فريق جائزة الإمارات للطاقة 2020 يحط الرحال في المغرب لاستقطاب المشاركين

أعلن أن قيمة الجائزة الكبرى تضاعفت لتبلغ مليونَي دولار... ورفع عدد الفائزين إلى 70

طاهر دياب وأحمد بطي المحيربي وعلي السويدي خلال المؤتمر الصحافي أمس بالدار البيضاء
طاهر دياب وأحمد بطي المحيربي وعلي السويدي خلال المؤتمر الصحافي أمس بالدار البيضاء
TT

فريق جائزة الإمارات للطاقة 2020 يحط الرحال في المغرب لاستقطاب المشاركين

طاهر دياب وأحمد بطي المحيربي وعلي السويدي خلال المؤتمر الصحافي أمس بالدار البيضاء
طاهر دياب وأحمد بطي المحيربي وعلي السويدي خلال المؤتمر الصحافي أمس بالدار البيضاء

حط فريق جائزة الإمارات للطاقة 2020 الرحال في المغرب، في ثاني محطة له بعد الأردن؛ بهدف التعريف بالجائزة واستقطاب الأفكار والمشاريع الرائدة في مجال الطاقات المتجددة واقتصاد الطاقة والنجاعة في استعمالها.
وقال أحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي ونائب رئيس اللجنة التنفيذية للجائزة، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في الدار البيضاء: إن الإمارات قررت مضاعفة قيمة الجائزة الكبرى للطاقة لعام 2020، ورفعها إلى مليونَي دولار، كما قررت مضاعفة عدد كل الجوائز التي تمنح خلال هذه التظاهرة ومضاعفة قيمتها، مشيراً إلى أن عدد الفائزين سيكون هذه السنة 70 فائزاً بدلاً من 35 في العام الماضي. وأشار المحيربي إلى أن سبب الزيادة في قيمة الجوائز وعددها؛ هو كون المسابقة تتزامن هذه السنة مع المشروع الإماراتي الكبير «معرض دبي إكسبو الدولي 2020»، إضافة إلى احتضان «القمة العالمية للاقتصاد الأخضر»، التي سيُنظم خلالها حفل تكريم الفائزين بجائزة الإمارات للطاقة.
وأوضح المحيربي، أن اختيار المغرب ثاني محطة، نابع من أهمية المغرب بصفته رائداً عربياً في مجال الطاقات المتجددة، مشيراً إلى أن المغرب وصل في نهاية 2018، إلى استيفاء 35 في المائة من حاجياته من الكهرباء ومن الطاقات المتجددة، وأنه حدد هدفاً بلوغ أكثر من 52 في المائة في 2030.
وأضاف المحيربي أن المشاركات المغربية في الجائزة في تزايد، مشيراً على الخصوص إلى شركة «ناريفا» المغربية التي سبق لها أن شاركت في المسابقة في صنف المشاريع الكبرى بمشاريعها الضخمة لاستغلال طاقة الرياح في المغرب، إضافة إلى الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، التي شاركت بمشروع لاستعمال الطاقات النظيفة في المساجد ضمن برنامج لاقتصاد الماء والكهرباء، الذي حظي بإعجاب كبير. وعبّر عن أمله في مشاركات أكبر للجامعات المغربية.
وأضاف المحيربي قائلاً: إن «الإمارات والمغرب لديهما الأفكار نفسها والطموحات نفسها، ولدينا أيضاً الاستراتيجيات والسياسات الواضحة نفسها في مجال استعمال الطاقات المتجددة. وسبق أن زرنا مركب نور الضخم في مدينة ورزازات للطاقة الشمسية المركزة. وانبهرنا بالمشروع واستفدنا منه لننجز مشروعاً مماثلاً في الإمارات». وأشار إلى أن المشاريع التي أطلقتها الإمارات في هذا المجال حطمت أسعار الطاقة.
وقال المحيربي: «نتمنى مشاركات من كل المغرب العربي، إلا أن الظروف غير مهيأة في الدول الأخرى بالمنطقة. ونتطلع إلى أن تكون لنا محطات أخرى بالمنطقة. لكن نؤكد أن المغرب سيكون له دائماً الحظ الأوفر من اهتمامنا؛ لأن لديه طموحات كبيرة في مجال الطاقات المتجددة، وأصبح له حجم مهم يجعله رائداً وقائداً في هذا المجال على مستوى شمال أفريقيا والشرق الأوسط».
من جانبه، أشار طاهر دياب، مدير أول الاستراتيجية والتخطيط، الأمين العام لجائزة الإمارات للطاقة، إلى أن الإمارات كانت سباقة في منطقة الخليج للاهتمام بالطاقات المتجددة؛ نظراً لكونها ليست منتجة للغاز. وأشار إلى أن الاستراتيجية الإماراتية في هذا المجال تستهدف استيفاء 30 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقات المتجددة في أفق 2030، وبلوغ 50 في المائة في 2050.
وتعتمد الإمارات بشكل كبير على القطاع الخاص، الذي أصبح يمول 80 في المائة من مشاريع الطاقة. وأضاف دياب أن اهتمام الإمارات بالتجربة المغربية نابع من حجمها الكبير، إضافة إلى الدور الذي أعطاه المغرب للقطاع الخاص الأجنبي في مجال الاستثمار في الطاقة، وأثر ذلك من حيث تخفيف العبء المالي عن الحكومة.
وبخصوص الجائزة، أوضح دياب أنها موجهة للأفكار والمشاريع التي لها وقع ملموس على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وتهدف إلى توسيع أفق هذه المشاريع والتعريف بها عالمياً. وتركز الجائزة على المنطقة العربية وتشجع المشاريع والأفكار القابلة للتطبيق في هذه المنطقة. وبعد المغرب ستتجه اللجنة التنفيذية للجائزة إلى مصر من ثم السعودية ودول الخليج قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل. وحددت اللجنة شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كآخر أجل لتلقي الترشيحات، غير أن دياب أشار إلى إمكانية تمديد هذا الأجل شهراً إضافياً لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المشاركين.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».