تشكيلي مصري يستعين ببراءة الطفولة للهروب من أزمات الواقع

عصمت داوستاشي «يرسم كل ما يحبه» في معرض جديد

أعاد تقديم لوحة بنت بحري برؤية جديدة  -  لوحة لعصمت  -  من أعمال الفنان عصمت داوستاشي بغاليري «ضي»
أعاد تقديم لوحة بنت بحري برؤية جديدة - لوحة لعصمت - من أعمال الفنان عصمت داوستاشي بغاليري «ضي»
TT

تشكيلي مصري يستعين ببراءة الطفولة للهروب من أزمات الواقع

أعاد تقديم لوحة بنت بحري برؤية جديدة  -  لوحة لعصمت  -  من أعمال الفنان عصمت داوستاشي بغاليري «ضي»
أعاد تقديم لوحة بنت بحري برؤية جديدة - لوحة لعصمت - من أعمال الفنان عصمت داوستاشي بغاليري «ضي»

في محاولة للهروب من عالم يسوده «الزيف والخداع والفوضى»، اختار التشكيلي المصري القدير عصمت داوستاشي العودة إلى الطفولة، لعلها تكون قارباً للنجاة له ولجمهوره من هذا الواقع... ففي معرضه «أنا أرسم كل ما أحبه»، المقام حالياً بغاليري «ضي» في القاهرة، ويستمر حتى 10 مايو (أيار) المقبل، يقدم 50 لوحة تنطلق من مفهوم طفولي وأسلوب فطري.
وبالفعل يضم المعرض كل ما أراد داوستاشي رسمه، دون تردد، فكان من الواضح أنه يرسم كل ما يجسد به الأفكار التي تطارده، والمشاعر التي تسيطر على وجدانه، إلى جانب الذكريات التي تسهم في تدفئة أيامه، ولذلك تتنوع أعماله ما بين رسم جدته بتأثيرها الطاغي على حياته، وأستاذته الفنانة الراحلة عفت ناجي، ونجم كرة القدم محمد صلاح، ووجه فتاة من «وجوه الفيوم»، والفلاحة التي تحمل البلاص على رأسها، والأم التي تحتضن طفلها، والسيدة الأرستقراطية، كما جاءت لوحته «الممرضة الفلسطينية» لتنقل إحساسه بمرارة الحزن على واقعة قتلها على يد الإسرائيليين في أثناء أداء عملها.
ولم يكتفِ داوستاشي برسم لوحات جديدة يلتقط فيها شخوصاً وأحداثاً من واقع حياته، لكن بتلقائية شديدة وبأسلوب فطري قام بإعادة رسم لوحات له من مقتنيات خاصة، كأنه شعر بالحنين إليها، فأراد أن يراها من جديد في شكل جديد. الأكثر من ذلك أنه أعاد رسم لوحات أحبها لفنانين آخرين مثل لوحة «بنت بحري» برؤية فنية مختلفة، كأنه طفل يعبث بالريشة والألوان ويرسم بها ما يحلو له.
يقول داوستاشي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يضم المعرض أعمالي الجديدة التي لم تُعرض من قبل، رسمتها انطلاقاً من مفهوم طفولي، ألخصه في جملة واحدة هي (أنا أرسم كل ما أحبه)، وتأتي هذه الأعمال لتساعدني على الاستمرار في الحياة، رغم هذه الأجواء التي يسودها للأسف الجهل والخداع والعشوائية والحقد».
ولكي ندرك عمق إحساسه بهذه الأجواء علينا أن نعود بالذاكرة إلى الماضي، حيث عشق داوستاشي الإسكندرية منذ أن فتح عينيه كطفل صغير، يصحبه «ريس» مركب شراعي بناءً على طلب جده الذي كان يعمل بمقهى بحي «بحري» الشهير بالمدينة، للتنزه في «الرملة البيضاء» ذلك الشاطئ المفروش بالرمال، ويتوسط الميناء الغربي لمدينة الإسكندرية، ويقع خلفه مباشرةً فنار المدينة الذي يهدي السفن إليها، وبجواره جزيرة «رأس التين»، حيث قصر الملك فاروق، أي في قلب مدينته الساحرة.
وعندما عشق الفن انتقل للإقامة إلى حي العجمي بحثاً عن الهدوء، إلى أن شهد الحي ما شهده من تطورات سببت له وجعاً وحسرة لا ينتهيان، ويبدو أن داوستاشي قد أراد التخلص من كل هذه الأجواء عبر الإبداع، وبما يزخر به فنه وأعمال الآخرين من جمال وفكر وثراء إنساني، بعيداً عن هذه الأجواء التي تعاني منها مدينته بكل تاريخها وثقافتها وتفردها وهدوئها لا سيما حي العجمي، الذي يقطنه منذ نحو أربعين سنة، والذي تحول إلى مكان يضج بالازدحام ويبعث على الإحباط بالنسبة إلى فنان يعشق الجمال ويتزود به، ولذلك تستطيع أن تبحر من خلال لوحاته في عالم يمزج فيه بين الجمال والصدق، و«ما أروع الإبحار في مثل هذا العالم، حين نعاني من العيش في واقع يعز فيه الجمال والصدق»، وفق داوستاشي.
في السياق ذاته، إذا كنا قد شاهدنا من قبل داوستاشي يحرّك الأسهم في خلفيات لوحاته لتحرك معها الأفكار والرؤى والمعاني، فإنه في لوحات هذا المعرض جعل الأسهم تتصدر العمل الفني، كما جعلها أكثر سمكاً ووضوحاً وحضوراً، مما كانت عليه في أعماله السابقة، فقد أراد هذه المرة أن يصدر صرخات تحذير من تغير الأوضاع والعالم من حولنا. وهو في ذلك يخص المرأة التي يعدها محور المجتمع باهتمام أكبر.
كما يصر الفنان المصري على أن يلفت انتباه المرأة العصرية إلى رموز النجاح السابقة، عبر الإشارة إلى الفلاحة المصرية حيث الأصالة والجذور، في بعض أعماله، بينما تسكن خلفية اللوحات الحروف العربية ومفرداتها المتنوعة والأصيلة التي يبرع في توظيفها مثل الزخارف والبحر والنخيل والثعبان، والرسوم الفرعونية، والسمكة والطائر والأحجية، بما يحمله كل منها من دلالات ورموز. كما قام الفنان بالمزج بين الرسم والكولاج، وهي تقنية مارسها في الكثير من تجاربه الفنية محققاً التنوع والثراء البصري في طريقة تناوله مساحة العمل، وقدرته الفائقة على شغل واستخدام الفراغات والمساحات الملونة.
ولأن المعرض يقدم تجربة الجمع بين الفنان عصمت داوستاشي، وأستاذته عفت ناجي، فإنه يضم مجموعة من لوحات عفت ناجي، يقول الفنان: «أردت أن أقدم تحية لها من خلال وجود بعض أعمالها في معرضي، لقد تعلمت منها كيف يكون عطاء الفنان، واستلهمت من فنها توهج الإبداع، وأصالة التراث المصري والفولكلور الشعبي».



الحَرّ يعزز من انتشار مادة سامة داخل السيارات

عامل بناء يقف إلى جانب سيارة ويشرب الماء في درجات حرارة مرتفعة (رويترز - أرشيفية)
عامل بناء يقف إلى جانب سيارة ويشرب الماء في درجات حرارة مرتفعة (رويترز - أرشيفية)
TT

الحَرّ يعزز من انتشار مادة سامة داخل السيارات

عامل بناء يقف إلى جانب سيارة ويشرب الماء في درجات حرارة مرتفعة (رويترز - أرشيفية)
عامل بناء يقف إلى جانب سيارة ويشرب الماء في درجات حرارة مرتفعة (رويترز - أرشيفية)

يعزّز الحرّ من انتشار غاز سام داخل السيارات منبعث من مواد يُفترض أنها مضادة للحرائق، على ما ذكرت دراسة أميركية نُشرت، الثلاثاء، في مجلة «إنفايرومنتال ساينس آند تكنولوجي» Environmental Science & Technology.

وتحتوي أجزاء عدة من القسم الداخلي لسيارات كثيرة على مواد مضادة للحرائق، من بينها مركبات الفوسفات العضوية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

تُستخدم هذه المواد أيضاً في تصنيع الرغوة الإسفنجية التي تُستعمل في الأثاث، وفي الأجهزة الإلكترونية والملابس.

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعات ديوك وبيركلي وتورنتو، أنّ إحدى هذه المواد، وهي الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (TCIPP)، موجودة في هواء 99 في المائة من المركبات التي خضعت للاختبار.

وتضمّنت التجربة تعليق عيّنة من السيليكون على المرآة الداخلية لمركبات حديثة على مدى أسبوع، ثم تحليل المواد التي يتم العثور عليها في العيّنة.

وفي ظل ظروف عادية، تبيّن أن تركيز الأدينوسين ثلاثي الفوسفات مشابه للكمية الموجودة داخل منزل. ولكن عندما ترتفع درجة الحرارة، سواء خارج السيارة أو في داخلها، ترتفع تركيزات هذه المادة بشكل حاد. ومن شأن وجود الأدينوسين ثلاثي الفوسفات في تركيبة المقاعد أن يعزز من هذا التأثير.

وأشار تقرير صدر عام 2023 عن وزارة الصحة الأميركية إلى أنّ الأدينوسين ثلاثي الفوسفات قد يكون مادة مسرطنة. وبعد اختباره على جرذان وفئران، أصيبت هذه الحيوانات بأورام في الكبد والرحم.

وقد حلّ الأدينوسين ثلاثي الفوسفات أصلاً مكان مادة أخرى مضادة للاحتراق هي «TDCIPP» التي أُدرجت عام 2011 في كاليفورنيا على قائمة المنتجات المسببة للسرطان.

وأبدى معدّو الدراسة قلقاً من تأثيرات هذه المنتجات على سائقي السيارات الذين يبقون داخل سياراتهم لفترة طويلة بسبب عملهم، أو على الأطفال حتى.

وأوصوا بالتحكم في درجة حرارة السيارة حتى خلال الأيام الحارة، وركنها في الظل إن أمكن، وفتح النوافذ للتهوية عند تشغيلها.


غواصة فاخرة وُجهتها قعر المحيط برؤية بانورامية تُنافس مسارح «آي ماكس»

قفزة عملاقة نحو المغامرة العظيمة (الشركة المصنِّعة)
قفزة عملاقة نحو المغامرة العظيمة (الشركة المصنِّعة)
TT

غواصة فاخرة وُجهتها قعر المحيط برؤية بانورامية تُنافس مسارح «آي ماكس»

قفزة عملاقة نحو المغامرة العظيمة (الشركة المصنِّعة)
قفزة عملاقة نحو المغامرة العظيمة (الشركة المصنِّعة)

تخيَّل أن تستبدل قاع البحر بالترّاس الشمسي، وغموض المحيط الأزرق العميق بالأفق. لم يعد هذا خيالاً بالنسبة إلى الأثرياء... فقد أعادت غواصات «تريتون» تعريف السفر الفاخر من خلال تسليم أول غواصة (660/9 آفا) إلى الرحلات البحرية الفاخرة والجولات ذات المناظر الطبيعية الخلّابة.

ووفق «فوكس نيوز»، ليست هذه الغواصة عادية. فشكل الفقاعة يقدّم رؤية بانورامية تُنافس أي مسرح من مسارح «آي ماكس». والجزء الداخلي منها يشبه الحرباء، إذ يتحوَّل من حانة كوكتيل إلى كازينو بحسب رغبة ركابها.

كذلك تتميّز بقدرة عمق قصوى تبلغ 656 قدماً، مما يوفر إمكانية الوصول إلى المناظر الطبيعية الخلّابة في قعر المحيط. يقودها قائد واحد، ويمكنها استيعاب 8 بالغين بشكل مريح، أو 6 بالغين و4 أطفال، مما يجعلها تجربة شاملة للأُسر والمجموعات.

تتحرّك «تريتون» برشاقة في الماء، ولديها قدرة تحمُّل من 12 ساعة، مما يضمن وقتاً كافياً للاستكشاف. وعلى مستوى الأبعاد، يبلغ طولها 9.02 قدم، وعرضها 14.8 قدم، وارتفاعها 7.55 قدم.

وتزن 24.250 رطل، كما يبلغ حجم هيكل الضغط الداخلي 6300 لتر، مما يسمح بتصميم فاخر وجيّد التهوية. نظامها التقني راقٍ، فتتميّز بإمداد مزدوج بقدرة 24 فولت مع نظام داعم للطوارئ، وتبلغ سعة البطارية الرئيسية 57 كيلووات في الساعة، فتُشغِّل 4 محرّكات دفع رئيسية و4 محرّكات دفع للمناورة، تبلغ قدرة كل منها 5.5 كيلووات.

كذلك تتوفّر الإضاءة من خلال أكثر من 8 مصابيح خارجية، كل منها بدرجة سطوع تبلغ 20 ألف لومن. وأخيراً، يضمن نظام دعم الحياة، السلامة، من خلال إمدادات الأكسجين، وجهاز تنقية ثاني أكسيد الكربون، والحفاظ على بيئة مريحة للجميع على متنها.

تَعد الغواصة بتجربة لا مثيل لها، تسمح للضيوف بالغوص في الرفاهية حرفياً. الآن، وفي المياه الأسترالية، ستكون السفينة «سينيك إكليبس 2»، التي تشكّل موطنها، مسرحاً لظهورها الأول، ممّا يقدّم مشهداً فريداً للحاجز المرجاني العظيم وما بعده.

هذه علامة بارزة في السفر الفاخر. إنها ليست وسيلة نقل فحسب، بل وجهة في ذاتها. الغواصة «تريتون» قفزة عملاقة نحو المغامرة العظيمة التالية في عالم السياحة الراقية.


كيف نجعل الطلاب أكثر انتباهاً في الفصل؟

تشدد الدراسة على العلاقة الشخصية بين المعلم والطالب (أونسبلاش)
تشدد الدراسة على العلاقة الشخصية بين المعلم والطالب (أونسبلاش)
TT

كيف نجعل الطلاب أكثر انتباهاً في الفصل؟

تشدد الدراسة على العلاقة الشخصية بين المعلم والطالب (أونسبلاش)
تشدد الدراسة على العلاقة الشخصية بين المعلم والطالب (أونسبلاش)

يكون الطلاب أكثر انتباهاً وقدرة على تنظيم أنفسهم أثناء الدروس التي يعدونها جيدة الإعداد والتنفيذ بشكل خاص، وفق نتائج دراسة أجراها «معهد دبيب لايبنيز لبحوث التعليم»، ونشرت (الاثنين) بمجلة «التعلم والتعليم».

وأظهرت النتائج أن العلاقة بين جودة التدريس والتنظيم الذاتي للطلاب تميل إلى أن تكون صحيحة وبشكل خاص بالنسبة للتلاميذ الذين لديهم مشاكل في التحكم في سلوكهم ومتابعة الدروس، مثل الطلاب الذين يعانون أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وأفادت الدراسة بأن التدريس الجيد يتميز بقيادة المعلم الفصل خلال الدرس دون مقاطعة، ثم تشجيع الطلاب على التفكير، مع اهتمام المدرس بهم ودعمهم بشكل فردي، وأنه كلما كان المعلم أفضل في تطبيق هذه القواعد، كان الطلاب قادرين على تنظيم سلوكهم، والاهتمام والتعاون والالتزام بقواعد الفصل الدراسي بشكل أفضل.

وهو ما علّق عليه الدكتور فريدريك بلوم، المؤلف الرئيسي للدراسة، «كشفت النتائج أن جودة التدريس لها تأثير ليس فقط على التنظيم الذاتي للطلاب بشكل عام، ولكن أيضاً في أثناء كل درس على حدة».

وأضاف بلوم في بيان صحافي (الاثنين): «عندما يكون المعلمون جيدين بشكل خاص في إدارة الفصل الدراسي، وتقديم الدعم للطلاب في أثناء الدرس، يكون الطلاب أكثر قدرة على تنظيم سلوكهم. فقد أفاد الطلاب بأنهم كانوا أقل قدرة على التركيز والانخراط في الدرس عندما لم تعمل هاتان الخاصيتان بشكل جيد».

وأكد بلوم أن «العلاقة الشخصية بين المعلم والطالب لها أهمية خاصة»، مشدداً على أن ذلك ينطبق بشكل خاص على الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التنظيم الذاتي، مثل أولئك الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

ويوضح بلوم: «يجد كثير من المعلمين صعوبة في إقامة علاقة إيجابية مع الأطفال الذين يعانون من أعراض هذا الاضطراب، ومع ذلك فقد أبلغت هذه الفئة من الطلاب بأنهم كانوا أكثر قدرة على التركيز بشكل أفضل، واتباع قواعد الفصل عندما شعروا بدعم معلميهم لهم».

وأضاف: «لذلك من المفيد اتباع نهج إيجابي تجاه هؤلاء الأطفال في الفصل الدراسي، وإظهار اهتمام حقيقي بهم، لأن هذا يسهم في تقليل الضغط على المعلمين مع الوقت، كما يجلب المزيد من الهدوء إلى الفصل الدراسي».

ويوصي بلوم أن يطلب المعلمون من طلابهم تقديم تعليقاتهم على تدريسهم من وقت لآخر، قائلاً إنه «على الرغم من أن هذا لا يزال من المحرمات بالنسبة للكثيرين، فإنه يمكن أن يوفر معلومات قيمة حول كيفية تكييف العملية التعليمية بشكل أفضل مع احتياجات الطلاب الفردية».

وشارك في الدراسة 64 تلميذاً في السنوات الدراسية 5 و6. ولم يكن كل الطلاب بالضرورة ينتمون إلى مدرسة أو فصل واحد.

في بداية الدراسة، أكمل الأطفال استبانة حول معلومات عامة، مثل مستوى صفهم ونوع المدرسة، وكذلك كيفية تقييم مهارات التنظيم الذاتي لديهم. وعلى مدى الأسابيع الدراسية الثلاثة التالية، أجاب الأطفال عن الأسئلة اليومية حول الدرس الأخير من كل يوم التي تتعلق بالدعم من المعلم، ومدى المعاناة أثناء الدرس، وتحفيز التفكير، وكذلك قدرتهم على تنظيم أنفسهم في هذا الدرس (مدى الاهتمام بالدرس، والتحكم في الانفعالات، والنشاط الحركي).

وتم تحليل نتائج الدراسة على المستوى الفردي للطلاب، مما يسمح باستخلاص النتائج على مستوى كل طفل. كما تم فحص الارتباطات بين الطلاب، مما سمح باستخلاص الاستنتاجات حول جميع المشاركين معاً.

وفي الختام، أوصت الدراسة بأن تلقي الدراسات المستقبلية نظرة فاحصة على عمليات التفاعل في الفصول الدراسية لاستكشاف ميزات التدريس المفيدة بشكل خاص، خصوصاً للأطفال الذين يعانون من أعراض قوية من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

كما طالبت بأن توضح ما إذا كانت النتائج الموجودة هنا تنطبق على جميع المواد أم على مواد معينة فقط، ودور طرق التدريس المختلفة تجاه تلك الصعوبات.


اختتام فعاليات تأبين «عميد الصحافة السودانية» محجوب صالح

حفل تأبين الصحافي السوداني الراحل محجوب صالح في القاهرة (إكس)
حفل تأبين الصحافي السوداني الراحل محجوب صالح في القاهرة (إكس)
TT

اختتام فعاليات تأبين «عميد الصحافة السودانية» محجوب صالح

حفل تأبين الصحافي السوداني الراحل محجوب صالح في القاهرة (إكس)
حفل تأبين الصحافي السوداني الراحل محجوب صالح في القاهرة (إكس)

اختتمت فعاليات تأبين عميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح، والتي أقيمت في الجامعة الأميركية بالقاهرة، مساء الاثنين، بحضور صحافيين وسياسيين ركزوا على ذكر مناقب الراحل الذي عاصر طوال 96 عاماً من حياته محطات مفصلية في تاريخ السودان.

وشهد الحفل كلمات لمعاصرين، وتلاميذ للصحافي الراحل، فضلاً عن مشاركة فنانين وشعراء بأعمال وطنية، استذكروا خلالها سيرته، وأدواره الوطنية والمهنية والاجتماعية.

وعكس حفل التأبين، الذي شارك فيه طيف واسع من السودانيين ومحبي صالح من الصحافيين، مكانته الصحافية البارزة، وسيرته الملهمة.

وجاء حفل التأبين في القاهرة ختاماً لفعاليات أقامها سودانيون محبون لصالح في دول عدة حول العالم شملت «السودان، وفرنسا، وأميركا، وكندا، وكينيا، وجنوب السودان، وقطر، وأوغندا، وأستراليا، وبريطانيا».

وبدا لافتاً تتويج الحفل الذي أقيم في القاهرة بطباعة عدد خاص من جريدة «الأيام» التي ارتبط اسمها بمحجوب صالح، وباتت «ثاني اثنين» من أشهر وأعرق الصحف السودانية.

رحل صالح الذي يُلقب بـ«عميد الصحافة السودانية» إلى رحاب ربه في 13 فبراير (شباط) 2024 في القاهرة عن عمر ناهز 96 عاماً، وارتبط اسمه بسمعة مهنية قيّمة، وبمساهماته في قضايا وطنية تركز على الحريات العامة والصحافية، ودور المرأة في المجتمع.

ولد صالح في العام 1928 بالخرطوم، وتلقى تعليمه بكافة مراحلة بها، والتحق بكلية «غردون التذكارية»، أو جامعة الخرطوم الحالية.

التحق صالح بنواة الحركة الشيوعية في السودان، وكان اسمها في ذلك الوقت «الحركة السودانية للتحرر الوطني»، وتعرف اختصاراً بـ«حسدتو»، في العام 1946، والتي قادت المقاومة السياسية ضد الاستعمار البريطاني، قبل أن تتحول إلى «الجبهة المعادية للاستعمار»، ثم تحولت لـ«الحزب الشيوعي السوداني».

تم قبوله بكلية الآداب جامعة الخرطوم في العام 1947، وبعد عام واحد، أي في 1948، انتخب نائباً لسكرتير لجنة اتحاد طلبة الجامعة، ثم انتخب سكرتيراً عاماً للاتحاد في 1949، وقاد إضراباً طلابياً شهيراً، ففصل على إثره من الجامعة ورفيقيه «مصطفى السيد، والطاهر عبد الباسط».

بدأت مسيرته الصحافية لصالح في صحيفة «سودان ستار» الناطقة باللغة الإنجليزية عام 1949، ثم صحيفة «السودان الجديد»، وفي العام 1953 أسس مع رفيقيه «بشير محمد سعيد، ومحجوب عثمان» صحيفة «الأيام» العريقة، التي صدر عددها الأول 3 أكتوبر (تشرين الأول) 1953.

ظلت «الأيام» منارة ومنبراً للوعي الوطني والديمقراطي طوال أزمان صدورها، ونتيجة لمواقفها المناوئة للديكتاتوريات وكبت الحريات، ظلت الصحيفة تتعرض للقمع والتنكيل والإيقاف، بلغت الذروة بمصادرة الصحيفة خلال حكم الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري (1969: 1985).

أعيدت «الأيام» لمؤسسها، بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم النميري في أبريل (نيسان) 1985، وكان الراحل قد شغل فيها عدة مناصب تحريرية، بما في ذلك منصب مدير التحرير، ثم رئيساً للتحرير بالمناوبة مع رفيقيه، قبل أن يصبح رئيساً لتحريرها حتى رحيله.

أصدر صالح صحيفة إنجليزية وهي «سودان تايمز» بالشراكة مع الكاتب والسياسي الجنوب سوداني - والسوداني وقتها – ووزير الإعلام السابق «بونا ملوال» بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري بانتفاضة شعبية، وترأس تحرير مجلة «الحياة» الأسبوعية التي تصدر عن دار الأيام للنشر خلال الفترة 1957 – 1959.

للراحل العديد من المؤلفات وأهمها سِفره «تاريخ الصَّحافة السودانية في نصف قرن»، و«أضواء على قضية الجَنُوب»، «مستقبل الديمقراطية في السودان»، «دراسات حول الدستور (جزآن)».

في عام 2005 منحته «الجمعية العالمية للصحف» في باريس «جائزة القلم الذهبي»، كما نال جائزة «مؤسسة نايت والمركز الصحافي العالمي» في واشنطن العام 2006، وفي ذات العام منحته جامعة الزعيم الأزهري السودانية الدكتوراه الفخرية، ثم اختير في العام 2013 شخصية العام من قبل مجلس أمناء جائزة الأديب الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي.


«المختبر السعودي للنقد» يبدأ باكورة أعماله بقراءة جديدة لأعمال الأمير بدر بن عبد المحسن

قضى الأمير بدر بن عبد المحسن خمسة عقود في إغناء الوسط الثقافي وكتابة الشعر وتدبيج القصائد وتزيين خرائط الوجدان (حساب الأمير على «إكس»)
قضى الأمير بدر بن عبد المحسن خمسة عقود في إغناء الوسط الثقافي وكتابة الشعر وتدبيج القصائد وتزيين خرائط الوجدان (حساب الأمير على «إكس»)
TT

«المختبر السعودي للنقد» يبدأ باكورة أعماله بقراءة جديدة لأعمال الأمير بدر بن عبد المحسن

قضى الأمير بدر بن عبد المحسن خمسة عقود في إغناء الوسط الثقافي وكتابة الشعر وتدبيج القصائد وتزيين خرائط الوجدان (حساب الأمير على «إكس»)
قضى الأمير بدر بن عبد المحسن خمسة عقود في إغناء الوسط الثقافي وكتابة الشعر وتدبيج القصائد وتزيين خرائط الوجدان (حساب الأمير على «إكس»)

قال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، إن الأمير بدر بن عبد المحسن ترك إرثاً ثقافياً خالداً يستحق أن يروى لأجيال قادمة، معلناً في الوقت نفسه عن تدشين «المختبر السعودي للنقد» التابع لهيئة الأدب والنشر والترجمة، مساراً نقدياً خاصاً بتجربة البدر الثقافية.

ويبدأ «المختبر السعودي للنقد» باكورة أعماله بتقديم قراءة نقدية جديدة لأعمال الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن، مساراً للنظر في الإرث الثقافي الذي أثرى به الوسط الفني والحالة الأدبية السعودية، بعد أن قضى في إغنائها نحو 5 عقود من كتابة الشعر وتدبيج القصائد وتزيين خرائط الوجدان.

آفاق فريدة للآداب والفنون

في مطلع مايو (أيار) الحالي، فتحت هيئة الأدب والنشر والترجمة،⁩ آفاقاً جديدة في عوالم الآداب والفنون مع إطلاق «المختبر السعودي للنقد»، دعماً للحراك النقدي، وتسهيلاً لوصول الباحثين والمهتمين بالأدب والفنون إلى محتوى نقدي مُعد من قبل أبرز الناقدين.

ويأتي تأسيس «المختبر السعودي للنقد»، كجزء من التزام الهيئة بدعم حركة النقد، وتعزيز المشهد الثقافي السعودي الذي ينعم بمرحلة غير مسبوقة من الحراك والحيوية التي ضختها جهود التطوير والترقية لرؤية «السعودية 2030» في مختلف المجالات، ومن بينها القطاع الثقافي.

ويعمل المختبر كمنصة مرجعية متخصصة بالنقد وفق معايير مهنية عالية، وتأسيس وتطوير ممارسات نقدية سعودية رصينة ذات مهنية عالية، تدعم الحقل الأكاديمي وتثري المشهد الثقافي، وتمكن المثقف السعودي محلياً وعالمياً.

ويتولى المختبر توفير جهة حاضنة للحراك النقدي تشرف على تطويره وتجدده واستدامته، وتحقيق تميز منافس ومؤثر للمنتج الإبداعي السعودي بجميع أنواعه وفنونه، وبناء القاعدة العلمية والفلسفية للنشاط النقدي وتنسيق الجهود النقدية السعودية تحت مظلة المختبر، وتفعيل النقد في الأنواع الفنية والجمالية والأدبية والثقافية من خلال منظومة تخدم الإبداع السعودي بكل أجناسه.

أُطلق «المختبر السعودي للنقد⁩» دعماً للحراك النقدي وتسهيلاً لوصول الباحثين والمهتمين إلى محتوى نقدي نوعي (هيئة الأدب)

 

قراءة جديدة لإرث الأمير البدر

المبادرة النوعية التي تهدف إلى تطوير وإثراء الحركة النقدية الأدبية والفنية في السعودية، والعمل كوحدة مستقلة في الوسط الثقافي، وجمع شتات الجهود النقدية، وخلق جيل قادر على قراءة الأعمال الأدبية وتذوقها ومعرفة مواطن القوة والضعف فيها؛ تبدأ باكورة أعمالها من خلال إنتاج وإرث الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن، الذي حافظ على توهجه لعقود.

وتقدم القراءة الجديدة لإرث الأمير بدر بن عبد المحسن، قراءة نقدية جادة، لإثراء الساحة النقدية السعودية والعربية من خلال تجربة البدر، وإلقاء الضوء على القيم الجمالية التي ساهمت في استمراره كظاهرة شعرية ثابتة لنحو 50 عاماً، واكتشاف الأدوات الفنية التي مكنت تجربته من الحضور والظهور كل هذا الوقت، ووضعها تحت ضوء النقاد بأدواتهم الفنية والتحليلية الزمانية والمكانية، لتبيان مصادر الفرادة في التجربة الشعرية للأمير البدر.

وكشفت «هيئة الأدب» أن العمل سينتج في شكل أوراق نقدية ومقالات متعددة في التجربة الشعرية للأمير البدر، على أن تُجمع في نهاية المرحلة الأولى بين دفتي كتاب، يُقدم للوسط الثقافي، بالإضافة إلى توفر النصوص على المنصة الإلكترونية الخاصة بالمختبر.

وحددت الهيئة شكل الاستكتاب للعمل على إنجاز هذه القراءة النقدية لأعمال الأمير الراحل، على مرحلتين؛ تبدأ الأولى بدعوة كافة المهتمين بالنقد للمشاركة من خلال المنصة، في حين تركز المرحلة الثانية على استكتاب أسماء مهمة تشارك في إثراء هذه الخطوة وتطويرها.

وكانت هيئة الأدب والنشر والترجمة قد قدمت خلال عام 2022، الأعمال الشعرية الكاملة للأمير البدر، بعد أن عملت على جمع وتوثيق أعماله وتدشينها في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 عبر 5 دواوين بعنوان «مجموعة الأعمال الشعرية»، وذلك توثيقاً لمسيرته الشعرية الثرية، وصدرت الدواوين الخمسة، وهي «هام السحب، وشهد الحروف، وما ينقش العصفور في تمرة العذق، ولوحة ربما قصيدة، ورسالة من بدوي»، بإشراف مؤسسة بدر بن عبد المحسن الحضارية، وبمبادرة من وزارة الثقافة لحفظ هذه التجربة الثرية، قبل أن تشرع الآن في إعادة تقديمها بقالب نقدي وقراءة جديدة.


حل رموز أثرية غامضة تعود لـ2700 عام بمعبد في العراق

حل رموز أثرية غامضة تعود لـ2700 عام بمعبد في العراق
TT

حل رموز أثرية غامضة تعود لـ2700 عام بمعبد في العراق

حل رموز أثرية غامضة تعود لـ2700 عام بمعبد في العراق

تمكن عالم آثار من حل رموز قديمة غامضة موجودة بمعبد يعود لـ 2700 عام بمدينة تسمى «دور شروكين» في العراق حيرت الخبراء لأكثر من قرن من الزمن.

ويظهر تسلسل «الرموز الغامضة» على المعابد في مواقع مختلفة بالمدينة القديمة التي تعرف اليوم باسم «خورسباد» وتقع بشمال العراق والتي حكمها سرجون الثاني ملك آشور (721-704 قبل الميلاد). وذلك وفق ما ذكر موقع «phys.org» العلمي المعروف.

وأصبح تسلسل الرموز الخمسة (الأسد، النسر، الثور، شجرة التين، المحراث) معروفا للعالم الحديث لأول مرة من خلال الرسومات التي نشرها المنقبون الفرنسيون أواخر القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين، كانت هناك موجة من الأفكار حول ما قد تعنيه. وقد تمت مقارنتها بالهيروغليفية المصرية التي فُسرت على أنها انعكاسات للقوة الإمبراطورية، واشتبه في أنها تمثل اسم الملك.

وفي هذا الاطار، اقترح الدكتور مارتن ورثينغتون (المتخصص بلغات وحضارات بلاد الرافدين القديمة وحضارات البابليين والآشوريين والسومريين) بكلية الثالوث للغات والآداب والدراسات الثقافية بدبلن، حلا جديدا لتفسير هذه الرموز من خلال بحثه المنشور بابريل (نيسان) الماضي في «Bulletin of the American Schools of Oriental Research». إذ رجح أن الكلمات الآشورية للرموز الخمسة (الأسد، النسر، الثور، شجرة التين والمحراث) تحتوي، بهذا التسلسل، على أصوات تشير إلى الشكل الآشوري لاسم «سرجون» (šargīnu). مشيرا الى أنه في بعض الأحيان يمكن كتابة نفس الاسم باختصار باستخدام ثلاثة رموز فقط (الأسد، الشجرة، المحراث) كما هو موضح في الموقع الأثري. قائلا «إن دراسة اللغات والثقافات القديمة مليئة بالألغاز من جميع الأشكال والأحجام، ولكن ليس من المعتاد في الشرق الأدنى القديم أن يواجه المرء رموزا غامضة على جدار المعبد».

واضاف الدكتور ورثينغتون قائلا «يمكن أيضا فهم كل رمز من الرموز الخمسة على أنها كوكبة. وهكذا، فإن الأسد يمثل برج الأسد، والنسر يمثل كوكبة العقاب، وتمثل شجرة التين كوكبة الفك التي لم تعد موجودة الآن، بناء على أن كلمة iṣu (شجرة) تبدو مشابهة لكلمة isu (الفك)». وتابع «كان تأثير الرموز الخمسة هو وضع اسم سرجون في السماء إلى الأبد، وهي طريقة ذكية لجعل اسم الملك خالدا. وبطبيعة الحال، فإن فكرة قيام الأفراد العظماء بكتابة أسمائهم على المباني ليست فريدة من نوعها بالنسبة لآشور القديمة».

جدير بالذكر، كانت بلاد الرافدين القديمة أو العراق الحديث والمناطق المجاورة، موطنا للبابليين والآشوريين والسومريين وغيرهم، ويتم استكشافها اليوم من خلال الكتابات المسمارية التي ما تزال موجودة بكثرة. وربما تم اختراع الكتابة هناك نحو عام 3400 قبل الميلاد. لذلك، على الرغم من أن علماء سرجون لم يكونوا على علم بذلك، إلا أنهم من خلال ابتكار رموز مكتوبة جديدة جعلوا تاريخ بلاد الرافدين يتردد صداه منذ آلاف السنين.

ويخلص الدكتور ورثينغتون الى القول «لا أستطيع إثبات نظريتي، ولكن حقيقة أنها تعمل مع كل من تسلسل الرموز الخمسة وتسلسل الرموز الثلاثة، وأن الرموز يمكن أيضا فهمها على أنها مجموعات ملائمة ثقافيا، تذهلني بشدة». مؤكدا أن «هذه المنطقة من العالم، والتي تشمل العراق الحالي وأجزاء من إيران وتركيا وسوريا، غالبا ما يشار إليها باسم مهد الحضارة؛ فهي المكان الذي ولدت فيه المدن والإمبراطوريات، وقصتها جزء كبير من تاريخ البشرية». وقال «إن حل الألغاز (أو محاولة حلها) يعد أمرا ممتعا بشكل خاص، لكن دراسات بلاد الرافدين بشكل عام لها هدف أكبر يتمثل في فهم التعقيد والتنوع لجزء كبير من المجتمعات البشرية والإنجازات الثقافية».


خصلات شعر بيتهوفن تقدم تفسيراً جديداً لسبب إصابته بالصمم

لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)
لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)
TT

خصلات شعر بيتهوفن تقدم تفسيراً جديداً لسبب إصابته بالصمم

لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)
لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)

قدمت خصلات شعر تخص أسطورة الموسيقى الألماني الراحل لودفيغ فان بيتهوفن، تفسيراً جديداً لسبب إصابته بالصمم التدريجي.

وبدأ بيتهوفن، الذي توفي في الفرن التاسع عشر، يفقد سمعه في العشرينات من عمره. وقد حاول العلماء مراراً التوصل للسبب وراء ذلك الأمر، كما حاولوا حل لغز معاناته من تشنجات البطن المستمرة والانتفاخ والإسهال، لكن أبحاثهم لم تسفر عن نتائج مؤكدة؛ فقد ظن البعض أنه كان مصاباً بمرض باغيت الذي يصيب العظام، ويمكن أن يؤثر في السمع، بينما رجح البعض الآخر إصابته بمرض الزهري، أو التهاب البنكرياس، أو مرض السكري.

وبعد 200 عام، قد يؤدي اكتشاف بعض المواد السامة في خصلات شعر الملحن إلى حل لغز مرضه أخيراً، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وجرى قص هذه الخصلات من رأس بيتهوفن من قبل بعض المعجبين أثناء احتضاره. وقبل بضع سنوات، تمكنت مجموعة من الباحثين من الحصول على خصلتين تخص الملحن الراحل، وقامت باختبارهما بدقة في مختبر متخصص في «مايو كلينك».

وقال بول جانيتو، مدير المختبر، إن النتيجة كانت مذهلة؛ حيث وجدوا أن إحدى خصلات بيتهوفن كانت تحتوي على 258 ميكروغراماً من الرصاص، بينما احتوت الأخرى على 380 ميكروغراماً منه.

ولفت جانيتو إلى أن المستوى الطبيعي للرصاص في الشعر هو أقل من 4 ميكروغرامات.

وقال: «هذه النتيجة تظهر بالتأكيد أن بيتهوفن تعرض لتركيزات عالية جداً من الرصاص. هذه هي أعلى كمية رصاص رأيتها في الشعر على الإطلاق. نحن نحصل على عينات من جميع أنحاء العالم وهذه الكمية أعلى كثيراً من أي كمية رأيناها من قبل».

بالإضافة إلى ذلك، فقد كان شعر بيتهوفن يحتوي على مستويات من الزرنيخ أعلى بنحو 13 ضعفاً مما هو طبيعي، ومستويات زئبق أعلى بنحو 4 أضعاف الكمية الطبيعية.

لكن الدكتور جانيتو قال إن الكميات الكبيرة من الرصاص، على وجه الخصوص، يمكن أن تسبب كثيراً من الأمراض، ومن بينها الصمم.

وقال ديفيد إيتون، عالم السموم والأستاذ الفخري بجامعة واشنطن، والذي لم يشارك في الدراسة، إن مشكلات بيتهوفن الهضمية «تتوافق تماماً مع التسمم بالرصاص».

وأضاف: «أما بالنسبة للصمم، فإن الجرعات العالية من الرصاص تؤثر في الجهاز العصبي، ويمكن أن تدمر السمع بكل تأكيد».

ولا تعني هذه النتائج أن الملحن قد جرى تسميمه عمداً، فقد قال جيروم نرياغو، خبير التسمم والأستاذ بجامعة ميتشيغان، إن الرصاص استُخدم في النبيذ والأغذية في أوروبا في القرن التاسع عشر، وكذلك في الأدوية والمراهم.

وقال الدكتور ويليام ميريديث، الذي شارك في الدراسة الجديدة إن بيتهوفن كان مدمناً للنبيذ.

وقد وصف سكرتير بيتهوفن وكاتب سيرته الذاتية، أنطون شندلر، المرحلة الأخيرة من حياة الملحن والتي قضاها على فراش المرض قائلاً: «كان صراع الموت هذا مروعاً، لأنه كان مريضاً جداً، إلا أنه ظل يشرب بعضاً من النبيذ في ملاعق كبيرة حتى وفاته».

إلا أنه يمكن أن يكون قد تعرض أيضاً لكمية كبيرة من الرصاص من المراهم والأدوية التي كان يستخدمها بكثرة لسنوات لعلاج أمراضه وصممه.

ففي مرحلة ما، كان بيتهوفن يتناول 75 دواءً، وفقاً لشندلر.


ما سرُّ تحوُّل أكبر بحيرة في إنجلترا إلى اللون الأخضر؟

البحيرة باللون الأخضر (حملة «أنقذوا ويندرمير»)
البحيرة باللون الأخضر (حملة «أنقذوا ويندرمير»)
TT

ما سرُّ تحوُّل أكبر بحيرة في إنجلترا إلى اللون الأخضر؟

البحيرة باللون الأخضر (حملة «أنقذوا ويندرمير»)
البحيرة باللون الأخضر (حملة «أنقذوا ويندرمير»)

يقول باحثون إنّ أعداد الزائرين الكبيرة تُحوِّل إحدى البحيرات السياحية الخلّابة في بريطانيا إلى اللون الأخضر. ويشير تقرير مموَّل من «وكالة الفضاء البريطانية»، نقلته «بي بي سي» إلى الصلة بين ذروة الفترات السياحية وتكاثُر الطحالب بمنطقة البحيرات في ويندرمير. هذا التكاثُر في عدد الطحالب سببه درجات الحرارة الدافئة والعناصر المغذِّية؛ مما يؤدّي إلى جَعْل الماء أخضرَ وسامّاً. يربط الناشطون هذا الإزهار بتصريف مياه الصرف الصحّي، التي، وإنْ كانت تعالَج في معظمها، فإنها غنيّة بالمغذّيات. بدورها، تصرُّ شركة المياه المحلّية، «يونايتد يوتيليتيز»، على أنّ محطات مياه الصرف الصحّي لديها يمكنها التعامل مع ذروة الفترات السياحية. وتُعدّ ويندرمير أكبر بحيرة في إنجلترا، وواحدة من أكثر مناطق الجذب الطبيعية شعبيةً في البلاد. ولكن في السنوات الأخيرة، تحوّل الماء الصافي إلى اللون الأخضر بسبب تكاثُر الطحالب، خصوصاً خلال الصيف. والإزهار هو النمو السريع للطحالب، ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الماء، وقتل الأسماك والحياة المائية. يقف ريتشارد فليمنغز، من شركة البيانات البيئية «ماب إمباكت»، وراء دراسة ما إذا كانت موجات الإزهار هذه مجرّد نتيجة حتمية لتغيُّر المناخ والصيف الأكثر حرارة وجفافاً، أو ما إذا كانت التصريفات البشرية تلعب دوراً أيضاً. يقول: «ثمة ارتباط كبير بين أعداد الزوّار ومحتوى الكلوروفيل»، وهو المركَّب الموجود في النباتات الذي يعطيها لونها الأخضر، مصدر تركيز الطحالب. يضيف: «عادةً يحدُث ارتفاع كبير في عدد الزوّار، ثم بعد 3 إلى 5 أيام، يحدُث ارتفاع في نسبة الكلوروفيل في البحيرة. ما نعرفه هو أن تكاثُر الطحالب ناتج جزئياً من زيادة النترات في الماء، وأحد العوامل المساهمة في ذلك هو الفوسفور الذي قد يأتي من الفضلات البشرية». وأجرت «وكالة البيئة» بحوثاً تشير إلى أنّ أكثر من نصف الفوسفور في بحيرة ويندرمير يأتي من مياه الصرف الصحّي. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كانت 3 في المائة فقط من عيّنات المياه التي جُمِعت من شاطئ البحيرة قد استوفت المعايير الدنيا بموجب تشريعات بريطانيا. يعلّق مات ستانيك من حملة «أنقذوا ويندرمير»: «تتداول الصحافة أموراً حول مياه الصرف الصحّي غير المعالَجة، لكن بالنسبة إلى البحيرة والضرر البيئي الذي تتعرّض له، فإنّ مياه الصرف الصحّي المعالَجة تمثّل مشكلة كبيرة»، معتقداً أنه عندما يكثُر الزوّار، تسهم مياه الصرف الصحي المعالَجة أكثر في تكاثُر الطحالب، مشدّداً على ضرورة تحوُّل كل مياه الصرف الصحّي بعيداً عن البحيرة: «الدراسات جميعها تُظهر بالضبط القضايا عينها التي نواجهها مع ويندرمير. ثمة حلّ واحد يحمي البحيرة إلى الأبد، وهو التوقُّف عن ضخّ مياه الصرف الصحّي فيها». من جهته، يقول بارني كونليف، مدير فندق «ميشلان» الذي افتتح بالقرب من البحيرة وانضمّ إلى آخرين في صناعة الضيافة لجمع الأموال لحملة «إنقاذ ويندرمير»: «إذا لم يتغيَّر شيء، فقد يقع الحدث الكارثي؛ وهو ازدهار هائل للطحالب يقضي على البحيرة بشكل فعّال، ويوجّه ضربة قاصمة للسياحة والاقتصاد المحلّي»، مصرّاً على أنّ «الحلّ يكمن في معالجة أفضل لمياه الصرف الصحّي، وليس في تقليص عدد السياح».


بين الركام والخِيام... أطفال غزة يتعلمون الموسيقى «للخروج من سواد التاريخ والجغرافيا»

الفنان الفلسطيني فارس عنبر متوسطاً أطفال غزة في حلقة لتعليم الموسيقى (صور عنبر)
الفنان الفلسطيني فارس عنبر متوسطاً أطفال غزة في حلقة لتعليم الموسيقى (صور عنبر)
TT

بين الركام والخِيام... أطفال غزة يتعلمون الموسيقى «للخروج من سواد التاريخ والجغرافيا»

الفنان الفلسطيني فارس عنبر متوسطاً أطفال غزة في حلقة لتعليم الموسيقى (صور عنبر)
الفنان الفلسطيني فارس عنبر متوسطاً أطفال غزة في حلقة لتعليم الموسيقى (صور عنبر)

«الزنّانة» فوق رؤوسهم لا تستريح لحظة، والركام تحت أقدامهم غطّى آثارَ الأحبّة، أما معهم فلا شيء سوى الموسيقى التي تهدر أعلى من طيران الاستطلاع ودوي الحرب.

في كلّ محطّة على طريق النزوح من شمال غزة إلى جنوبها، جمع فارس عنبر وزملاؤه في فرقة «صول» الأطفال حولهم وغنّوا. امتدّ الدرب المشظّى والمزروع أشلاءً، سلّماً موسيقياً رفعَ صغارَ القطاع المدمّر من قعر الحزن إلى قمّة الفرح، ولو لدقائق قليلة.

شمس أمل فوق غزة

«بكتب اسمك يا بلادي ع الشمس لما بتغيب»، يصدح الأطفال ملء حناجرهم وفارس يدير الدفّة، وكأنّ الشمس تسطع أملاً في سماء غزة. «هذا ما اعتدتُه منذ كنت في الـ12 من عمري خلال حرب 2008 وعلى مَرّ الحروب التي تلت. كان شقيقاي الأكبر منّي يعملان في مجال الدعم النفسي للأطفال، وينظّمان أنشطة لمساعدتهم على التمويه عن أجواء الحرب. رافقتُهما واكتسبتُ ذلك منهما. ولاحقاً عندما كبرت وصرت عازف إيقاع محترفاً ومدرّس موسيقى، حاولت الدمج بين الفن وخدمة الوطن كلّما اجتاحتنا حربٌ جديدة».

يتابع فارس (28 سنة) الحكاية متحدّثاً لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «خلال الشهر الأول من هذه الحرب، بقيت داخل المنزل أؤلّف أغاني عمّا يجري، لكن مع مرور الوقت وجدتُني أستعيد أكثر ما أحب القيام به». وأكثر ما يحبّ فارس هو اكتشاف المواهب الموسيقية لدى الأطفال، ومساعدتهم على تطويرها. فبات ينزل يومياً إلى الشوارع ويجول في المخيّمات، منظّماً حلقاتٍ موسيقية للأطفال والمراهقين ذات هدفَين فنّي ونفسي.

ينظّم فارس عنبر حلقات موسيقية لأطفال غزة من أجل مساعدتهم على تخطّي صدمات الحرب (صور عنبر)

الخيمة مسرح والركام ديكور

لكن من أين تأتي الطاقة على الغناء والعزف والضحك، فيما الموت ينتظر على بُعد أمتار؟ «لا خيار سوى ذلك»، يجيب فارس؛ وكأنه عازف الكمان على الـ«تيتانيك»، ذاك الذي ظلّ ممسكاً بآلته مُطلقاً ألحان الفرح فيما السفينة تلفظ أنفاسها الأخيرة. لا يعرف كيف يفسّر تلك الحالة التي أصابته والأطفال، فيحاول اختصارها بالقول: «طالما نحن نعزف ونغنّي، فلا نخشى شيئاً... لا الزنّانة التي تحلّق فوق رؤوسنا ولا أصوات القصف. لكن ما إن تصمت الموسيقى، حتى تعود الحرب ويخيّم القلق على الفرقة والأطفال».

«ميّل على بلدي لتشوف كيف البحر بيضحكلك...». تكرّ سبحة الأغاني من قلب مخيّمات النزوح، ومن على شاطئ غزة. تصير الخيمة مسرحاً والركام ديكوراً، ويمتدّ الرمل على اتّساع أحلام الأطفال. عنهم يقول فارس إنهم منحوه القوّة للاستمرار في مشروعه رغم ظروفه الشخصية الصعبة، فهو خسر 80 صديقاً وتهدّمَ بيتُه كما أنه تغرب عن عائلته؛ «براءتهم والسعادة في عيونهم وطاقاتهم العالية أرغمتني على الصمود. شعرتُ مرّة بأنّي مستعدّ للعيش 5 سنوات إضافية من الحرب، حتى أبقى إلى جانبهم وأعلّمهم الموسيقى وأكتشف مواهبهم!».

فارس برفقة الأطفال في نزهة على شاطئ غزة (صور عنبر)

غصة الخروج من غزة

تجاوبَ الأهالي مع مشروع فارس وفرقة «صول». «لماذا يرفضون مَن يُخرج أولادهم من حالة لا شبيه لسوادِها في التاريخ والجغرافيا؟». أما الأطفال فوجدوا في النشاط فسحة سلام تهدّئ روعَ الويلات التي ارتسمت على وجوههم. يخبر فارس كيف أن «الحواجز انكسرت بسرعة» بينهم، مضيفاً والفخرُ واضحٌ في نبرته أنّ من بينهم مواهبَ صدمته.

قبل أيام خرج من غزة منتقلاً إلى الدوحة، على أن يتّجه منها إلى إسطنبول حيث والدتُه التي لم يرها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. بين الاطمئنان والحزن تتأرجح مشاعره بعد الرحيل: «تركت خلفي عشرات الأطفال الموهوبين والقادرين على حمل القضية الفلسطينية من خلال أصواتهم. لم أرَ مثل الطفل الغزّاوي بإرادته وطاقته اللتَين لا حدودَ لهما». يحرص على التذكير هنا بأنّ مشروعه، وإلى جانب هدفَيه الإنساني والنفسي، يحمل رسالة مفادها بـ«أننا في غزة لسنا شعباً كُتب للدمار والموت، بل نحن نحب الحياة والفنّ ونستحقّ أن يُنظَر إلى مواهبنا باحترام وإعجاب، ليس فقط لأننا تحت القصف والقتل».

فارس عنبر: «لسنا شعباً كُتب للدمار والموت بل نحن نحب الحياة والفنّ» (صور عنبر)

«راجعين يا هوى»...

«هدّي يا بحر هدّي طوّلنا بغيبتنا»... حلقة موسيقية أخرى وموّال جديد يعلو على أصوات الحرب. تتنوّع الأغاني التي يختارها فارس للأطفال، فمنها ما هو تقليدي حفظه الجميع مثل «الدحّية الفلسطينية». يعلّمهم كذلك أغاني فرقة «صول» الخاصة والمتمحورة حول الأمل والفرح، إلى جانب الأغاني الحصرية التي جرى تأليفها خصّيصاً من أجل المشروع. وثمة مساحة كذلك للأغاني الكلاسيكية، فهم حفظوا مثلاً «قلبي ومفتاحه» لفريد الأطرش، و«راجعين يا هوى» لفيروز، حتى إنهم بدأوا تعلّم الأغاني التركية.

كان فارس يقوم بزيارة لعائلته في غزة عندما اندلعت الحرب، فلم يستطع العودة إلى تركيا حيث كان يدرّس الإيقاع للصغار والكبار إلى جانب فرقة «صول» منذ 6 سنوات. اتّخذ التعليم اتّجاهاً آخر في القطاع، وحصد الشاب من هذه التجربة حكاياتٍ لن تخرج بسهولة من ذاكرته.

لولو ويوسف وقصصٌ أخرى

«لولو» حكاية بذاتها... تلك الشقراء الصغيرة التي نزحت وعائلتها إلى خيمة مجاورة لخيمته. ذكّرته بابنة أخيه، فصارت طفلة السنوات الثلاث بمثابة علاجٍ نفسي له. انضمّت إلى المغنّين وتآلفت مع الطبلة والدفّ. وعندما غادر فارس القطاع، مرضت لولو لشدّة الحزن.

فارس والطفلة لولو التي نشأت بينه وبينها علاقة روحيّة خاصة (صور عنبر)

لـ«يوسف» حكايتُه كذلك... تنبّه فارس لصوته من بين عشرات الأصوات. لكن خلف المديح النبوي الذي أدّاه بإتقان، اختبأت مأساة طفلٍ خسرَ أخوَيه في الحرب وأضاع والده على طريق النزوح. يعلّق فارس قائلاً: «ساعدته أنشطتنا الموسيقية على نسيان ما هو فيه، وهذا أثّر بي كثيراً».

وفيما كان فارس يكتشف أنّ على أرض غزة ما يستحقّ الحياة رغم كثافة الدمار والدماء، كانت تتلاحق مآسي الحرب. آلمَه أنّ كثُراً ممن اجتمع معهم حول الموسيقى، قضوا من جرّاء القصف أو الجوع. هو كذلك حمل ندوباً على الجسد وفي الروح. أصوات الطيران تسببت له بمشكلات في الأذنَين فكاد أن يفقد السمع، هذا إضافة إلى خسارته 20 كيلوغراماً من وزنه ما انعكس ضعفاً في النظر. أما على المستوى النفسي، فيخبر: «زاد صمتي بعد كل ما عاينت وبسبب شعوري بالغربة عن أهلي. صرتُ أميل إلى العزلة، أنا الذي لطالما عُرفت بطاقتي الإيجابية وحبّي للاختلاط بالناس».

التمارين الموسيقية مع الأطفال... بين الملاجئ والخيام وشوارع غزة المدمّرة (صور عنبر)

لم تطفئ الآلامُ النغماتِ ولا الأحلام، إذ يعيش فارس اليوم على أمل التئام شمل عائلته، وعلى طموح الاستمرار في مشاريعه الموسيقية. ومن بين تلك المشاريع ما هو غالٍ على قلبه؛ استئناف صناعة آلات الدف والطبلة من توقيعه، بهدف توزيعها مجاناً على العازفين الذين لا تسمح لهم إمكانياتهم المادية بشراء تلك الآلات.


قائمة بأسماء متحرّشين كبار تُهدّد افتتاح مهرجان «كان»

التحضيرات للحدث السينمائي العالمي
التحضيرات للحدث السينمائي العالمي
TT

قائمة بأسماء متحرّشين كبار تُهدّد افتتاح مهرجان «كان»

التحضيرات للحدث السينمائي العالمي
التحضيرات للحدث السينمائي العالمي

قبل أيام من انطلاق مهرجان «كان» السينمائي الدولي، أعلن صحافي شاب عبر حسابه في «إكس» عن قائمة ستُنشر عشية الافتتاح، وتهدّد بعرقلة الحدث المُنتَظر. وقال كليمان غاران إنه حصل على نسخة من القائمة التي تنوي نشرها صحيفة «ميديابار» الإلكترونية التي يديرها الصحافي إدوي بلينيل والمتخصِّصة في التحقيقات الاستقصائية.

ملصق الدورة 77 من المهرجان

وتوالت تعليقات تؤكد أنّ القائمة لن تقتصر على الممثلين، بل تضمّ عدداً من المخرجين والمنتجين الكبار المتّهمين بالاستفادة من مواقعهم وشهرتهم في استغلال الممثلات جنسياً. وهو من أول المتحمّسين لقضايا فضح التحرّش بالنساء. بهذا، فإنّ فضيحة من هذا النوع قد تصيب صناعة السينما الفرنسية في مقتل.

أشهر الفضائح، اتّهامات التحرّش التي وجّهتها ممثلات كثيرات لجيرار ديبارديو، أكبر نجوم السينما الفرنسية. وتثير القضية جدلاً واسعاً وخلافات تعدّت مجال الفن، وبلغت الوسط السياسي، خصوصاً أنّ القضاء أصدر قراراً بمحاكمته في الخريف المقبل.

المخرج أندريه تشيني مُتّهم بتحرّشات جنسية

وتقف صحيفة «ميديابار» في طليعة المطالبين بفضح التحرّش. ففي مطلع الشهر الحالي، وضع مديرها توقيعه إلى جانب 100 شخصية فرنسية معروفة في الأوساط الثقافية، نشرت بياناً عبر مجلة «إيل» النسائية واسعة الانتشار، يندّد بـ«الهيمنة الذكورية»، ويقدّم الدعم لحركة «مي تو». وجاء في البيان أنّ «من دواعي الغضب استخدام المسرح والسينما غطاءً لتجاوزات لا تمتُّ إلى الفنّ بصلة. ومن دواعي الثورة استخدام الشهرة للإساءة إلى الإعجاب الذي ينجم عنها. وبخلاف ما يُشاع، فإننا لسنا في هجمة ضدّ الرجال، لكننا نجد أنّ ممارسة المساواة أمر مطلوب». ومن بين الموقّعين، بالإضافة إلى بلينيل، توماس جولي المدير الفني لمراسم افتتاح دورة باريس الأولمبية، والمؤرّخ بنجامان ستورا، والمخرج جاك أوديار الذي من المقرَّر أن يُعرَض فيلم له في المسابقة الرسمية بـ«كان».

جوديث غورديش كانت ضحية لعنف جسدي وجنسي

وحتى وقت قصير، كان قانون الصمت يمنع ضحايا التحرّش من التصريح بمعاناتهن خوفاً من الاستبعاد، وفقدان فرص العمل والظهور على الشاشة، لكن الأمر تغيَّر بعد حملة «مي تو» التي بدأت في الولايات المتحدة للتشهير بالمتحرّشين، ووصلت إلى فرنسا، وكانت لها أصداء في الدورات السابقة من «كان». وفي شباط (فبراير) الماضي، أعلنت الممثلة جوديث غورديش أنها كانت ضحية لعنف جسدي وجنسي تعرّضت له من المخرجَيْن بونوا جاكو وجاك دوايون عندما كانت دون سنّ البلوغ. وإذا كانت صناعة السينما الأميركية وكبرى الشركات في هوليوود قادرة على الاستمرار رغم فضح المتحرّشين، فإنّ فرنسا تبدو أكثر هشاشة من تحمُّل فضيحة تتّهم أسماءً كبيرة تنهض على أكتافها هذه الصناعة.

التحضيرات للحدث السينمائي العالمي

وبموازاة التحرش بالممثلات، ظهرت حركة «مي تو» بين الممثلين الذكور؛ فقد اتهم الممثل فرنسيس رينو المخرج المعروف أندريه تشيني، البالغ 80 عاماً، بتحرّشات جنسية، وبأنه «كان يتمتّع مثل شيطان بتدمير حياة كثيرين»؛ علماً أنّ مهرجان «كان» كان قد عدَّ تشيني، في عام 2017، من عمالقة السينما الفرنسية.

يُذكر أنّ المهرجان حرص في دوراته الأخيرة على تعديل الميزان المنحاز لمصلحة المخرجين، واختار مجموعة من الأفلام التي أخرجتها نساء. وفي مواجهة فضيحة واينستين وحملة «مي تو» في الولايات المتحدة، قرّر القائمون عليه اعتماد سياسة واقعية من خلال توزيع منشورات تُذكّر بالعقوبات التي يواجهها المتحرّشون، ورقم هاتف مخصَّص لكل ضحية أو شاهد، والدعوة إلى اعتماد «سلوك صحيح». كما لاحظوا العدالة بين الجنسين في أسماء أعضاء لجان التحكيم. وفيما يخصُّ الدورة 77 المقبلة، فإنّ عدد النساء في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هو 4 محكِّمات، مقابل 4 محكمين، برئاسة المخرجة الأميركية غريتا غيرويغ صاحبة فيلم «باربي». كما سيُقام تكريم خاص للممثلة الأميركية ميريل ستريب.

جيرار ديبارديو

وعدا التهديد بقائمة المتحرّشين، تواجه الدورة المقبلة من المهرجان تهديداً بالإضراب من جمعية للعاملين الصغار في حقول السينما ممن يتقاضون أجوراً ضئيلة مقابل خدماتهم. وفي حال انسحب هؤلاء من المهام الموكلة إليهم في الأمور التنظيمية الخاصة بحفل الافتتاح، مثل الموسيقى، والإضاءة، وتقنيات الصوت، واستقبال الضيوف، فإنّ المنظمين سيجدون أنفسهم في ورطة لا بدَّ من تلافيها بسرعة.