القضاء يوقف ممثلة إيرانية بعد حملة من المتشددين

الممثلة الإيرانية مهناز أفشار على هامش مهرجان «فجر» السينمائي في طهران فبراير الماضي (مهر)
الممثلة الإيرانية مهناز أفشار على هامش مهرجان «فجر» السينمائي في طهران فبراير الماضي (مهر)
TT

القضاء يوقف ممثلة إيرانية بعد حملة من المتشددين

الممثلة الإيرانية مهناز أفشار على هامش مهرجان «فجر» السينمائي في طهران فبراير الماضي (مهر)
الممثلة الإيرانية مهناز أفشار على هامش مهرجان «فجر» السينمائي في طهران فبراير الماضي (مهر)

استدعى الادعاء العام الإيراني أمس الممثلة السينمائية مهناز أفشار على أثر إصدار مذكرة قضائية بتوقيفها، وذلك غداة هجوم إلكتروني شنه محافظون وأنصار «الحرس الثوري» ضدها عبر شبكات التواصل الاجتماعي تتهمها بالتحريض على قتل رجل دين في إيران.
وبدأت القضية منذ أيام عقب مقتل رجل دين في همدان برصاصتين من بندقية كلاشنيكوف أطلقها شخص قتل لاحقاً في اشتباك مسلح لدى محاولة الشرطة الإيرانية إلقاء القبض عليه.
وأطلق أنصار «الحرس الثوري» والمحافظون أول من أمس حملة ضد الممثلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعدما ربطت وسائل إعلام بين مقتل رجل الدين وبين تغريدة لأفشار تنتقد فيها تغريدة منسوبة لرجل دين يدعو فيها الإيرانيات إلى زواج المتعة من عناصر الحشد الشعبي العراقي الذين دخلوا مناطق الفيضانات الشهر الماضي وذلك بعد بيان من قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني.
وسجلت أفشار إلى جانب مشوارها الفني حضوراً لافتاً في مجالات حقوق الإنسان وحرية المرأة، مما أثار سخطاً واسعاً بين الأوساط المتشددة في إيران.
وکان رجل الدين يدعى غفار درياباري نفى صحة التغريدة المنسوبة إليه واتهم أشخاصاً بانتحال شخصيته على شبكة «تويتر»، كما نشر تسجيلاً للتبرئة من التغريدة واعتبر مضمونها غير أخلاقي. ولكنه تقدم بشكوى ضد الممثلة التي اقتبست التغريدة وقارنت بين مواقف رفضت دخول الحشد الشعبي إلى إيران وبين موقف رجل الدين وتساءلت عن أسباب الصمت إزاء سلوكه، ولكن انتقادات وسائل إعلام متشددة دفعت الممثلة لحذف التغريدة.
وقالت وكالة «فارس» المنبر الإعلامي لـ«الحرس الثوري» إن حملة محاكمة أفشار جمعت 400 ألف توقيع.
وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية أمس أن أفشار تواجه تهمة «تشويش على الرأي العام ونشر الأكاذيب».
وقبل ردها المثير للجدل بأيام نشرت أفشار تسجيلاً لشاب عربي من الأحواز ينتقد السلطات لتجاهل الشباب وتفضيل ميليشيات أجنبية على صلة بـ«الحرس الثوري»، ولاقت التغريدة تفاعلاً كبيراً من الإيرانيين الغاضبين من السياسات الإقليمية، وهو ما أثار ردود غاضبة بين أنصار حكومة حسن روحاني و«الحرس الثوري»، على حد سواء.
ولم يمض يومان من رد أفشار على التغريدة التي أثارت تفاعلاً واسعاً في «تويتر» حتى أعلنت السلطات الإيرانية عن مقتل رجل دين يدعى مصطفى قاسمي أمام مقر الحوزة الدينية في مدينة همدان.
وقالت الشرطة الإيرانية إنها قتلت بهروز حاجيلو بعد عملية مطاردة وتبادل النار. وكان حاجيلو أقر بمهاجمة رجل الدين قبل أن تحذف شبكة «إنستغرام» حسابه. ولم تحدد الشرطة بعد الدافع وراء قتل رجل الدين.
ويخشى ناشطون من أن تؤدي حملة المحافظين عبر شبكات التواصل ضد أفشار واستدعائها إلى القضاء كجزء من الرد على مواقف سابقة للممثلة.
وقال قائد شرطة همدان بخشعلي كامراني صالح لوكالة «إسنا» إنه «تم التعرّف على 32 شخصاً كانوا قد تركوا رسائل تأييد لبهروز حاجيلو على صفحته الخاصة على (إنستغرام) وتوقيفهم»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويُظهر حساب حاجيلو على إنستغرام صوراً له مع أسلحة مختلفة من مسدسات وبنادق.
وانتقد المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، انتشار الأسلحة غير القانوني في إيران، في أول تعليقه على الحادث، ونقل الموقع الإلكتروني عنه قوله لكبار مسؤولي الشرطة: «في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، تباع الأسلحة دون قيود لصالح مافيا صناعة الأسلحة، وهذا يسبب مشكلات للناس». وأضاف: «ولكن في بلدنا لا توجد مثل هذه المشكلة، كما أن بيع الأسلحة محظور».



نائب الرئيس الإيراني يستقيل بعد إقالة وزير الاقتصاد

نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف (أرشيفية)
نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف (أرشيفية)
TT

نائب الرئيس الإيراني يستقيل بعد إقالة وزير الاقتصاد

نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف (أرشيفية)
نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف (أرشيفية)

أعلن نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف استقالته، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية إرنا، وذلك بعد إقالة وزير الاقتصاد الإيراني.

وقدم ظريف استقالته إلى الرئيس مسعود بزشكيان، في انتكاسة جديدة بعد سبعة أشهر فقط من توليه المنصب. وجاء قرار ظريف عقب تصويت البرلمان، الذي يهيمن عليه المحافظون المتشددون، بسحب الثقة من وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، وهو شخصية معتدلة ورئيس سابق للبنك المركزي. وصوت 182 نائبا من أصل 273 لصالح إقالة همتي اليوم الأحد، وسط تصاعد التوترات بشأن الأزمة الاقتصادية المستمرة في إيران وارتفاع معدلات التضخم بشكل حاد.

وشهد الريال الإيراني تراجعا حادا أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية، حيث يكافح العديد من الإيرانيين لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأصبح اللحوم والأسماك من الكماليات. وسبق أن استقال ظريف في آب (أغسطس) 2024 بعد 11 يوما فقط من توليه منصبه، مشيرا إلى خلافات مع بزشكيان حول تشكيل حكومته المحافظة. لكنه عاد لاحقا إلى منصبه، ليعلن استقالته مجددا وسط هذه الأزمة السياسية الأخيرة.