أول تحرك لـ«داعش» في شمال العراق بعد فيديو البغدادي

TT

أول تحرك لـ«داعش» في شمال العراق بعد فيديو البغدادي

شن تنظيم داعش أول هجوم له بعد ظهور زعيمه أبو بكر البغدادي في فيديو قبل أيام. وأفاد مصدر أمني بمقتل شخص وإصابة أربعة آخرين إثر إطلاق النار على سيارة كانوا يستقلونها في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين.
وأضاف المصدر الأمني في تصريح أن «الإرهابيين يتخذون من الجزرات الوسطية الواقعة في نهر دجلة قرب تلك المنطقة ملاذا لهم فيما يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين والقوات الأمنية كلما سنحت الفرصة لهم». وفي كركوك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن كشف شبكة إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات في المحافظة. وقال الجهاز في بيان إنه «استناداً لمعلومات استخبارية دقيقة من وحدة الاستطلاع الأولى وفي إطار عمليات تفكيك الشبكات الإرهابية نفذت قيادة العمليات الخاصة الثانية فوج كركوك عملية إلقاء قبض بحق أحد عناصر شبكة إرهابية». وأضاف أن «هذه الشبكة كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المواطنين في كركوك».
وفي الموصل أعلنت الاستخبارات العسكرية عن إلقاء القبض على مسؤول التدريب البدني لما يسمى (أشبال الخلافة) في نينوى. وفي بيان لها قالت المديرية إن «مفارزها في قيادة عمليات نينوى وبالتعاون مع فصيل استطلاع القيادة وإثر معلومات استخبارية دقيقة تمكنت من القبض على أحد الإرهابيين في الجانب الأيسر من الموصل كان مسؤولا عن التدريب البدني لما يسمى أشبال الخلافة في المحافظة». وأوضحت أن المعتقل «من المساهمين بتخرج عدة دورات تدريبية لهؤلاء الأشبال»، مشيرة إلى أنه «يعد أحد المطلوبين للقضاء بموجب مذكرة قبض وفق أحكام المادة 4 إرهاب».
أيضا في نينوى، التي تعيش أزمة إدارية حادة قد تؤدي إلى حل مجلس المحافظة خلال جلسة البرلمان العراقي اليوم، دعا نائب عنها إلى إعلان حالة الطوارئ في المحافظة وتعيين حاكم عسكري بسبب ما تعانيه من أوضاع أمنية وسياسية سيئة. وقال النائب حنين القدو إن «الوضع خطر جدا في نينوى ويجب إعلان حالة الطوارئ في المحافظة والعراق لمدة شهر ومن ثم تعيين حاكم عسكري»، مشيرا إلى أن «وضع المحافظة يسير من سيئ إلى أسوأ وهناك مخاوف سياسية وأمنية تتعلق بتمدد (داعش) مرة أخرى في المنطقة». وأضاف أن «الصراع السياسي في الموصل تحول إلى داخل أروقة مجلس النواب ما بين جهات معارضة لحل مجلس المحافظة وجهات مؤيدة والوضع متأزم في المحافظة بشكل كبير»، مبينا أن «مجلس المحافظة في خضم هذه الأزمة غير قادر على التعامل مع الملفات الخطيرة التي تشكل تحديات كبيرة لأمن المحافظة واستقرار العراق بشكل عام».
من جهته، عد الخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ظهور زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي في فيديو جديد مؤشر على مرحلة جديدة ستكون بالغة الخطورة، وهو ما يتطلب الاستعداد لها»، مبينا أن «الكثيرين فوجئوا بظهور فيديو البغدادي بينما الحقيقة هي أنه لم يختف وإنما كان موجودا هنا وهناك طبقا لكل التوقعات الاستخبارية وغيرها، وبالتالي فإن نشر هذا الفيديو يؤكد أن المواجهة مع هذا التنظيم انتقلت من مرحلة التهديد العسكري إلى الأمني النوعي، وهو ما يعني أن عملياته سواء بالعراق أوفي أماكن أخرى سوف تكون أمنية أكثر من كونها عسكرية». وأوضح الشريفي أن «(داعش) وعقب خسارته الأرض التي كان يتحرك عليها سواء في العراق أو سوريا لم يعد أمامه سوى العودة إلى البعد الأمني في التهديد مع إجادته استخدام التقنيات الحديثة وذلك بهدف التأثير النفسي في الخصم ورفع معنويات أتباعه». وأشار إلى أن «الأميركيين باتوا مهتمين الآن بأمن المطارات، ولذلك هم منحوا العراق مبلغا قدره 5 ملايين دولار لهذا الغرض لاحتمال وقوع عمليات نوعية، وهو ما يتطلب أخذه في الحسبان خلال المرحلة المقبلة».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.