كيف تحمون منزلكم الذكي من القرصنة؟

إجراءات بسيطة توفر الراحة والأمن

كيف تحمون منزلكم الذكي من القرصنة؟
TT

كيف تحمون منزلكم الذكي من القرصنة؟

كيف تحمون منزلكم الذكي من القرصنة؟

تساعد أجهزة المنزل الذكي على تسهيل حياتكم، ولكنّها قد تعرّضكم لخطر القرصنة. وفيما يلي، ستجدون بعض الإجراءات التي تضمن لكم الحفاظ على سلامتكم الإلكترونية. عندما تصلون الأجهزة الذكية كالأضواء والكاميرات وأقفال المنازل وأجهزة قياس الحرارة بالإنترنت، قد تخاطرون بجعلها وجعل أنفسكم مادة مكشوفة للمحتالين والقراصنة الرقميين.

- منازل مهددة
تعتبر تيريزا بايتون، المسؤولة السابقة في قسم المعلومات في البيت الأبيض والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة «فورتاليس سوليوشنز» أنّ «كلّ جهاز متصل بالإنترنت هو هدف للقراصنة».
وتوضح بعض الحوادث التي جرت أخيراً، القوة التي تتمتّع بها هذه الأجهزة، فقد أتاح اختراق كاميرا الواي - فاي الموجودة في غرفة معيشة أحد المنازل، للقرصان السيطرة على هذه الكاميرا والتجسس على القاطنين، بالإضافة إلى تسجيل الصوت الذي تضمّن بلاغاً كاذباً عن اعتداء صاروخي نووي. وسمعنا أيضاً أخباراً عن بعض المعتدين الذين اخترقوا أجهزة المنازل الذكية لملاحقة شركاء سابقين وإخافتهم. وقد أورد موقع «ستاتيستا» للإحصاءات أنّ عدد الأجهزة الذكية المستخدمة في نهاية العام الجاري سيصل إلى نحو 42 مليونا. ومقابل ذلك لم يرصد إلا القليل من الاختراقات الأمنية المثبتة. وقد تبدو الأخبار التي نسمعها عن القرصنة واختراقات الخصوصية مخيفة حقاً، إلّا أنّها لا تزال قليلة جداً، أي أنّ معظم مستخدمي أجهزة المنازل الذكية لن يتعرّضوا للاختراق.ولكن هذا لا ينفي أهمية اتخاذ إجراءات وقائية عند استخدام الأجهزة المتصلة بالإنترنت. وقد تواصل موقع «ذا واير كاتر» التابع لصحيفة «نيويورك تايمز» والمعني بتقييم المنتجات والخدمات مع عدد من الخبراء الذي قدموا بعض النصائح الفعالة لحمايتكم وحماية منازلكم، والتي لا تتطلّب الكثير من الوقت ولا المال ولا المهارة التقنية.
وأجرى الموقع أيضاً اختبارات مطوّلة لأجهزة المنازل الذكية التي تضمنّت تقييماً لهذه المعايير الأمنية.

- حماية الشبكة
إن قدرة هذه الأجهزة على الاتصال بالإنترنت بواسطة شبكة الواي - فاي الموجودة في منزلكم هو أحد أهمّ العوامل التي تجعل منها أجهزة «ذكية». لهذا السبب، من الضروري جداً أن تحكموا أمن هذه الشبكة. ففي حال لم تحموا شبكة الواي - فاي بكلمة مرور، أو اكتفيتم باستخدام كلمة المرور التي أتت مع المودم أو موجّه الإشارة، ستعرّضون جميع أجهزتكم للخطر، كما لو أنّكم تركتم باب منزلكم مشرعاً للغرباء مع لافتة مضيئة ترحّب بهم للدخول.
وتشدّد بايتون على أهمية توعية الناس إلى وجود كتيّبات تضمّ جميع كلمات المرور التي تأتي مع الأجهزة القابلة للاتصال من المصدر. من هنا، يجب أن تحكموا قبضتكم على شبكتكم بكلمة مرور مميزة وغير مألوفة، على ألا تستخدموها لتأمين حسابات أخرى تملكونها. كما تقترح بايتون ألا تسمحوا بظهور شبكتكم المنزلية للجميع، عبر خيار تجدونه في لائحة إعدادات موجّه الإشارة، وبالتالي «سيظنّ أي شخص يمرّ لزيارتكم أنّكم لا تملكون اتصالاً بالإنترنت، لأنّه لا يستطيع رؤية الشبكة».
يمكنكم أيضاً إضافة طبقة حماية أخرى من خلال عزل أجهزة منزلكم الذكية عن كومبيوتراتكم وهواتفكم الذكية باستخدام «شبكة ضيف»، الذي يعتبر خياراً شائعاً في الكثير من موجهات الإشارة المعروفة.
يقول دايفيد تمبلتون، محلل الأمن المعلوماتي في «نيويورك تايمز»: «بهذه الطريقة، ستتمتع هذه الأجهزة بنوع من العزلة». تسهّل هذه الخطوة عليكم أيضاً فصل أجهزتكم عن الاتصال بالإنترنت دون إرباك الشبكة بكاملها.

- كلمات مرور مميزة
يرتكب الكثيرون خطأ شائعا هو استخدام «اسم المستخدم» وكذلك «كلمة المرور» ذاتهما في عدّة أجهزة، أو حسابات. وفي حال تمّ اكتشاف هذا المزيج، وهذا الأمر يحدث كثيراً طبعاً، كما حصل عند قرصنة شركات عملاقة كـ«فيسبوك» و«ياهو»، فإنه سيمكن لقرصان متمرّس أنّ يجرّبه على مواقع مصرفية شهيرة، وشبكات اجتماعية، ومزوّدي رسائل إلكترونية تتيح له التحكّم بالأجهزة الذكية.
لهذا السبب، تحتاجون إلى كلمات مرور مختلفة لكلّ شيء، مثل مواقع التبضع التي تزورونها، والخدمات التي تستخدمونها، وشبكة الإنترنت المنزلية طبعاً، وكلّ واحد من أجهزة منزلكم الذكي. ولأنّ تذكّر هذا الكمّ الهائل من كلمات المرور مستحيل نظرياً، يقترح تمبلتون عليكم استخدام برنامج لإدارة كلمات المرور، الذي لا يساعدكم على ابتكار كلمات مرور مميزة فحسب، بل يتابعها بانتظام في جميع أجهزتكم أيضاً.

- شراء أجهزة موثوقة
يجمع خبراء الأمن الإلكتروني على أهمية اختيار المستخدمين لأجهزتهم الذكية من علامات تجارية موثوقة، لأنّ الشركات المنتجة لهذه الأجهزة تحرص دائما على حماية سمعتها ودعم بنيتها التحتية.
تعتمد هذه الشركات أيضاً إجراءات أمنية أفضل أثناء تصميمها لأجهزتها، ويمكنكم أن تتوقعوا منها المبادرة إلى إصلاح أي عيب برمجي أو نقاط ضعف تكتشف في أجهزتها، على عكس العلامات التجارية العادية أو الشركات الناشئة في هذا المجال. وأخيراً، يفضّل طبعاً أن تطّلعوا على تقييم أي جهاز قبل شرائه.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).