مصر تستهدف 6 % نمواً العام المقبل وزيادة الاستثمارات 27 %

يحتل قطاع التشييد والبناء المرتبة الثالثة في تحقيق أعلى معدلات نمو بعد قطاعي الاتصالات والاستخراجات (رويترز)
يحتل قطاع التشييد والبناء المرتبة الثالثة في تحقيق أعلى معدلات نمو بعد قطاعي الاتصالات والاستخراجات (رويترز)
TT

مصر تستهدف 6 % نمواً العام المقبل وزيادة الاستثمارات 27 %

يحتل قطاع التشييد والبناء المرتبة الثالثة في تحقيق أعلى معدلات نمو بعد قطاعي الاتصالات والاستخراجات (رويترز)
يحتل قطاع التشييد والبناء المرتبة الثالثة في تحقيق أعلى معدلات نمو بعد قطاعي الاتصالات والاستخراجات (رويترز)

قالت وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد، إن بلادها تستهدف تحقيق معدل نمو 6 في المائة خلال العام المالي 2019 - 2020، مقارنة بنسبة نمو متوقعة 5.6 في المائة العام المالي الحالي 18 - 2019، موضحة أنه على المستوى الدولي تُعد هذه المعدّلات بالغة الارتفاع، وتضع مصر في مقدّمة الاقتصادات سريعة النمو بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشارت الوزيرة إلى «الطموح في استمرار الاتجاه التصاعدي لمعدل النمو الاقتصادي، ليصل إلى 7.2 في المائة بنهاية العام المالي 2022 - 2023»، جاء ذلك خلال إلقاء الوزيرة، أمس، بيان مشروع خطة التنمية المستدامة للعام المالي 19 - 2020، العام الثاني من الخطة متوسطة المدى (18 - 2019 / 21 - 2022) بمقر مجلس النواب.
وأكدت وزيرة التخطيط أن «الخطة تعول في تحقيق معدل النمو المرتفع، والمستدام على إعطاء دفعة قوية للأنشطة الاقتصادية الواعدة عالية الإنتاجية وسريعة النمو، وفي مقدمتها تلك التي تحظَى بعلاقات تشابكية وترابطية قوية مع غيرها من القطاعات والأنشطة»، مشيرة إلى أن أعلى معدلات نمو تتحقق في قطاع الاتصالات (15 في المائة)، وقطاع الاستخراجات (13 في المائة)، وقطاع التشييد والبناء (9 في المائة)، وتتبعهم 3 قطاعات تحقق معدلات نمو تدور حول 5 في المائة، وهي الصناعة التحويلية وقناة السويس والكهرباء».
وأوضحت السعيد، أن الخطة تستهدف استمرار التحول الهيكلي في مصادر النمو الاقتصادي بالاعتماد المتزايد على الاستثمار، وصافي التغير في الصادرات، لترتفع مساهمة كل منهما في النمو إلى 42 في المائة، و38 في المائة، على التوالي، بإجمالي مساهمة 80 في المائة في نمو الناتج، مشيرة إلى أنه في ظل هذا النمو الاقتصادي المرتفع «من المتوقع أن تتحقّق طفرة في الناتج المحلي الإجمالي في عام الخطة لتُناهِز قيمته 6.3 تريليون جنيه بالأسعار الجارية، ولتَقترب من 4.1 تريليون جنيه بالأسعار الثابتة».
وأضافت الوزيرة أن الخطة تهدف إلى زيادة الاستثمارات الكلية، لترتفع نسبتها للناتج إلى 18.6 في المائة، مقارنة بنسبة تُقدّر بنحو 17.3 في المائة في العام 18 - 2019. وتستهدف خطة عام 19 - 2020 تحقيق استثمارات كلية في حدود 1.17 تريليون جنيه، بنسبة زيادة 27 في المائة عن استثمارات عام 18 - 2019، مشيرة إلى مراعاة الخطة اعتبارات التوازن بين هدفي بِناء الإنسان، وتحسين جودة الحياة عند النظر في توزيع الاستثمارات القطاعية، بحيث يَخُصُ مجموعة القطاعاتِ السلعية نحو 40 في المائة (والتي تضُم أنشطة الزراعة والصناعة والاستخراجات والكهرباء والتشييد والبناء)، وقطاعاتُ الخدماتِ الإنتاجية نحو 34 في المائة (وتشمَل التجارة والنقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات)، وقطاعاتُ الخدماتِ الاجتماعية والبشرية (والتي تضُم التعليم والصحة والتضامن الاجتماعي والثقافة والشباب والرياضة) 26 في المائة.
وفى البيان، أشارت السعيد إلى الإنجازات التي حققها الاقتصاد المصري خلال الأربع سنوات الماضية، حيث تخطى معدل النمو حاجز الـ5 في المائة، مع تراجع مُعدّلات البطالة إلى أقل من 9 في المائة، وانخَفَاض مُعدّلُ التضخمِ إلى نحو 13.8 في المائة في مارس (آذار) الماضي، بالإضافة إلى تَحَوّل العجز الأوّلِي بالمُوازنة العامة إلى فائض للمرّة الأُولى منذ 10 سنوات خلال النصف الأول من عام 18 - 2019. وبلوغ تحويلات المصريين بالخارج 25.5 مليار دولار بِنهاية عام 2018، كما تنامت الاحتياطِيّاتُ الدولية من النقد الأجنبي لَتَصلَ إلى 44.1 مليار دولار بنهاية مارس 2019 لتكفي بذلك تغطية الواردات لفترة تزيدُ على 8 شهور.
كما أشارت إلى «اكتشافات حقول الغاز والبترول وتنامي قطاع الإنشاءات، والطَفرة غير المسبوقة في أعمال البنية الأساسية، علاوة على الدور التنموي الريادي الذي تلعَبُه منطقة قناة السويس»، موضحة أن نتائج مُتابعة النصف الأول لعام 18 - 2019 كَشَفت عن الانتهاء من تنفيذ 1133 مشروعاً بتكلفة استثمارية كلية بلغت نحو 311 مليار جنيه تُغطي 20 قطاعاً على مستوى الجمهورية، تَتَضمّن 7 مشروعات استراتيجية بقطاع البترول بتكلفة كلية تُقدّر بنحو 219 مليار جنيه، وكذا 115 مشروعاً بقطاع الكهرباء بتكلفة كلية تُناهِز 53 مليار جنيه، و160 مشروعاً بقطاع الإسكان بتكلفة كلية 23 مليار جنيه، ويَخُص مُحافظات الصعيد والمُحافظات الحدودية من هذه المشروعات 377 مشروعاً بتكلفة كلية قدرُها 19 مليار جنيه».
وفيما يخص تعزيز الدور الاستثماري للدولة، أكدت الوزيرة أنه من المُستهدفِ «ضخ نحو 529 مليار جنيه كاستثمارات عامة بنسبة تربو على 45 في المائة من إجمالي الاستثمارات المستهدفة لعام 19 - 2020، حيث يخص استثمارات الجهاز الحكومي والمشروعات القومية نحو 361 مليار جنيه بنسبة 68 في المائة من جملة الاستثمارات العامة، كما يخص الهيئات الاقتصادية نحو 72.1 مليار جنيه بنسبة 14 في المائة، (وبنسبة نمو نحو 23 في المائة) مقابل 95.6 مليار جنيه لقطاع الأعمال العام بنسبة 18 في المائة.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.