تنديد بتعذيب الحوثيين صحافيين معتقلين

TT

تنديد بتعذيب الحوثيين صحافيين معتقلين

نددت نقابة الصحافيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحافيين بممارسات التعذيب التي يقوم بها الحوثيون ضد الصحافيين المعتقلين في سجون الجماعة الموالية لإيران، مع تكرار الدعوى لإطلاق سراحهم الفوري.
ويعيش أكثر من 12 صحافياً يمنياً في سجون الجماعة الحوثية منذ أكثر من أربع سنوات فيما تخضعهم الميليشيات لمحاكمات صورية وتعرضهم لصنوف من التعذيب، بحسب ما يقول أقارب الصحافيين المعتقلين، وتؤكده بيانات الأوساط الحقوقية.
وهنأت نقابة الصحافيين اليمنيين في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط» أمس الوسط الصحافي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو (أيار)، وقالت إنها تثمن نضالات الصحافيين وكفاحهم من أجل نيل حريتهم والدفاع عن الحريات العامة.
وأشارت النقابة اليمنية إلى أنه لا يمكن نسيان تضحيات 39 قتيلاً من الصحافيين قدموا أرواحهم ثمناً للحقيقة، منذ 2011 إضافة إلى 17 صحافيا لا يزالون مختطفين لدى جماعة الحوثي وصحافي واحد لدى تنظيم «القاعدة»، حيث يتعرضون للتعذيب والمعاملة القاسية.
وقالت النقابة إنها تشعر بالغضب مع وجود عشرة من الصحافيين يتعرضون للتعذيب في أقبية أجهزة المخابرات الحوثية بعد أربع سنوات من الإخفاء والحجز التعسفي والمعاملة القمعية، إضافة إلى آخرين لا يعرف شيء عن أوضاعهم سوى الوجع المضاعف لوحشية منفلتة تمارس العنف والعداء بحق المختطفين.
وفي هذا الصدد، أكدت نقابة الصحافيين اليمنيين أنها ستعمل بكل جد من أجل عدم إفلات منتهكي حرية الصحافة والمعتدين على الصحافيين من العقاب كون هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
ودعت النقابة الحكومة الشرعية إلى إطلاق رواتب الصحافيين الذين قالت إنهم يعيشون أعتى أزماتهم بعد إغلاق العشرات من وسائل الإعلام الأهلية والمعارضة، وفقدان مئات الصحافيين لأعمالهم ومطاردة أصحاب الرأي وترويعهم.
وأشارت في بيانها إلى «ما تعرض له الصحافيون في وسائل الإعلام من انتهاكات ممنهجة بدءا بالإقصاء والملاحقات والاختطافات والتهديدات والفصل من العمل، وصولا إلى إيقاف الرواتب وحملات التحريض والتخوين على خلفية مهامهم المهنية»، داعية إلى وقف كل ذلك.
وجددت نقابة الصحافيين اليمنيين مطالبتها المتكررة للحكومة الشرعية بإطلاق رواتب جميع الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام دون استثناء، وإيقاف ما وصفته بحالة اللامبالاة بمعاناة قطاعات المجتمع المختلفة، ورفع حالة العقاب الجماعي عليهم، وما ترتب عليها من معاناة ومآسٍ لا حدود لها.
ودعت النقابة كل الأطراف إلى الكف عن الاعتداء والمضايقة للصحافيين والالتزام بالحريات الصحافية واحترام مهنة الصحافة ودورها.
وقالت إن «معاناة الصحافيين اليمنيين الكبيرة تستدعي وقوف كل المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير المحلية والعربية والدولية للوقوف بجانب الصحافيين اليمنيين والتخفيف من معاناتهم والضغط على أطراف الصراع لإيجاد بيئة مناسبة وآمنة للعمل الصحافي واحترام مهنة الصحافة وحق الحصول على المعلومات وإطلاق كل مستحقاتهم».
وثمنت نقابة الصحافيين اليمنيين الدور الداعم للحريات الصحافية من قبل الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب والمنظمات الحقوقية المعنية بحرية التعبير، داعية إلى استمرار هذا الدور لإنقاذ الصحافة والصحافيين في اليمن.
وكان الاتحاد الدولي للصحافيين أدان بشدة التعذيب والقمع الذي يتعرض له الصحافيون اليمنيون في سجون الميليشيات، داعيا للإفراج عنهم، وقال في بيان إن «جماعة الحوثيين خرقت كل الاتفاقيات والمعايير الدولية المتعلقة بمعاملة الصحافيين والسجناء». واتهم الاتحاد الدولي الميليشيات بتعريض مجموعة الصحافيين لعنف جسدي ونفسي في السجن، وقال الأمين العام للاتحاد أنطوني بيلانجي، إننا «ندين كل أشكال العنف ضد الصحافيين ونطالب الحوثيين بالامتثال للمعايير والمعاهدات الدولية».
وأضاف: «ستتم محاسبة جميع المتورطين في اعتقال زملائنا وتعذيبهم. كما ندعو وكالات الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى اليمن لإدراج هذه الفظائع في تقاريرهم الرسمية إلى هيئات الأمم المتحدة، واتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة زملائنا وصحتهم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.