«فريق التقييم»: إجراءات استهداف معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء صحيحة

أكد سيطرة الميليشيات الحوثية على مستودعات الحديدة واستخدامها مخازن أسلحة وذخيرة

TT

«فريق التقييم»: إجراءات استهداف معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء صحيحة

أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن، أن إجراءات قوات التحالف باستهداف معسكر الشرطة العسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء عام 2017 كانت صحيحة وتتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
وأوضح المستشار منصور المنصور، المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث، أن الفريق وبمبادرة منه رصد ما نشر في وسائل الإعلام من تقارير عن قيام التحالف بتاريخ 13 ديسمبر (كانون الأول) 2017 بقصف معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات الحوثية؛ ما أسفر عن مقتل نحو 39 شخصاً، وإصابة آخرين بعضهم من السجناء، وأن مسؤولاً في المعسكر أفاد بأن طائرات التحالف شنّت غارات على المعسكر الواقع شرق صنعاء ويتواجد به 180 سجيناً.
وأضاف المنصور خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في الرياض: «بعد التحقق والتقصي، تبين للفريق أن معلومات استخباراتية وردت للتحالف عن سيطرة ميليشيا الحوثي على معسكر الشرطة العسكرية (...) ورصد أفراد وتجمعات تأكد تبعيتها للميليشيات الحوثية، وبالتالي يعتبر هدفاً عسكرياً عالي القيمة، ونفّذ التحالف مهمة جوية على معسكر الشرطة الذي يتواجد به قياديون وتجمعات للميليشيا الحوثية المسلحة باستخدام قنابل موجهة أصابت أهدافها بدقة».
وأوضح المتحدث باسم «فريق التقييم»، أن تسجيلات الفيديو تؤكد أن التحالف اتخذ الاحتياطات كافة اللازمة لتقليل الأضرار قدر الإمكان أثناء الاستهداف.
وفيما يخص السجناء والمعتقلين، قال المنصور: «تبين للفريق أنه لم يتم إشعار التحالف من أي جهة دولية أو إنسانية بوجود سجن أو معتقل داخل المعسكر، كما أوضحت الصور الفضائية عدم وجود أي شعارات تبين وجود معتقل أو سجن داخل المعسكر، واتضح للفريق بعد تنفيذ العملية العسكرية وجود أشخاص في معتقل سري داخل أحد مباني معسكر الشرطة، والتحالف لم يكن على علم بالموضوع».
وشدد المنصور على أن القانون الدولي واضح بوجوب إبعاد أي من المباني التي تستخدم لاحتجاز أسرى الحرب أو المعتقلين السياسيين عن منطقة العمليات العسكرية، وألا يكون هناك أي استخدام للمباني في العمليات العسكرية. وتابع: «على ضوء ذلك، توصل الفريق المشترك إلى أن الإجراءات التي تمت من التحالف صحيحة وتتوافق مع القانون الدولي، كما يرى الفريق من جانب إنساني مبادرة التحالف تقديم المساعدات للمصابين وذوي القتلى من المعتقلين الذي قضوا نحبهم».
وفي حالة أخرى وردت للفريق من منظمة «هيومن رايتس ووتش» لعام 2016 تفيد بأن قوات التحالف ضربت عنبرين من أصل خمسة تستخدم للتخزين في منطقة صناعية بالحديدة، أفاد المتحدث باسم الفريق بأنه بعد التحقق تبين ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن ميليشيا الحوثي استولت على مستودعات واستخدمتها مخازن أسلحة وذخيرة، فنفّذت قوات التحالف في 6 يناير (كانون الثاني) 2016 مهمة جوية على الهدف المؤلف من مخازن أسلحة في الحديدة باستخدام قنبلتين موجهتين وكانت الإصابة مباشرة، وبالتالي كانت إجراءات التحالف صحيحة.
كما فند الفريق ما ورد في تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان اليمنية حول قصف طيران التحالف في ديسمبر (كانون الأول) 2017 منازل في الخوخة بالحديدة أدى إلى وقوع 21 ضحية وإصابة أربعة آخرين. وأضاف: «كانت الميليشيات الحوثية تتحصن في مبنيين أثناء اشتباكات أرضية مع قوات الجيش الوطني اليمني، فنفّذ التحالف مهمة إسناد جوي للوحدات الأرضية باستهداف ثلاثة أهداف عسكرية بواسطة قنابل موجهة أصابت أهدافها».
ولفت إلى أن أقرب موقع تم استهدافه يبعد 11 كيلومتراً من موقع الإحداثيات الوارد في الادعاء، ويبعد 2.4 كيلومتر عن قرية قطابا بالخوخة محل الادعاء، كما أن وقت الاستهداف يختلف بأربع ساعات عن الادعاء. وتطرق إلى أن تقارير استخباراتية تحدثت عن قيام ميليشيا الحوثي باستهداف قرى المدنيين في قطابا بصواريخ الكاتيوشا في زمن الادعاء نفسه الوارد في التقرير، وبالتالي فإن التحالف لم يستهدف القرية والإجراءات التي تمت صحيحة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».