المصريون في الخارج يصوتون على التعديلات الدستورية

إقبال ملحوظ في السعودية والإمارات والكويت وأستراليا

تصويت في الرياض (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك) (الشرق الأوسط)
تصويت في الرياض (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك) (الشرق الأوسط)
TT

المصريون في الخارج يصوتون على التعديلات الدستورية

تصويت في الرياض (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك) (الشرق الأوسط)
تصويت في الرياض (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك) (الشرق الأوسط)

أدلى المصريون في الخارج أمس بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تسمح بتمديد حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حتى عام 2030، وذلك في سفارات وقنصليات مصر في دول العالم.
واستمرت عملية الاقتراع أمس من الساعة التاسعة صباحاً، وحتى التاسعة مساء، وتمتد لمدة 3 أيام. وشهدت السفارة المصرية في نيوزيلندا وأستراليا أول عمليات التصويت، فيما انطلقت عمليات الاقتراع في 140 مركزاً انتخابياً عبر 124 دولة توجد بها البعثات المصرية بالخارج. وبدأت السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية، في الرياض، والقنصلية العامة في جدة صباح أمس، في استقبال أبناء الجالية المصرية بالمملكة للاقتراع.
وأظهرت صور نشرتها الصفحة الرسمية لوزارتي الخارجية المصرية وشؤون الهجرة على «فيسبوك»، أمس، ناخبين ينتظرون دورهم في التصويت أمام مركز اقتراع بالسفارة المصرية في العاصمة السعودية الرياض... كما أظهرت ناخبين يدلون بأصواتهم في سعادة وفرح... وتوافدت الجالية المصرية من مختلف مناطق المملكة للإدلاء بأصواتهم أمس. وقال السفير ناصر حمدي، سفير مصر في الرياض لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللجان شهدت أمس إقبالاً كبيراً من قبل الجالية المصرية في السعودية، والتي توافدت من مختلف مناطق السعودية للإدلاء بأصواتهم والمشاركة في بناء مصر»، مشيراً إلى «قيام السفارة بتوفير عدد كاف من اللجان الانتخابية في مقر السفارة، بحيث تضمن سلاسة الإجراءات طوال فترة الاستفتاء، لتكون قادرة على استيعاب جميع المواطنين المصريين المقيمين في نطاق اختصاص السفارة، وبما يضمن خروج المشاركة في عملية الاستفتاء على النحو الأمثل». داعياً «كل المواطنين المصريين المقيمين في السعودية إلى المشاركة بكثافة في ممارسة حقهم الدستوري عبر الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء».
وأوضح السفير المصري في الرياض أنه «تم اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الجانب السعودي، لتأمين مقر الاستفتاء»، مشيراً إلى «التسهيلات التي وفرتها السلطات السعودية في تنظيم دخول الجالية المصرية للإدلاء بأصواتهم وإنجاح عملية الاستفتاء، فضلاً عن تطوع كثير من المواطنين المصريين في تنظيم العملية الانتخابية، حيث تطوع البعض في توفير وسائل نقل لمن هم خارج منطقة الرياض، بالإضافة إلى جهود أخرى في تنظيم الحدث». ومشيراً إلى أن جهودهم تدل على رغبتهم في المشاركة في بناء مصر.
وفي القاهرة، قالت غرفة عمليات وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إنها رصدت إقبالاً كبيراً من الجاليات المصرية بكل الدول للتصويت على التعديلات الدستورية، وخصوصاً الدول العربية، كالمملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، والأردن، إضافة إلى أستراليا، وفرنسا، وهولندا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية. وقالت الوزارة في بيان لها أمس، إنه «تم رصد إقبال المصريين أيضاً على التصويت بعدة دول في القارة الأفريقية، خصوصاً في إثيوبيا وتشاد والكاميرون... كما رصدت الغرفة توافد عدد كبير من السيدات والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين على لجان التصويت بمقار البعثات الدبلوماسية المصرية المختلفة»، مشيرة إلى أن «الغرفة استقبلت نحو 70 استفساراً حتى أمس، جاء أغلبها حول بُعد مقار البعثات الدبلوماسية، حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في عملية الاستفتاء، وبدورها قامت الغرفة بالتواصل مع رموز الجاليات المصرية بالخارج خاصة بدول الخليج، وتم توفير حافلات لنقل الناخبين إلى مقار تلك اللجان البعيدة».
من جانبها، وجهت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج: «باستمرار التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج، واستقبال جميع الاستفسارات منهم، والعمل على حل وإزالة أي عوائق تمنعهم من ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة في الاستفتاء».
وبموجب التعديلات، التي وافق عليها مجلس النواب (البرلمان)، الثلاثاء الماضي بأغلبية ساحقة (531 صوتا من أصل 554 نائبا)، تُمدد الفترة الرئاسية من 4 إلى 6 سنوات، وبأثر مباشر على ولاية الرئيس السيسي، بحيث تنتهي في عام 2024 بدلاً من 2022. كما تجيز له الترشح لولاية أخرى (ثالثة)، ما يبقيه في السلطة حتى عام 2030. ويقصر الدستور الحالي الرئاسة على فترتين متتاليتين مدة كل منهما أربع سنوات. لكن «مؤيدي التعديلات اعتبروها غير كافية لتنفيذ الرئيس برامج تنمية أو إحداث الإصلاحات المنشودة».
وبالإضافة إلى مد الفترة الرئاسية، تنص التعديلات المطروحة للاستفتاء الشعبي، أيضاً على استعادة مجلس الشيوخ (الشورى سابقاً) والذي كان قد تم إلغاؤه بموجب دستور عام 2012، كذلك شملت تحديد حصة 25 في المائة للمرأة في البرلمان، ومنح الرئيس حق تعيين نائب واحد أو أكثر.
ويقيم نحو 9 ملايين مصري خارج البلاد، ولا يوجد إحصاء رسمي حول من له حق التصويت؛ لكن في آخر انتخابات رئاسية، جرت في مارس (آذار) 2018، شارك 157 ألف مصري بالخارج في التصويت.
المشهد كان واحداً أمس، حيث اصطفاف أمام جميع مقارات السفارات والقنصليات، وترديد هتافات وأغان وطنية، رافعين الأعلام في كل مكان، وصور الرئيس السيسي. كما «اصطحب كثير من الناخبين أبناءهم أثناء التصويت في مشهد احتفالي ساده الهدوء دون أي معوقات».
وتوافد الناخبون المصريون منذ الصباح الباكر أمس أمام السفارة المصرية أبوظبي، والقنصلية المصرية في دبي، للإدلاء بأصواتهم. وائل عبد الرحمن، مدرس مصري، حرص على اصطحاب زوجته وأبنائه الثلاثة، لمقر القنصلية المصرية في دبي للتصويت. وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس: «ذهبت مبكراً في أول يوم للإدلاء بصوتي، وكنت سعيداً جداً للمساهمة في هذا العُرس الكبير، الذي كشف عن حب المصريين في الخارج لبلدهم». وعلى مقربة من الزوج وائل كانت زوجته أشجان محمد، تردد مع أخريات من المواطنات المصريات المقيمات في الإمارات، عدداً من الهتافات المؤيدة للرئيس السيسي، وهن حاملات علم مصر. بينما كان نجلهما محمد، سعيداً جداً، لكونه يشارك أول مرة في التصويت عقب حصوله على بطاقة الرقم القومي، بعد بلوغه السن القانونية. وقال محمد لـ«الشرق الأوسط»: «سعادتي لا توصف وأنا أشارك لأول مرة في ممارسة حقي الديمقراطي».
من جهته، قال القنصل المصري في أبوظبى، شريف البديوي، إن «إقبال المصريين المقيمين في الإمارات للمشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية جيد جداً»، موضحا أن «فترة ما بعد صلاة الجمعة أمس، شهدت تزايدا من قبل المصريين الموجودين هناك».
وأضاف القنصل المصري في تصريحات له، أن «هناك حرصا كبيرا لدى الجالية المصرية الموجودة في الإمارات على النزول والمشاركة وفق حقهم الدستوري»، موضحاً أن «جميع أفراد السفارة المصرية موجودون لتقديم أي تسهيلات للمواطنين المصريين، خلال عملية التصويت في ظل التنسيق الكامل مع السلطات الإماراتية، التي قدمت الدعم والمساندة للسفارة لتنظيم الاستفتاء وخروجه بالشكل المنشود».
في غضون ذلك، بدأ المصريون بباريس، وروما وميلانو، وواشنطن في التوافد على مقر السفارة والقنصليات المصرية للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. وأكد السفير ياسر رضا، سفير مصر بواشنطن «حرص المصريين في الولايات المتحدة الأميركية على المشاركة والإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، رغم بعد معظم الولايات الأميركية عن مقر السفارة المصرية بالعاصمة واشنطن». وقال السفير المصري الذي أدلى بصوته أمس بمقر السفارة المصرية بواشنطن، إن «السفارة والقنصليات المصرية في الولايات المتحدة استعدت لتقديم جميع التسهيلات للمصريين المقيمين للإدلاء بأصواتهم والرد على استفساراتهم وتساؤلاتهم»، مضيفاً في تصريح لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» أمس، أن «المصريين في الولايات المتحدة حريصون على المشاركة والإدلاء بأصواتهم في مثل هذا الحدث المهم، ولذلك يأتي كثير منهم من ولايات أبعد جغرافياً، نظراً لارتباط المصريين بوطنهم الأم ورغبتهم في المشاركة الإيجابية».
وفتحت السفارة المصرية بالخرطوم، أمس، أبوابها أمام الناخبين المصريين المقيمين بالسودان، ممن يحق لهم التصويت في الاستفتاء على الدستور. وقال سفير مصر لدى السودان، حسام عيسى، في تصريح لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» أمس، إن «السفارة المصرية كانت قد انتهت من جميع الاستعدادات الفنية واللوجيستية لاستقبال المستفتين، وتم تخصيص لجنة واحدة لاستفتاء المصريين الموجودين بالسودان بمقر السفارة، وتم تزويدها بكل التسهيلات للتيسير على المواطنين في عملية الإدلاء بآرائهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.