روسيا تعيد أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي

موسكو أصرت على تسليمه إلى جهة رسمية وليس لأصحابه

حقائب أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما وصلت من موسكو إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية (عرب 48)
حقائب أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما وصلت من موسكو إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية (عرب 48)
TT

روسيا تعيد أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي

حقائب أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما وصلت من موسكو إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية (عرب 48)
حقائب أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما وصلت من موسكو إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية (عرب 48)

سلمت الحكومة الروسية إلى إسرائيل، أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، بعد أن تم تهريبه إلى موسكو، في العام 1977 بشكل سريع بعد فوز حزب الليكود برئاسة مناحم بيغن في انتخابات ذلك العام، وتشكيل حكومة يمين متطرف لأول مرة في تاريخ إسرائيل.
وتعتبر هذه الخطوة ذات أهمية كبيرة، إذ إن الحزب الشيوعي الذي عرف في تلك الفترة باسم «ركح»، أدى دورا كبيرا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فهو أول حزب في فلسطين ضم يهودا وعربا وكان يقيم علاقات عميقة مع الاتحاد السوفياتي وفي مرحلة لاحقة كان أول حزب يقيم علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية. وفي سنة 1948، بعيد النكبة، قام الحزب بدور مميز في مواجهة مخططات الترحيل الإسرائيلية وإبقاء الفلسطينيين (عرب 48) في الوطن. وفي عدة مراحل كان لقادته حوارات سرية مع مختلف الشخصيات اليهودية والعربية والأجنبية.
وروى المسؤول في المكتبة الوطنية الإسرائيلية، يارون سحيش، أنه تلقى اتصالا من وزارة الخارجية الإسرائيلية تبلغه فيه «بوصول مواد لكم من موسكو أحضروا شاحنة لأخذها». وأضاف سحيش أن هذا الأرشيف وصل إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية، ومقرها في الجامعة العبرية في القدس، شهر مايو (أيار) من العام 2015، وكان موضوعا داخل حقائب قديمة «كالتي حملها اللاجئون (اليهود) الذين وصلوا البلاد في سنوات الخمسين. وأصيبت بالهلع عندما شاهدتها». وتابع سحيش أن الأرشيف يحتوي على توثيق كامل لنشاط الحزب الشيوعي الإسرائيلي، منذ تأسيسه، في العام 1919. وحتى نهاية سبعينيات القرن الماضي. وقال إنه جرت إعادة هذا الأرشيف بشكل «شبه سري»، وإن وثائقه «تثير أسئلة صحافية وبحثية، أولها حول سبب إرسال الوثائق كلها هذه إلى موسكو».
وبحسب أحد قادة الحزب السابقين، الضالعين في تاريخ هذا الحزب، فإن خوفا شديدا ساد لديهم آنذاك من القيادات والمخابرات الإسرائيلية، أن تسيطر على الأرشيف وتكشف أسماء أعضاء الحزب ونوعية نشاطهم، على خلفية العداء للقوى التي أقام الحزب علاقاته بها. كما خشوا من مصادرة تلك الممتلكات والبروتوكولات. وتوجيه ضربة قاضية للحزب. وزادت هذه المخاوف أكثر من حكم اليمين الجديد. ولذلك اهتموا بنقل ملكية العقارات إلى أسماء الأعضاء ونقل الأرشيف كله إلى موسكو. ويتضح أنه طوال الفترة السوفياتية كان هناك أرشيف مركزي وثّق أنشطة جميع الأحزاب الشيوعية في العالم. وهذه المواد وصلت إلى هناك أيضا.
وقالت مصادر صحافية إن عضو الكنيست السابقة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (التي تضم الحزب الشيوعي)، تمار غوجانسكي، بدأت قبل نحو عشر سنوات بالعمل من أجل إعادة الأرشيف، وتوجهت إلى الجهات ذات العلاقة في موسكو، التي أبلغتها بأنه سيسرهم إعادة الأرشيف، ولكن يجب تسليمه إلى جهة رسمية في إسرائيل وليس حزبية. وأضافت أن غوجانسكي أبلغت المسؤولين في المكتبة الوطنية الإسرائيلية، واقترحت أن يتوجهوا إلى موسكو لطلب وثائق الأرشيف. وبعد توجه المكتبة بسنة ونصف السنة، وصل الأرشيف إلى إسرائيل. وقد أكد عضو الكنيست عن الجبهة، دوف حنين، على نقل أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي إلى موسكو، في حينه، بسبب «تخوف قيادة الحزب من أن يعمل بيغن ضدهم».
وقال رئيس المكتبة الوطنية، ديفيد بلومبرغ، إن «قادة الحزب الشيوعي الذين نفذوا هذه الخطوة حاولوا بقدر استطاعتهم التقليل من أهميتها، ولكن من يطلع على الأرشيف يعرف أنه مادة غنية جدا للباحثين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.