كأس الكؤوس الأوروبية... البطولة العريقة التي لم ينجح أي نادٍ في الاحتفاظ بلقبها

أتلتيكو وأندرلخت وآرسنال وأياكس وفيورنتينا وميلان وبارما وسان جيرمان تأهلت إلى نهائي المسابقة

روبسون ومورينيو ورونالدو عام 1997.... وايز (تشيلسي) عام 1998....... مانشيني (لاتسيو) 1999..... سيمان (آرسنال) 1995
روبسون ومورينيو ورونالدو عام 1997.... وايز (تشيلسي) عام 1998....... مانشيني (لاتسيو) 1999..... سيمان (آرسنال) 1995
TT

كأس الكؤوس الأوروبية... البطولة العريقة التي لم ينجح أي نادٍ في الاحتفاظ بلقبها

روبسون ومورينيو ورونالدو عام 1997.... وايز (تشيلسي) عام 1998....... مانشيني (لاتسيو) 1999..... سيمان (آرسنال) 1995
روبسون ومورينيو ورونالدو عام 1997.... وايز (تشيلسي) عام 1998....... مانشيني (لاتسيو) 1999..... سيمان (آرسنال) 1995

غالباً ما تبدأ معظم البطولات الكبرى في عالم كرة القدم بهيمنة فريق واحد على البطولة لفترة طويلة، وخير مثال على ذلك بطولة دوري أبطال أوروبا التي سيطر عليها ريال مدريد الإسباني في السنوات الأولى لبدايتها. وفي إيطاليا، كان نادي جنوا، الذي كان يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الإنجليز والذي كان في الأساس نادياً للكريكيت، هو الذي فاز بست بطولات للدوري الإيطالي في أول سبعة مواسم.
وقد ارتفعت قيمة هذه المسابقات بسبب وجود فريق قوي ومهيمن على كل شيء، والذي كان يبعث برسالة إلى كل المنافسين المحتملين مفادها أن هذه البطولة تستحق اللعب بكل قوة وشراسة من أجل الفوز بلقبها في نهاية المطاف. لكن كانت هناك بطولة واحدة لا تسير وفق هذا النمط، وهي بطولة كأس الكؤوس الأوروبية، التي استمرت على مدار 39 موسماً، لكن لم ينجح أي فريق في الفوز بلقبها في عامين متتاليين.
انطلقت بطولة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1960، بطريقة مماثلة لبطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري، التي تغير مسماها ونظامها الآن لتصبح دوري أبطال أوروبا، على أن يشارك فيها النادي الذي يحصل على لقب الكأس في كل دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وكما هو الحال مع البطولات الكبرى دائماً، تم التعامل مع بطولة كأس الكؤوس الأوروبية في البداية بعين الشك والريبة، وفاز نادي فيورنتينا الإيطالي بأول لقب للبطولة بعد الفوز على ثلاثة فرق فقط، هي إف سي لوزيرن السويسري، ودينامو زغرب الكرواتي، ورينجرز الأسكتلندي.
وبدأت الأندية الأخرى في جميع أنحاء القارة تقتنع بسرعة بمزايا المشاركة في البطولات الأوروبية؛ ولذا كانت المشاركة في هذه البطولة أعلى بكثير في الموسم التالي. ونجح نادي فيورنتينا، حامل اللقب، في الوصول للمباراة النهائية مرة أخرى، لكن على الرغم من جهود نجم الفريق، السويدي كورت هامرين، فقد خسر الفريق أمام أتلتيكو مدريد الإسباني بعد إعادة المباراة، التي أقيمت بعد أربعة أشهر تقريباً من المباراة النهائية الأصلية، حيث اضطر اللاعبون للسفر إلى تشيلي للمشاركة في كأس العالم في ذلك الصيف.
وفاز أتلتيكو مدريد بمباراة الإعادة بشكل مستحق، لكنه بدأ في المعاناة من لعنة حامل اللقب، حيث وصل للمباراة النهائية مرة أخرى بعد 12 شهراً، لكنه تعرّض لهزيمة قاسية بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد أمام نادي توتنهام، الذي أصبح أول نادٍ بريطاني يفوز ببطولة أوروبية كبرى. وبينما كان نادي ريال مدريد يهيمن تماماً على بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري، كانت بطولة كأس الكؤوس الأوروبية تشهد منافسة شرسة، ولم يتمكن أي نادٍ من الاحتفاظ باللقب. وكان الفريق الذي يفوز بلقب البطولة يتأهل بصورة مباشرة إلى نسخة البطولة في الموسم التالي. وفي ظل تركيز الأندية الكبرى في أوروبا على بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري التي كانت أكثر شهرة، فقد كانت هناك مجموعة متنوعة من الأندية الفائزة ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية خلال أول عشر سنوات لانطلاق البطولة.
فاز ميلان الإيطالي على ليدز يونايتد في المباراة النهائية عام 1973 في سالونيك. وبدا الأمر وكأن الطريق ممهدة أمام ميلان للاحتفاظ بلقب البطولة في العام التالي، حيث تأهل الفريق الإيطالي للمراحل النهائية للمسابقة بعد الفوز على دينامو زغرب ورابيد فيينا وباوك سالونيكا، قبل أن يحقق الفوز بصعوبة في الدور نصف النهائي على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني ويصل للمباراة النهائية في روتردام لكي يواجه فريق إف سي ماغديبورغ من ألمانيا الشرقية.
وكان الفريق الألماني قد تغلب على سبورتنغ لشبونة البرتغالي في الدور نصف النهائي، كما حقق نتيجة مفاجئة أخرى أمام ميلان. تقدم نادي ماغديبورغ بهدف سجله لاعب ميلان، إنريكو لانزي، عن طريق الخطأ في مرماه، قبل نهاية الشوط الأول، قبل أن يعزز فولفغانغ النتيجة بهدف ثان، ليحقق النادي الألماني فوز غير متوقع ويصبح النادي الوحيد من ألمانيا الشرقية الذي يفوز ببطولة أوروبية.
ووصل أندرلخت البلجيكي إلى المباراة النهائية لكأس الكؤوس الأوروبية ثلاث مرات متتالية في أواخر السبعينات من القرن الماضي، لكنه لم ينجح في الفوز باللقب مرتين متتاليتين. وحصل النادي البلجيكي، بقيادة أري هان، وروب رينسن برينك، وفرانكي فيركوتيرن، على اللقب عام 1976 بعد الفوز في المباراة النهائية على وستهام يونايتد، كما فاز باللقب عام 1978 بعد الفوز على فيينا النمساوي. لكن بين هاتين البطولتين، وصل أندرخلت إلى المباراة النهائية مرة أخرى، لكنه خسر أمام هامبورغ الألماني بهدفين نظيفين وفشل النادي البلجيكي في دخول تاريخ كرة القدم بصفته أول نادٍ يحتفظ بلقب هذه البطولة.
وجاء الدور على نادي يوفنتوس الإيطالي ليفوز ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1984، وتبعه في العام التالي بالفوز ببطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري، محققاً الإنجاز نفسه الذي حققه ميلان في أواخر الستينات من القرن الماضي، لكن لم يقترب أي فريق من الاحتفاظ بلقب كأس الكؤوس الأوروبية حتى وصل نادي أياكس أمستردام الهولندي إلى المباراة النهائية للبطولة مرتين متتاليتين عامي 1987 و1988، وحتى هذا الفريق الرائع لنادي أياكس، الذي ساهم معظم لاعبيه في فوز منتخب هولندا ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1988، لم يتمكن من الاحتفاظ باللقب. وقد تغلب أياكس على لوكوموتيف لايبزيغ الألماني وفاز باللقب عام 1987، لكنه خسر بشكل مفاجئ في نهائي العام التالي أمام نادي «كيه في ميخيلين» البلجيكي.
لكن إقامة بطولة دوري أبطال أوروبا بشكلها الجديد عام 1992 أدى إلى إلغاء بطولة كأس الكؤوس الأوروبية في نهاية المطاف. وعلى الرغم من أن الشكل القديم بمشاركة فريق واحد من كل دولة قد استمر لمواسم أخرى عدة، فإن السماح بمشاركة أكثر من فريق من كل دولة قد أدى إلى تدهور مستوى البطولة تدريجياً. وبينما كانت هذه البطولة تشهد في السابق مشاركة أندية مثل برشلونة وأياكس وبايرن ميونيخ بصفتها حاملة للقب الكأس المحلي في بلدانها، أصبحت هذه الدوريات تمثل الآن بأندية مثل ريال بيتيس ورودا ودويسبرغ، ليس بصفتهم فائزين بلقب الكأس المحلي، لكن لحصولهم على المركز الثاني في بطولات الكأس المحلية!
وحتى مع انخفاض مستوى البطولة، استمرت اللعنة القديمة بعدم حصول أي نادٍ على اللقب مرتين متتاليتين. وفي التسعينات من القرن الماضي، فازت ثلاثة أندية أخرى بالكأس ثم فشلت في الاحتفاظ باللقب رغم وصولها إلى المباراة النهائية في العام التالي. وبدا نادي بارما الإيطالي، الذي أضاف جيانفرانكو زولا إلى خط هجومه القوي، الذي كان يضم بالفعل لاعبين عظماء مثل فاوستينو أسبريا وتوماس برولين، رهاناً جيداً ليصبح أول نادٍ يحتفظ باللقب في عام 1994 بعد فوزه على رويال أنتويرب في نهائي العام الماضي. لكن نادي آرسنال الإنجليزي كان له رأي آخر، حيث فاز بالمباراة النهائية التي أقيمت في كوبنهاغن بالهدف الرائع الذي سجله آلان سميث من تسديدة قوية.
وكان آرسنال هو المرشح الأقوى للفوز باللقب في الموسم التالي، لكن اللعنة أصابت «المدفعجية» مرة أخرى، حيث خسر الفريق بهدف في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع. وبعد مرور ثلاث سنوات، فشل باريس سان جيرمان الفرنسي أيضاً في الاحتفاظ باللقب عندما خسر أمام برشلونة بهدف دون رد. وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أنه سيتم إلغاء هذه البطولة بعد موسم 1998-1999، وهو ما كان يعطي نادي تشيلسي، حامل اللقب، الفرصة الأخيرة لكي يصبح أول نادٍ يحصل على لقب البطولة مرتين متتاليتين.
وكان «البلوز» يقدمون مستويات رائعة بقيادة جيانلوكا فيالي، وبدا وكأن الفريق سيتمكن أخيراً من إنهاء هذه اللعنة قبل إلغاء هذه البطولة. وحقق النادي الإنجليزي الفوز على كل من هلسينغبورغ السويدي وكوبنهاغن الدنماركي في المراحل الأولى، قبل أن يسحق فاليرينغا النرويجي بستة أهداف مقابل هدفين في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، ويصل إلى الدور نصف النهائي.
وواجه تشيلسي في هذا الدور نادي ريال مايوركا الإسباني، الذين كان يشارك في البطولات الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه. انتهت المباراة الأولى بالتعادل بهدف لكل فريق على ملعب «ستامفورد بريدج»، قبل أن يفوز ريال مايوركا في مباراة العودة بهدف دون رد ويتأهل للمباراة النهائية.
وخسر ريال مايوركا في النهائي أمام لاتسيو الإيطالي بهدف دون رد، وأصبح أليساندرو نيستا البالغ من العمر 23 عاماً آخر قائد يحمل لقب بطولة كأس الكؤوس الأوروبية.
وبصفة عامة، استمرت بطولة كأس الكؤوس الأوروبية على مدار 39 عاماً، وصل خلالها ثمانية أندية إلى المباراة النهائية كحاملة للقب، لكنها فشلت جميعاً في الاحتفاظ باللقب. كما أن ثمانية أندية أخرى حاملة للقب لم تشارك في النسخة التالية من البطولة.
ويوضح الرقم الأول السبب الذي يجعل كثيرين من جمهور كرة القدم يعشقون هذه البطولة التي كانت تشهد منافسة قوية، في حين يعكس الرقم الثاني السبب الذي أدى إلى إلغاء هذه المسابقة في نهاية المطاف.


مقالات ذات صلة

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

رياضة عالمية من مراسم قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 (رويترز)

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

أسفرت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، التي سحبت في زيورخ بسويسرا، الجمعة، عن مواجهة جديدة بين إنجلترا وصربيا.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

أعلن الاتحاد الألماني، في بيان، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية جمال موسيالا (أ.ف.ب)

موسيالا أفضل لاعب في المنتخب الألماني لهذا العام

اختير جمال موسيالا، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، أفضلَ لاعب في منتخب ألمانيا للرجال لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».