البرلمان اليمني يتعهد إنهاء الانقلاب الحوثي وإحلال السلام

جلسة البرلمان اليمني الجديد بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي في سيئون (وكالة سبأ)
جلسة البرلمان اليمني الجديد بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي في سيئون (وكالة سبأ)
TT

البرلمان اليمني يتعهد إنهاء الانقلاب الحوثي وإحلال السلام

جلسة البرلمان اليمني الجديد بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي في سيئون (وكالة سبأ)
جلسة البرلمان اليمني الجديد بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي في سيئون (وكالة سبأ)

تعهد رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني إنهاء الانقلاب الحوثي وإحلال السلام خلال لقائه مع هيئة رئاسة البرلمان في الرياض السفيرين الصيني والبريطاني في سياق تحركات النواب في الدوائر الدبلوماسية لتعزيز موقف الحكومة الشرعية في البلاد.
وكان البرلمان اليمني استأنف نشاطه مجددا في 13 من الشهر الحالي بعقد جلسة غير اعتيادية في مدينة سيئون في محافظة حضرموت بعد اكتمال النصاب القانوني وحضور أغلبية النواب، وهي الخطوة التي أثارت حفيظة الميليشيات الحوثية.
وذكرت المصادر الرسمية أن رئيس مجلس النواب سلطان البركاني وعضوي هيئة رئاسة المجلس محمد الشدادي والمهندس محسن باصرة استقبلوا ‏سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل آرون لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن.
وفيما أثنى البركاني على الدور الكبير التي تقوم به المملكة المتحدة وحرصها على تنفيذ القرارات الأممية والاتفاقات وآخرها اتفاق استوكهولم الخاص بالحديدة، تطرق إلى ‏الإجراءات التعسفية التي قامت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية مؤخراً من مطالبات قضائية بمصادرة ممتلكات النواب ‏الذين حضروا اجتماع المجلس بسيئون والاستيلاء على منازل ‏وممتلكات آخرين واعتقال أقاربهم وهو ما عده البركاني مخالفا لكل القيم والأخلاق.
وكانت الميليشيات الحوثية بدأت إجراءات غير قانونية بحق النواب اليمنيين الذين شاركوا في انعقاد سيئون إذ وجهت النيابة الجزائية الخاضعة في صنعاء للميليشيات جهاز الأمن السياسي (المخابرات) الخاضع لها أيضا بإعداد ملفات خاصة بالنواب الذين وجهت إليهم تهمة «الخيانة العظمى».
وأفادت وكالة «سبأ» أن البركاني خلال لقائه السفير البريطاني أشار «إلى تفاقم المأساة الإنسانية بسبب استمرار الانقلاب الحوثي وعدم الاستجابة لخيارات السلام».
وبحسب الوكالة الحكومية، تعهد رئيس البرلمان أنه «سيعمل بكل جهد على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها وإنهاء المعاناة الإنسانية ‏ودعم أي حلول سياسية لإحلال السلام والاهتمام بالقضايا المرتبطة بحياة المواطنين والقيام بدوره التشريعي والرقابي».
وأكد البركاني عدم جدية ميليشيات الحوثي بالتعاطي مع عملية السلام وقال إن «عدم تنفيذ اتفاق الحديدة دليل واضح على ذلك، وإن أي محاولات أو حديث عن تسوية من دون اتفاق الحديدة لن يكون مجدياً ولا منطقياً، وإنما يطيل أمد الحرب ويضاعف من معاناة اليمنيين».
وقال رئيس البرلمان اليمني إنه يأمل «أن يسفر لقاء الرباعية المزمع عقده في لندن بنتائج إيجابية ومواقف صارمة تلزم الحوثيين بتنفيذ الاتفاقات والانصياع للسلام وفقا للمرجعيات الثلاث».
وتضم اللجنة الرباعية وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
من جهته أكد السفير آرون - وفق ما نقلته المصادر اليمنية - على المسؤولية التاريخية لمجلس النواب ‏أمام الشعب، وأشار إلى التعاون بين مجلس النواب اليمني ومجلس العموم البريطاني وقال إنه بلاده «ستقدم التسهيلات لإنجاح الجهود المبذولة لإحلال السلام ‏واتفاق استوكهولم بشأن الحديدة».
ويتوقع نواب يمنيون تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أن يشكل عودة انعقاد البرلمان منعطفا سياسيا مهما في مواجهة الانقلاب الحوثي وإضفاء الغطاء القانوني والتشريعي لتحركات الحكومة الشرعية.
وكان وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني أفاد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» بأن الحكومة الشرعية ثابتة على موقفها ولن تذهب إلى أي جولة مشاورات جديدة مع الحوثيين إلا بعد تنفيذ اتفاق السويد بما فيه الانسحاب من الحديدة وموانئها.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».