هاجمت قوى المعارضة الإسرائيلية سياسة حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو وحملتها مسؤولية التدهور الجديد مع قطاع غزة. وقال رئيسها، النائب بيني غانتس، الذي كان قبل أربع سنوات رئيساً لأركان الجيش، إن «حركة حماس تتصرف كالمافيا وتبتز إسرائيل ولكن نتنياهو يتحمل المسؤولية عن ذلك. فسياسته هي التي أوصلتنا إلى هذا المكان».
وأضاف غانتس، في تصريحات لقنوات تلفزيونية إسرائيلية، أن نتنياهو يعالج مشكلة غزة بـ«طريقة سطحية فاشلة. همّه الأساس هو أن يتهرب من خوض عملية سياسية تفضي إلى سلام مع الفلسطينيين والأمة العربية بأسرها، لأنه لا يريد أن يدفع ثمن هذا السلام. ولكي يستطيع التهرب يقوم بتمويل حركة حماس وتقويتها ماديا وبذلك يعزز قدراتها العسكرية، والهدف تعزيز الانقسام الفلسطيني. ولكن هذه الطريقة فشلت في تحقيق أي شيء لنا، لا بل إنها تجعل حماس تبتزنا أكثر وتطلب منا إتاوات على طريقة المافيات».
وفي كلمات بدت وكأنها تقال باسم الجيش الإسرائيلي، أعلن غانتس: «الجيش الإسرائيلي لم يعد يحتمل أن تقوم الحكومة بتحميله عبء غياب أفق سياسي. ففي كل دولة يقوم الجيش بأداء مهامه في إطار خدمة استراتيجية سياسية واضحة المعالم، إلا في إسرائيل. فالحكومة لا تطرح أي آفاق سياسية وتعتمد اعتماداً كاملاً على القدرات العسكرية للجيش».
وفي السياق، تعرض لهجوم مماثل الجنرال يوم طوف ساميا، القائد السابق لقوات الجيش الإسرائيلي في الجنوب وعضو هيئة رئاسة الأركان. فقد خرج ساميا ينتقد المواطنين سكان البلدات اليهودية المحيطة بقطاع غزة، الذين ينتقدون سياسة الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، والتي تسببت في تقوية «حماس». فقال في تصريح إذاعي: «بأي حق تتذمرون. فأنتم الذين انتخبتم نتنياهو فقط قبل شهر. ألم تكونوا تعرفون أن هذه هي سياسته؟ فقد قلنا لكم إن مصلحة نتنياهو هي من مصلحة حماس، وإنه يقوي هذه الحركة بالمال والدعم ويرفض الحديث مع القيادة الفلسطينية الشرعية ورئيسها أبو مازن (محمود عباس). أنتم شركاء في سياسته الفاشلة».
وقال قائد سابق آخر للقوات الإسرائيلية في اللواء الجنوبي، هو النائب الجديد عن حزب العمل في الكنيست اللواء احتياط طال روسو، إن حكومة نتنياهو «أضاعت فرصة ذهبية لردع «حماس» منذ الحرب الأخيرة في سنة 2014. ففي ذلك الحين تلقت «حماس» ضربة شديدة فامتنعت طيلة ثلاث سنوات ونصف عن إطلاق أي قذيفة باتجاه إسرائيل. وكان يفترض التوصل إلى تفاهمات مع قوى أخرى تطيح بحكم حماس وتفتح الباب أمام مسيرة للتسوية السياسية مع القيادة الشرعية للفلسطينيين أو مع أي قوة أخرى في قطاع غزة. لكنها بدل ذلك عملت على تقوية حماس والآن تنفجر هذه القوة في وجوهنا».
واتهم الكاتب الصحافي جدعون ليفي المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل بتحويل قطاع غزة إلى حقل تجارب للأسلحة الجديدة. وقام بتشبيهه بالـ«غيتو»، وهو اسم الأحياء اليهودية التي أقيمت في أوروبا وحاصرها النازيون ووضعوا شروطاً قاسية على سكانها ومنعوهم ساعات الليل من مغادرتها. وقد تمرد اليهود في بعض الأحيان في هذه الغيتوات وتم قمعهم. وقال ليفي: «يوجد في القطاع مليونا فلسطيني يعيشون في ظل حصار لا تبدو له نهاية. في إسرائيل لا يدركون أن أي مخلوق في الدنيا يوضع في حصار سيقاوم الحصار. إن الناس في غزة يتمردون اليوم على الحصار. إنه تمرد غيتو غزة». وكان ليفي يتكلم في برنامج تلفزيوني «واجهة الصحافة» في القناة التلفزيونية 12 العبرية فطلبت المذيعة رينا متسلياح منه أن يسحب كلامه، فرفض. وأثارت كلماته موجة من الحرب عليه في الشبكات الاجتماعية.
وكتب المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، أن سبب قيام «حماس» بتفجير الوضع حالياً هو أن قطر لم تحول المبلغ الشهري الذي التزمت به بقيمة 30 مليون دولار. فالمبعوث القطري محمد العمادي، الذي يحضر الأموال عادة بالحقائب، اختفى في الولايات المتحدة ولا يرد على الهاتف. فقررت حماس العودة للتفجير، مستغلة حرص إسرائيل على نجاح مسابقة الأغاني الأوروبية يوروفيجن، التي ستجرى في 14 و18 الجاري في تل أبيب، لممارسة الضغوط. فهي تعرف أن حلول شهر رمضان المبارك سيشكل ضغطاً قاسيا على الجمهور وأن الجمهور سيفجر ضغطه ضدها في مظاهرات متجددة. وهو يريد منع ذلك.
وكتب محرر الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن «حماس» بادرت إلى الصدام الحالي مع إسرائيل قائلاً: «في شهر مارس (آذار) الماضي، وقبيل الانتخابات الإسرائيلية، أخمدت حماس النيران على ضوء تعهدات حكومة نتنياهو لها. لكن المقابل لم يأتِ بالسرعة التي توقّعوها. فإسرائيل لم تسارع إلى الإيفاء بالتزاماتها. فالتسهيلات في المعابر تمت بتكاسل، وعدد الشاحنات التي تدخل القطاع لا يزال قليلاً، بينما إجراءات زيادة تزويد القطاع بالكهرباء لم تبدأ بعد، والمنحة القطرية، هذا الشهر، تأخرت ولا يعرف مصيرها بعد، وكل هذا مجتمعاً ساهم في زيادة التوتّر».
7:57 دقيقة
المعارضة الإسرائيلية تدعو نتنياهو إلى العودة للتفاوض مع «أبو مازن»
https://aawsat.com/home/article/1709661/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6-%D9%85%D8%B9-%C2%AB%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%86%C2%BB
المعارضة الإسرائيلية تدعو نتنياهو إلى العودة للتفاوض مع «أبو مازن»
غانتس: الجيش لم يعد يتحمل سياسة حكومة اليمين
المعارضة الإسرائيلية تدعو نتنياهو إلى العودة للتفاوض مع «أبو مازن»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة