انطلاق مهرجان شرم الشيخ الدولي الأول لسباق الهجن

رئيس الوزراء المصري افتتح أكبر مضمار في أفريقيا

انطلاق الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ لسباقات الهجن أمس (المصدر: محافظة جنوب سيناء)
انطلاق الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ لسباقات الهجن أمس (المصدر: محافظة جنوب سيناء)
TT

انطلاق مهرجان شرم الشيخ الدولي الأول لسباق الهجن

انطلاق الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ لسباقات الهجن أمس (المصدر: محافظة جنوب سيناء)
انطلاق الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ لسباقات الهجن أمس (المصدر: محافظة جنوب سيناء)

انطلقت أمس، الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الدّولي للهجن، في محافظة جنوب سيناء (جنوب شرقي القاهرة)، بمشاركة 12 دولة عربية وأجنبية، منها السعودية، والإمارات، وفرنسا، وتشاد، والأردن، والكويت، والبحرين، ومصر.
وافتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، بصحبة وزيري الشباب والرياضة والتنمية المحلية، ومحافظ جنوب سيناء، أول مضمار لسباقات الهجن في مصر، قبيل انطلاق المسابقة، تزامناً مع احتفالات مصر بالذكرى 37 لعيد تحرير سيناء.
وأشاد رئيس الوزراء بالمضمار الجديد ووصفه بأنّه «أحد أحدث الصروح الرياضية التراثية لسباقات الهجن في مصر، باستخدام أفضل المعايير الدّولية، من بينها استخدام الرّاكب الآلي في السباق، على غرار ما يحدث في الدّول العربية والأفريقية».
بدوره، قال أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، إنّ «مضمار الهجن الدّولي يعدّ من أبرز الإنجازات الرياضية التي تحقّقت في مصر مؤخراً، ما يُسهم في ممارسة اللعبة بشكل وأسلوب احترافيين، ويدعم قطاع السياحة الرياضية».
بينما أوضح خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أنّ «مضمار سباق الهجن، تم إنشاؤه على غرار أفضل الأندية الموجودة في العالم، لجذب العرب والأجانب والمهتمين بالأنشطة التراثية العربية».
ولفت المحافظ إلى أنّ «تكلفة إنشاء مضمار سباقات الهجن بشرم الشيخ، وصلت لـ100 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 17.3 مليون جنيه)، دفعت الدّولة منها 25 مليون جنيه، بينما دُفعت النسبة المتبقية بواسطة المشاركة المجتمعية». وأوضح أنّ «المضمار يقام على 941 فداناً، بطول 6 كيلومترات، بحيث يصلح لإقامة سباقات الهجن كافة، على جميع المستويات، كما تتسع مدرجات المضمار لأكثر من 500 مشاهد، ومزود بمصعد كهربائي لصعود كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ومكان لانتظار السيارات يسع نحو 200 سيارة».
وتابع فودة قائلاً إن «المضمار صمم حوله حارة للطوارئ، وحارة لتحرك الشخصيات المهمة، والصحافيين والإعلاميين، المتابعين للسباقات ورؤساء الوفود، وحارة أخرى خاصة بالجمهور، وأخرى للمدربين، كما يضم المضمار عيادات بيطرية وأماكن لإقامة الإبل، إضافة إلى تزويد الجمال المشاركة في السباقات، بجهاز رصد عن بعد gps لمعرفة عدد الكيلومترات التي قطعها كل جمل ومناطق وجودها في المضمار».
من جهته، أشاد عبد العزيز السويكت، نائب رئيس الاتحاد العربي للهجن، خلال كلمته بافتتاح المهرجان أمس، بمتانة العلاقات المصرية السعودية خلال العقود الماضية، إضافة إلى المواقف التي تؤكد التضامن وخدمة الأمتين العربية والإسلامية بين البلدين، وفق قوله. وأضاف: «بينما كان للإبل أهمية خاصة في حياة العرب بكل الأوقات العصيبة في العصور الماضية، فإن رياضة الهجن، أصبحت محل تنافس واهتمام كبير الآن».
ووجه عيد المزيني، رئيس الاتحاد المصري للهجن، الشّكر للملكة العربية السعودية على ما قدمته من دعم لرياضات الهجن. وقال إن «مضمار الهجن في شرم الشيخ يعد الأكبر من نوعه في أفريقيا».
وشهدت فعاليات الافتتاح أمس، عروضا رياضية لفرق دراجات رياضية، وعروض الإبل، وعروضا فنية لفرق الفنون الشعبية. وشارك مئات السّياح في المهرجان، إضافة إلى أبناء القبائل العربية.
يشار إلى أنّ سباقات الهجن، انطلقت في مصر رسمياً، مطلع تسعينات القرن الماضي، بعدما كانت مسابقات عشوائية، واعتبرت إحدى الرياضات الرسمية المدرجة ضمن أنشطة وزارة الشباب والرياضة المصرية. وشُكلت في المحافظات التي تنشط فيها تربية الإبل بين ساكنيها، مثل شمال وجنوب سيناء ومطروح والشرقية والإسماعيلية والسويس والبحر الأحمر وجنوب الصعيد، أندية يترأسها الاتحاد المصري لرياضات الهجن يحمل كل نادٍ اسم المنطقة الكائن فيها.
ووفق رئيس الاتحاد المصري لرياضات الهجن في مصر، فإنّه يوجد 11 نادياً مسؤولاً عن تنظيم وإدارة سباقات الهجن في مصر. وتجتذب سباقات الهجن في مصر، آلاف المواطنين سنوياً، رغم إقامتها في مناطق صحراوية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».