افتتاح الدورة الخامسة للمنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة في مراكش

TT

افتتاح الدورة الخامسة للمنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة في مراكش

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن القارة الأفريقية ما زالت متأخرة في تحقيق أهدف التنمية المستدامة، مؤكدا أن هذا الأمر يجعل «مهمتنا نحن الأفارقة في المرحلة المقبلة ليست سهلة، وتحتاج إلى التعاون والجدية».
وأضاف العثماني في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الخامسة للمنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة، الذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة الأفريقية، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والبنك الأفريقي، أمس في مدينة مراكش، أن المغرب منخرط في الدينامية العالمية الجديدة، الرامية إلى إرساء أسس التنمية المستدامة. مبرزا أن التظاهرة التي تستضيفها بلاده «تروم استشراف أحسن السبل لتسريع مبادرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمحافظة على البيئة في قارتنا الأفريقية، وفي انسجام تام مع الأجندة الأممية للتنمية 2030 وأهدافها السبعة عشر، وكذا مع الخطة العشرية الأولى لتنفيذ أجندة 2063، باعتبارها رؤية مستقبلية يجب علينا تحقيقها لإرساء أسس التنمية المستدامة، والمنشودة لكل الشعوب الأفريقية».
وسجل رئيس الحكومة المغربية أن دستور 2011 الذي تبنته بلاده «كرس التنمية المستدامة وجعلها حقا لكل المواطنين»، مشددا على أن المغرب يولي «اهتماما كبيرا للعمل الذي يقوم به المنتدى، ومعبأ من أجل نهضة وتنمية أفريقيا».
كما أشار رئيس الحكومة المغربية إلى أن القارة الأفريقية «شابة وغنية، وتحتاج إلى أن يأخذ أبناؤنا بمصيرها ومستقبلها، ونحن مطالبون بوضع الخطط والبرامج لضمان مستقبلهم»، داعيا إلى «تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية، من أجل غد أفضل لا يتخلف أي أحد فيه عن الركب»، حسب تعبيره.
من جهتها، أكدت جيوفاني بيها، نائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أن القارة الأفريقية بحاجة إلى 600 مليار دولار سنويا، وإلى حدود سنة 2030 لتمويل أهداف التنمية المستدامة.
وقالت المسؤولة الأممية إن المنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة «يهدف إلى إحراز تقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق التطلعات المعلنة في أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي». مشيرة إلى أن التقدم في أجندة 2063 سيؤمن للجميع «تربية وتعليما من المستوى العالي والعادل، وسيمكن من تقليص الفوارق الاجتماعية وتكثيف التدابير في شأن المناخ، وتأمين العدل والسلام، وإحياء الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة».
يذكر أن المنتدى، الذي يرتقب أن ينهي أشغاله اليوم (الخميس)، يشهد مشاركة ممثلي الدول الأعضاء في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة الأفريقية (54 دولة)، وعدد من الوزراء والمسؤولين والمهتمين بالبيئة والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى وكالات مسؤولة عن التخطيط الاقتصادي والشؤون المالية والبيئة والمجتمع المدني، والبنك الأفريقي للتنمية، وممثلين عن منظمات دولية عدة.
وتناقش الدورة أهداف التنمية المستدامة على المستوى القاري، والأهداف المرتبطة بها في أجندة 2063 (التعليم الجيد، والحد من أوجه عدم المساواة، والعمل المناخي، والعمل اللائق والنمو الاقتصادي، والسلام والعدالة وبناء المؤسسات القوية، ووسائل التفعيل وعقد الشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة)، حيث سيصدر المنتدى توصياته، التي سيتم عرضها في المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة، والذي سينعقد بنيويورك في الفترة الممتدة ما بين 9 و18 يوليو (تموز) المقبل، تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.