ظريف يحذر من منع طهران تصدير النفط

عرض تبادلاً للسجناء مع الولايات المتحدة

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يلقي خطاباً بمركز «آسيا سوسايتي» في نيويورك أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يلقي خطاباً بمركز «آسيا سوسايتي» في نيويورك أمس (أ.ب)
TT

ظريف يحذر من منع طهران تصدير النفط

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يلقي خطاباً بمركز «آسيا سوسايتي» في نيويورك أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يلقي خطاباً بمركز «آسيا سوسايتي» في نيويورك أمس (أ.ب)

عرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التفاوض لتبادل الأسرى مع واشنطن، غير أنه حذّر الولايات المتحدة من «عواقب» إذا حاولت منع إيران من تصدير النفط ومن استخدام مضيق هرمز.
وكرر ظريف تحذيراته هذه عندما كان يتحدث في كل من مركز «آسيا سوسايتي» (جمعية آسيا) وفي الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول «اليوم العالمي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام».
وكان ظريف يعلق على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف الاعفاءات من عقوبات النفط الإيراني، فقال: «نعتقد أن إيران ستواصل بيع نفطها، سنواصل البحث عن مشترين لنفطنا، وسنستمر في استخدام مضيق هرمز كممر آمن لعبور مبيعاتنا من النفط»، مشدداً على ما أعلنه مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ومحذراً من أنه «إذا اتخذت الولايات المتحدة الإجراء المجنون بمحاولة منعنا من القيام بذلك، ينبغي أن تكون مستعدة للعواقب»، من دون أن يوضح طبيعة هذه «العواقب».

ورأى ظريف أن ترمب «يعتقد أنه من خلال مزيد من الضغط على إيران، من خلال ما يسميه سياسة الضغط الأقصى، يمكنه تركيعنا. هو مخطئ»، لأن الإيرانيين «لديهم حساسية من الضغوط».
وعندما سئل عما إذا كانت الضغوط الأميركية على طهران هدفها إجراء مزيد من المفاوضات أو تغيير النظام، أجاب أن {فريق} مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «يريدون تغيير النظام على أقل تقدير». وأضاف: «لا توجد أزمة حتى الآن، غير أن الوضع خطير. الحوادث... ممكنة. لن أستبعد أن يخطط (هذا الفريق) لحادث في أي مكان من المنطقة، وبخاصة مع اقترابنا من الانتخابات (الرئاسية الأميركية). لم نصل إلى هناك بعد». ومع ذلك، اقترح التعاون مع الولايات المتحدة من أجل إحلال الاستقرار في كل من العراق وأفغانستان، لأن ذلك أولوية لواشنطن وطهران. وأكد أيضاً أنه مستعد لمبادلة عاملة الإغاثة البريطانية - الإيرانية نازانين زغاري راتكليف، المحتجزة في إيران منذ عام 2016 بامرأة إيرانية محتجزة في أستراليا منذ 3 سنوات، بناء على طلب استرداد من الولايات المتحدة. وقال: «أشعر بالأسف حيالهم، وبذلت قصارى جهدي للمساعدة» في قضية زاغري راتكليف «لكن لا أحد يتحدث عن تلك السيدة في أستراليا التي أنجبت طفلاً في السجن». وأضاف: «أضع هذا العرض علناً على الطاولة الآن، مبادلتهما»، كاشفاً أن إيران أبلغت الولايات المتحدة قبل 6 أشهر أنها منفتحة على صفقة لتبادل السجناء، لكنها لم تتلق رداً بعد.
وأفاد أن «كل هؤلاء الناس في السجن داخل الولايات المتحدة، بناء على طلبات التسليم من الولايات المتحدة. نعتقد أن التهم ضدهم زائفة. الولايات المتحدة تعتقد أن التهم الموجهة إلى الأشخاص في إيران مزيفة. دعنا لا نناقش ذلك (...) تعالوا نتبادل السجناء. أنا مستعد, لديّ سلطة للقيام بذلك».
وخلال الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة، قال ظريف إن بلاده «طالما دافعت عن التعددية والدبلوماسية من أجل السلام»، معتبراً أن «الجهود الدبلوماسية الجماعية لم تعد الخيار الحكيم فحسب، بل هي الحل الوحيد». وأضاف أنه «إذا كانت هناك لحظة للأحادية القطبية في السياسة الدولية، فإنها انتهت». وأشار إلى «مبادراتنا الدبلوماسية» عندما اجتمع نواب من جيران العراق في بغداد في نهاية الأسبوع الماضي «لاستكشاف نهج جديد وشامل تجاه المشاركة الإقليمية»، وإلى «تعزيز التعاون مع سوريا وتركيا وروسيا على مسار آستانة» بالنسبة إلى الأزمة السورية، وإلى «نهج إقليمي واقعي تجاه السلام والاستقرار» في أفغانستان، وإلى إجراء محادثات مع باكستان حول «نهج متعدد الأطراف للاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب»، فضلاً عن «اجتماع كبار المسؤولين في الدول المطلة على بحر قزوين الأسبوع الماضي لتفعيل اتفاقية بحر قزوين»، وما اعتبره «تسهيل عملية استوكهولم في شأن اليمن». وكرر التزام بلاده بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة «غير المشروع».
واتهم الولايات المتحدة بأنها «تعاقب أولئك الذين يسعون إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب قرار مجلس الأمن 2231»، ورفض «أي ضغط تفرضه بقوة على الآخرين لانتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن».



قائد «الحرس الثوري» يدافع عن الانسحاب ويلوم الجيش السوري

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)
TT

قائد «الحرس الثوري» يدافع عن الانسحاب ويلوم الجيش السوري

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)

دافع قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي عن انسحاب قواته من سوريا، قائلاً إنه «يجب أن تتغير الاستراتيجيات بما يتناسب مع الظروف»، وذلك بعد الإطاحة بحليف طهران الأبرز في المنطقة، بشار الأسد.

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله في اجتماع لقادة «الحرس الثوري» إن «أبناء الحرس كانوا آخر مَن غادروا خطوط المقاومة».

وأضاف سلامي: «البعض يتوقع منا أن نقاتل بدلاً من الجيش السوري»، متسائلاً: «هل من المنطقي أن نُشغل كل قوات الحرس الثوري والباسيج في القتال داخل بلد آخر بينما جيش ذلك البلد يقف متفرجاً؟».

وأوضح: «من جهة أخرى، كانت جميع الطرق المؤدية إلى سوريا مغلقة أمامنا. النظام كان يعمل ليلاً ونهاراً لتقديم كل ما يمكن من الدعم، لكننا كنا مضطرين للتعامل مع حقائق الوضع في سوريا. نحن ننظر إلى الواقع ونعمل وفقاً للحقائق».

وأدان «الحرس الثوري»، في بيان شديد اللهجة، «استمرار العدوان والتدخلات من قبل الحكومة الأميركية والكيان الصهيوني في سوريا».

وأعلن «الحرس الثوري» أنه «بداية عصر جديد من عملية هزيمة أعداء إيران»، عاداً ما حدث في سوريا «دروساً وعبراً تسهم في تعزيز وتقوية وتحفيز جبهة المقاومة لمواصلة سعيها لطرد الولايات المتحدة من المنطقة (...)».

وقال إن «جبهة المقاومة انتصرت على المؤامرة المركبة لجبهة الباطل».

وأشار بيان «الحرس» إلى ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية. كما أدان الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية والمرافق الحيوية في سوريا.

من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إن سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنه أشار إلى أن «(حزب الله) في لبنان سيتمكن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

وكرر قاليباف ما قاله مسؤولون إيرانيون من توجيه تحذيرات إلى الحكومة السورية. وقال إن ما حدث «لا مفر منه»، وصرح: «ولو تم الأخذ بهذه التحذيرات في وقتها لما وصلت سوريا إلى حافة الفوضى الداخلية».