الغموض والتوتر يهيمنان على الانتخابات التشريعية في إسبانيا

رئيس الوزراء الاشتراكي حذر من الصعود السريع للقوميين اليمينيين

بيدرو سانشيز يدلي بصوته في مكتب اقتراع خارج مدريد أمس (رويترز)
بيدرو سانشيز يدلي بصوته في مكتب اقتراع خارج مدريد أمس (رويترز)
TT

الغموض والتوتر يهيمنان على الانتخابات التشريعية في إسبانيا

بيدرو سانشيز يدلي بصوته في مكتب اقتراع خارج مدريد أمس (رويترز)
بيدرو سانشيز يدلي بصوته في مكتب اقتراع خارج مدريد أمس (رويترز)

عاد الناخبون في إسبانيا، أمس، إلى مراكز الاقتراع للتصويت في انتخابات يرجح أن يفوز فيها رئيس الحكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز، وسط أجواء من الانقسام ومخاوف من صعود اليمين المتطرف.
وترجح استطلاعات الرأي فوز رئيس الوزراء الاشتراكي، لكن من دون أن يحصل على غالبية مطلقة، ما سيجبر كل الأحزاب على السعي لتشكيل تحالفات في برلمان مشرذم أكثر من أي وقت، في أجواء من الاستقطاب منذ محاولة انفصال كاتالونيا في 2017، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وحزب «بوكس» (الصوت) القومي المتشدد هو مفاجأة هذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال 3 سنوات ونصف السنة. وكان هذا الحزب ثانوياً قبل 6 أشهر فقط، لكنه أحدث زلزالاً سياسياً بحصوله على نحو 11 في المائة من الأصوات في انتخابات في منطقة الأندلس (جنوب).
وحذر سانشيز، الذي تولى رئاسة الحكومة في يونيو (حزيران) على أثر مذكرة بحجب الثقة عن المحافظ ماريانو راخوي (الحزب الشعبي)، من موجة لليمين القومي في إسبانيا كما حدث في فنلندا، حيث احتل حزب «الفنلنديين الحقيقيين» المرتبة الثانية في انتخابات جرت في منتصف أبريل (نيسان).
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هذا الحزب يمكن أن يحصل على أكثر من 10 في المائة من الأصوات، ليشغل بذلك نحو 30 مقعداً في مجلس النواب، في بلد غاب عنه اليمين القومي منذ عهد الجنرال فرنسيسكو فرنكو الذي انتهى في 1975.
لكن هذه الاستطلاعات تؤكد أن نتائج الحزب الشعبي والليبراليين في حزب المواطنة و«بوكس»، لن تسمح للأحزاب اليمينية الثلاثة بتشكيل أغلبية، مثل تلك التي سمحت بطرد الاشتراكيين من السلطة في معقلهم الأندلس في بداية السنة الحالية.
إلا أن سانشيز حذّر الجمعة، من أن «هناك احتمالاً واقعياً ومؤكداً» بأن يكون أداء حزب «بوكس» أفضل مما تتوقعه استطلاعات الرأي، وأن تتشكل غالبية يمينية بدعم من اليمين القومي. وفتح زعيم الحزب الشعبي بابلو كاسادو الذي شن حملة معادية جداً لسانشيز، وصفه خلالها بأنه «حصان طروادة» القوميين الكاتالونيين والباسك، الباب الجمعة، للمرة الأولى لمشاركة الحزب اليميني القومي في حكومة يمينية محتملة.
ويتبنى حزب «بوكس» خطاباً معادياً للمرأة والمهاجرين، وقد أسسه أعضاء سابقون في الحزب الشعبي وازدهر خصوصاً خلال دعوته إلى اعتماد القوة ضد الانفصاليين في منطقة كاتالونيا، داعياً إلى حظر أحزابهم. ويلقى زعيم الحزب اليميني القومي سانتياغو أباسكال تأييد زعيمة اليمين القومي في فرنسا مارين لوبان، وزعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني في إيطاليا.
واعتمد هذا الحزب الحذر من وسائل الإعلام التقليدية، على حملة مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي، مستوحياً من استراتيجية الرؤساء؛ الفلبيني رودريغو دوتيرتي والأميركي دونالد ترمب والبرازيلي جاير بولسونارو.
وفي مشهد سياسي مشتت، يبدو أن إسبانيا ستشهد مشاورات مكثفة لتشكيل حكومة بعد الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب سانشيز لن يشغل أكثر من 130 مقعداً في البرلمان، بفارق كبير عن الأغلبية المطلقة المحددة بـ176 مقعداً.
لذلك، سيضطر سانشيز على الأرجح لعقد تحالفات مع اليسار الراديكالي في حزب «بوديموس» (نستطيع) الذي يواجه صعوبات، وأحزاب المناطق، أي من حيث المبدأ مع الانفصاليين الكاتالونيين الذين دعموا وصوله إلى السلطة في يونيو (حزيران).
لكن سانشيز يفضل تجنب الحاجة إلى هؤلاء. فاليمين لم يكف عن اتهامه بأنّه تحالف مع «أعداء إسبانيا»، وهؤلاء الانفصاليون هم الذين اضطروه للدعوة إلى انتخابات مبكرة بسبب رفضهم التصويت على ميزانيته.
وعنونت «إلبايس» أكبر الصحف الإسبانية والقريبة من الاشتراكيين أمس: «إسبانيا تصوت الأحد منقسمة وفي غموض كبير».
أما صحيفة «آ بي ثي» القريبة من اليمين، فتؤكد في افتتاحيتها أن «على الإسبان أن يختاروا بين مرشح مستعد للتحالف مع الانفصاليين، والذين يريدون الدفاع عن وحدة الأمة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.