط إذا أحسسنا بخطر علينا». وأضاف: «في الوقت نفسه، نأمل أن نفكر في كيفية التقريب بين الطوائف، ومشاركة الجميع في محاربة الجهل والتطرف. وذلك لأننا نعلم جيدا أن مثل هذه التدابير الوقائية لن تحل بشكل جذري المشكلة المتمثلة بالجهل الذي يولد الكراهية». وبعد الهجوم الإرهابي على مسجدي كرايست تشيرش، في نيوزيلندا، يوم 15 مارس (آذار) الماضي، والذي كان سبب قتل 51 شخصا، بدأت مساجد ومراكز دينية أميركية إجراء تدريبات على عمليات الإخلاء، وتوظيف رجال أمن، وتدريب متطوعين، وتركيب كاميرات مراقبة.
قال عمر صديقي، مسؤول أمني لمساجد ومراكز إسلامية في ولاية تكساس أمس، إن ما حدث في نيوزيلندا «أثار الخوف في نفوس مسلمي أميركا، ولهذا صاروا يهتمون بعامل الأمن أكثر مما سبق». وقال بلال قدة، مسؤول الأمن في مركز «ديانات» الإسلامي في لانهام (ولاية ماريلاند): «يشعر المصلون في المساجد بالراحة والأمن عندما يرون رجل أمن يتجول في المكان». حسب إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، شهدت الجرائم بدافع ديني ارتفاعا في السنوات القليلة الماضية. وشهد عام 2017 نحو 273 حادثة ضد المسلمين في مختلف الولايات الأميركية. وتنسق الحكومة الفيدرالية، عن طريق وزارة الأمن، مع مساجد ومراكز إسلامية، ومع منظمات إنسانية تعمل في مجال حماية الأقليات. وكانت الوزارة بدأت هذا التنسيق بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001. ومع زيادة أرقام الهجمات على مسلمين وعلى أماكن إسلامية، زادت اعتمادات البرنامج من 13 مليون عام 2104 إلى 60 مليونا في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب. وفي يوم الجمعة الذي أعقب هجمات نيوزيلندا، كثفت الشرطة في نيويورك، وواشنطن، ومدن أخرى، دورياتها حول المساجد ودور العبادة. في ذلك الوقت، قالت وكالة «رويترز» إن ذلك كان «إجراء احترازيا، رغم عدم وجود مؤشرات تهديد محدد».
وقال نهاد عوض مدير مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، في مؤتمر صحافي، قبل صلاة الجمعة، في واشنطن، إنه حث المسلمين الذين سيؤدون الصلاة في أكثر من ثلاثة آلاف مسجد في أنحاء الولايات المتحدة على أن يكونوا مسالمين، وحريصين في الوقت نفسه على أداء شعائرهم. وقال عوض في المؤتمر الصحافي: «اليوم أقتبس من (أقوال) أقوى رجل في العالم وهو الرئيس ترمب... وأود أن أخاطب السيد ترمب: سيد ترمب... كلماتك تؤثر وسياساتك تؤثر. إنها تؤثر على حياة أبرياء في الداخل وحول العالم».
في وقت لاحق، أصدرت «كير» بيانا قالت فيه إن «جزءا من المسؤولية يقع على عاتق تزايد جرائم الكراهية». وانتقد البيان ما وصفه «بسياسات إدارة (الرئيس دونالد) ترمب التي تنطوي على نوع من الإسلاموفوبيا والعنصرية وتفوق العرق الأبيض». وكان ترمب قدم تعازيه في ضحايا «المذبحة المروعة» التي وصفها البيت الأبيض «بجريمة كراهية شنعاء».
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «بوليتيكو»، التي تصدر في واشنطن وتغطى أخبار الكونغرس: «في الوقت الذي نعى فيه المسلمون الأميركيون 49 من المصلين الذين قُتلوا في هجمات على مسجدين في نيوزيلندا، ترددت موجات جديدة من الخوف في مجتمع شعر منذ فترة طويلة بعدم الارتياح في الولايات المتحدة».
وأضافت الصحيفة: «صار مسلمون يضعون رؤوسهم على الأرض خلال الصلاة في خشوع كثير، لكن كان عليهم إبقاء أعينهم على باب مكان صلواتهم». وقالت الصحيفة: «بالنسبة لمجتمع خشي على سمعته في أميركا منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (عام 2001) الإرهابية، وشاهد جرائم الكراهية ضد المسلمين تتصاعد على مدار السنوات الثلاث الماضية، زاد عنف نيوزيلندا من مستويات القلق التي كانت مرتفعة بالفعل».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.