تل أبيب تنفي نقل رفات كوهين من دمشق

TT

تل أبيب تنفي نقل رفات كوهين من دمشق

في أعقاب الانتقادات الواسعة في موسكو وتل أبيب ودمشق، لنشر أنباء عن «نقل رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من دمشق إلى روسيا ثم إلى إسرائيل»، أصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، بياناً نفى فيه هذه الأنباء، وقال إنه «لم يحصل أي تقدم في البحث عنه».
وأكد الناطق أنه «لا صحة للتقارير التي تحدثت عن إحضار رفات كوهين إلى البلاد بواسطة روسيا».
وقالت مصادر عسكرية إن هذا البيان جاء بناءً على أثر الغضب العارم الذي أبدته روسيا على «جميع الجهات التي روجت للموضوع في الشرق الأوسط»، وقصدت بذلك وسائل إعلام عربية، وكذلك أوساطاً سياسية في إسرائيل. ففي حينه، وبعد أن تسلمت إسرائيل رفات الجندي زخاريا باومل، الذي قتل في معركة سلطان يعقوب عام 1982، وتم النشر عن الموضوع بشكل واسع، واستخدم النشر لخدمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حملته الانتخابية، تم الترويج في تل أبيب بأن هناك رفات شخص غير معروف موجود قيد الفحص في إسرائيل يعتقد أنه جندي آخر من معركة سلطان يعقوب، وربما تكون رفات الجاسوس كوهين.
ثم نشر في تل أبيب أن روسيا والنظام السوري يسعيان للبحث بمنتهى الجدية عن رفات كل المفقودين الإسرائيليين، مثل إيلي كوهين والطيار رون أراد وجنديين آخرين من معركة سلطان يعقوب، لغرض إعادتها إلى إسرائيل.
وقد أحرج هذا النشر الروس وحلفاءهم في النظام السوري، أمام الحليف الإيراني. وحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فإن طهران تساءلت عن سبب تقديم هذه الخدمة مجاناً إلى إسرائيل، في وقت تقوم فيه بتكريس احتلالها للجولان، وتحصل على اعتراف أميركي بضم الجولان لإسرائيل.
وقد سارعت وزارة الخارجية الروسية، في حينه، إلى نفي أنباء تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية حول عثور القوات الروسية في سوريا على رفات عميل الموساد الإسرائيلي إيلي كوهين، والاحتفاظ بها في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان صدر عنها الأربعاء الماضي، «نفند بشدة مزاعم عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن ممثلين عن روسيا زعموا نقل رفات عميل الموساد إيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق عام 1965، من سوريا».
كما نفى ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، صحة التقارير التي تحدثت عن العثور على رفات الجاسوس من قبل جهات روسية في سوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.