معايير جديدة لتطوير مناهج التعليم في السعودية

العيسى: رخص للمعلمين بعد إتمام لائحة الوظائف

نائب وزير التعليم يتسلم معايير التطوير الجديدة من هيئة تقويم التعليم والتدريب (تصوير: يزيد السمراني)
نائب وزير التعليم يتسلم معايير التطوير الجديدة من هيئة تقويم التعليم والتدريب (تصوير: يزيد السمراني)
TT

معايير جديدة لتطوير مناهج التعليم في السعودية

نائب وزير التعليم يتسلم معايير التطوير الجديدة من هيئة تقويم التعليم والتدريب (تصوير: يزيد السمراني)
نائب وزير التعليم يتسلم معايير التطوير الجديدة من هيئة تقويم التعليم والتدريب (تصوير: يزيد السمراني)

تتجه السعودية إلى تنمية وبناء معايير جديدة للمناهج التعليمية في التعليم العام، التي تهدف إلى بناء أطر مرجعية وطنية وتخصصية ومواد إرشادية لتطوير المواد التعليمية، ومصادر التعلم، كما تسلمت وزارة التعليم معايير التطوير الجديدة من هيئة تقويم التعليم والتدريب بعد العمل عليها نحو ثلاث سنوات في تطوير معايير المناهج.
وتحدد معايير مناهج التعليم ما يجب أن يتعلمه الطالب ويفهمه ويستطيع أداءه في كل مجال تعلم حسب المستويات والصفوف الدراسية، حيث تشمل على 12 مجالاً تعليمياً، منها التربية الإسلامية، والتقنية الرقمية، والتربية الفنية، والعلوم الإدارية.
وقال الدكتور أحمد العيسى، رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب: إن الهيئة عملت خلال الأعوام الثلاثة في تطوير معايير المناهج التعليمية التي تعد خطوة أساسية يجب الاعتماد عليها في المراحل المقبلة في تطوير المناهج، مضيفاً أن على وزارة التعليم تشكيل فرق علمية لترجمة هذه المعايير إلى مناهج حقيقية تبدأ بإعداد مصفوفة المناهج الأساسية وأهداف المناهج، ثم تأليف الكتب الدراسية، حيث سيكون دور الهيئة تقييم عملية هذه المناهج والتأكد من جودة التعليم.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح ملتقى تدشين المعايير الوطنية لمناهج التعليم العام، أمس، في الرياض. وأضاف العيسى أن إعداد مناهج تعليمية حديثة مبتكرة ترسم مسيرة الطالب التعليمية في مراحل التعليم العام، هو جوهر التطوير لرفع جودة النظام التعليمي وتحسين مخرجاته، مؤكداً على أن المعايير الوطنية لمناهج التعليم العام في السعودية مكون رئيسي في منظومة تطوير التعليم العام ومرجع أساسي لإعداد مناهج دراسية وتقويمها.
وأشار الدكتور العيسى إلى أن أهمية المعايير الوطنية في مناهج التعليم العام في كونها تحدد للمدارس والمعلمين والطلبة أهدافاً واضحة وقابلة للقياس في جميع مراحل التعليم العام، وتجعلهم أكثر معرفة بالنتائج التي ينبغي أن يسعوا جميعاً لتنفيذها، موضحاً أن المعايير أعدت من قِبل فرق علمية مختلفة مستفيدة من التجارب الدولية في إعداد المعايير، وإلى أنها خطوة مهمة في عملية تطوير المناهج.
وأكد على أن مشروع رخص هيئة المعلمين سيصدر بعد أن تصدر لائحة الوظائف التعليمية الجديدة، حيث إنها مرتبطة بجهات عدة، من ضمنها وزارة التعليم، ووزارة الخدمة المدنية، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء.
وأضاف الأمير الدكتور فيصل آل مشاري، رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب، أن رفع جودة التعليم يعد مرتكزاً أساسياً لـ«رؤية 2030»، التي تهدف إلى أن يكون المواطن السعودي هو المحرك الرئيسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».