ظريف: إيران ستبدي مرونة أمام العقوبات الأميركية... ولا نية للرد عسكرياً

أكد أن طهران تحمل «دكتوراه» في الالتفاف على العقوبات

قال ظريف إن إيران ستظل يقظة" في سوريا والعراق بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك (رويترز)
قال ظريف إن إيران ستظل يقظة" في سوريا والعراق بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك (رويترز)
TT

ظريف: إيران ستبدي مرونة أمام العقوبات الأميركية... ولا نية للرد عسكرياً

قال ظريف إن إيران ستظل يقظة" في سوريا والعراق بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك (رويترز)
قال ظريف إن إيران ستظل يقظة" في سوريا والعراق بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك (رويترز)

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده ستتصرف "بحكمة" إزاء ما يراه سياسات خطيرة من جانب الولايات المتحدة. مشيراً إلى أن إيران ستظل تسمح للسفن الحربية الأميركية بالمرور في مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم، مشيراً إلى أن بلاده ستبدي مرونة أمام العقوبات الأميركية، إذ قال "هناك دائما سبلاً للالتفاف حول العقوبات. نحمل دكتوراه في ذلك المجال".
وقال ظريف في مقابلة مع "رويترز" في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: "السفن يمكن أن تمر عبر مضيق هرمز".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني وبعض كبار القادة العسكريين قد هددوا بعرقلة مرور شحنات النفط القادمة من دول الخليج إذا حاولت واشنطن عرقلة صادرات النفط الإيرانية.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "إذا ظلت الولايات المتحدة محافظة على قواعد الاشتباك، قواعد اللعبة، وعلى قنوات الاتصال والبروتوكلات القائمة، فساعتها وعلى الرغم من حقيقة أننا نعتبر الوجود الأميركي في الخليج مزعزعا للاستقرار، لن نتخذ أي إجراء".
ووصف ظريف القرار الأميركي المتعلق بإدراج الحرس الثوري الإيراني في القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، بأنه قرار "أحمق"، إلا أنه نفى عزم طهران الرد عسكرياً "ما لم تغير الولايات المتحدة قواعد الاشتباك التي تحكم كيفية تعاملها مع القوات الإيرانية".
وقال: "سنتحلى بالحكمة لكن هذا لا يعني أنه إذا غيرت الولايات المتحدة قواعد اللعبة، أو غيرت قواعد الاشتباك، فإنها ستتمكن من الإفلات".
وتتهم الولايات المتحدة إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط والعمل على دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في حرب أهلية بدأت عام 2011.
وظهر الميجر جنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وهو ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، على خط الجبهة عبر سوريا.
وقال ظريف إن إيران ستظل "يقظة" في سوريا والعراق بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك، مضيفا "لن نتخلى ببساطة عن ذلك، ذلك القتال".
وعن توقعات طهران حول إمكان شن الرئيس الأميركي حرباً عليها، قال ظريف: "أولئك الذين رسموا السياسات الجاري اتباعها لا يريدون ببساطة حلا يجري التوصل إليه بالتفاوض. لكن دعوني أقولها واضحة إن إيران لا تسعى لمواجهة، لكنها لن تهرب من الدفاع عن نفسها".
وحذر ظريف عبر ما وصفته "رويترز" بتصريح "مستتر" من احتمال أن يحاول أناس "تدبير حادث" من شأنه أن يثير أزمة أوسع.
وازدادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت إدارة ترامب العام الماضي من اتفاق نووي دولي مع إيران وبدأت في إعادة فرض العقوبات عليها. وأدرجت واشنطن هذا الشهر الحرس الثوري الإيراني في قائمتها السوداء وطالبت مشتري النفط الإيراني بالتوقف عن الشراء بحلول مايو (أيار) وإلا واجهوا عقوبات، منهية بذلك إعفاءات دامت ستة أشهر وأتاحت لأكبر ثمانية مشترين لنفط إيران، ومعظمهم في آسيا، بمواصلة الاستيراد بكميات محدودة.
وأقر ظريف بأضرار العقوبات النفطية، مؤكداً أن طهران ستبذل قصارى جهدها لبيع النفط لدعم مواطنيها.
وحين سئل من ذا الذي يمكن أن تفكر إيران في بيع النفط له أجاب: "إذا أخبرتكم فلن نتمكن من بيعه لهم".


مقالات ذات صلة

تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)

تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

من الصين إلى أوروبا، ومن كندا إلى المكسيك، بدأت الأسواق العالمية بالفعل الشعور بتأثير تهديدات دونالد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية بمجرد توليه الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد العلم الإيراني مع نموذج مصغر لرافعة مضخة للنفط (أرشيفية- رويترز)

«رويترز»: إيران تضغط على الصين لبيع نفط عالق بقيمة 1.7 مليار دولار

قالت مصادر مطلعة، 3 منها إيرانية وأحدها صيني، إن طهران تسعى لاستعادة 25 مليون برميل من النفط عالقة في ميناءين بالصين منذ 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أميركا اللاتينية سفن شحن تتنظر دورها لعبور قناة بنما لدى بحيرة غاتون (أرشيفية - أ.ب)

بنما تؤكّد ردا على ترمب أنّ القناة «أعيدت إلى غير رجعة»

أكّد وزير الخارجية البنمي خافيير مارتينيز-آشا، الثلاثاء، أنّ سيادة بلاده «ليست قابلة للتفاوض»، وذلك ردّا على تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بنما)
العالم جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)

كندا «لن تتراجع أبداً» في مواجهة تهديدات ترمب

احتجت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، أمس (الثلاثاء)، على تعليقات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول إمكانية استخدام القوة الاقتصادية ضد البلاد.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز)

ترمب يرفض استبعاد التحرّك العسكري للسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، إنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإنهاء مخاوفه المتعلقة بقناة بنما وجزيرة غرينلاند.

شادي عبد الساتر (بيروت)

تركيا تهدد بشن هجوم على «وحدات حماية الشعب» الكردية إذا لم تستجب لمطالبها

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول... تركيا يوليو 2024 (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول... تركيا يوليو 2024 (رويترز)
TT

تركيا تهدد بشن هجوم على «وحدات حماية الشعب» الكردية إذا لم تستجب لمطالبها

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول... تركيا يوليو 2024 (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول... تركيا يوليو 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم (الثلاثاء)، إن تركيا ستشن هجوما عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية إذا لم تلب الجماعة مطالب أنقرة، مضيفا أنه يتعين على الإدارة السورية الجديدة التعامل مع هذه القضية.

وتصنّف تركيا «وحدات حماية الشعب»، التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية» المتحالفة مع الولايات المتحدة، منظمة إرهابية مرتبطة بالمسلحين الأكراد الذين يشنون تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية.

ونفّذت عدة عمليات توغل ضد الجماعة في السابق.

مقاتلون تابعون لفصيل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا يقومون بدورية عبر طريق في مركبة في منطقة منبج الشمالية الشرقية بمحافظة حلب في 4 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وفي حديثه لقناة «سي إن إن تورك»، قال فيدان أيضا إن الرئيس رجب طيب إردوغان أصدر أوامر للجنود الأتراك بتولي إدارة السجون والمعسكرات في شمال شرق سوريا التي يُحتجز فيها أعضاء تنظيم «داعش» المتشدد - والتي تديرها حاليا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) - إذا كانت الإدارة السورية الجديدة غير قادرة على القيام بذلك.