ما سبب تأخر إخماد حريق كاتدرائية نوتردام في باريس؟

كاتدرائية نوتردام في باريس بعد إخماد الحريق الذي اندلع بها أمس (أ.ف.ب)
كاتدرائية نوتردام في باريس بعد إخماد الحريق الذي اندلع بها أمس (أ.ف.ب)
TT

ما سبب تأخر إخماد حريق كاتدرائية نوتردام في باريس؟

كاتدرائية نوتردام في باريس بعد إخماد الحريق الذي اندلع بها أمس (أ.ف.ب)
كاتدرائية نوتردام في باريس بعد إخماد الحريق الذي اندلع بها أمس (أ.ف.ب)

استمر الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام في باريس، مساء أمس (الاثنين)، لساعات طويلة، تجاوزت الثماني ساعات، قبل أن يصبح تحت السيطرة، ولكن بعد تدمير سقف الكاتدرائية وأجزاء أخرى منها.
وما إن اندلع الحريق، حتى تشكل فريق كبير ضم أربعمائة رجل إطفاء بمساعدة 18 خرطوماً من المياه؛ بعضها على أذرع ميكانيكية ارتفاعها عشرات الأمتار، وانهمك هذا الفريق في العمل للسيطرة على الحريق.
وضُخت المياه مباشرة من نهر السين على بعد بضع عشرات الأمتار من الموقع، باستخدام قوارب صغيرة وُصلت بأنابيب ضخمة.
إلا أن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا بشدة بطء السيطرة على الحريق، قائلين إن الوسائل المستخدمة لإخماده لم تكن هي الأفضل والأنسب للتعامل مع حدث كهذا.
وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد كشف عدد من الخبراء سبب التأخر في السيطرة على الحريق، حيث أشاروا إلى أن عوارض السقف الخشبية في الكاتدرائية، التي يعود تاريخها إلى قرون من الزمان، ساهمت بشكل كبير في تفاقم الحريق واتساع رقعته سريعاً، وهو ما صعّب مهمة رجال الإطفاء.
وأوضح الخبراء أن المشكلة الكبرى أيضاً تمثلت في صعوبة وصول رجال الإطفاء إلى داخل المبنى للسيطرة على سبب الحريق، وذلك بسبب اشتعال النيران في عوارض السقف الخشبية التي تشكل إطار السطح الخارجي الحجري، مؤكدين أن هذا السطح الحجري منع رجال الإطفاء من الدخول، كما ساهم في حبس الحرارة والدخان وأدى إلى تفاقم الحريق.
وقال جريغ فافر، رجل الإطفاء السابق في إدارة مكافحة الحرائق في سانت لويس في الولايات المتحدة، «كان واضحاً جداً في أول 20 دقيقة أنه سيكون حريقاً سيئاً».
كما شكل ارتفاع الكاتدرائية تحدياً إضافياً لرجال الإطفاء، حيث سمح بدخول المزيد من الأكسجين الذي ساعد على زيادة اشتعال النيران.
كما اعتبر الخبراء الخيارات الجوية مثل تلك التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، غير مناسبة، حيث إنه اقترح استخدام طائرات مخصّصة لمكافحة الحرائق لإخماده.
وكتب ترمب عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، «من البشع مشاهدة الحريق الضخم في كاتدرائية نوتردام في باريس، ربما يجب استخدام الطائرات المزودة بالمياه لإخماد الحريق، يجب التصرف سريعاً».
ورد جلين كوربيت، الأستاذ المساعد لعلوم الإطفاء بكلية «جون جاي للعدالة الجنائية» في نيويورك، على اقتراح ترمب قائلاً: «لن يستطيع أي طيار أن يسقط الماء بالضبط في تلك البقعة أثناء تحركه فوقها. كما أنه لن يستطيع الوقوف بالطائرة فوق الحريق مباشرة بالطبع لأن ذلك قد يتسبب في حريق الطائرة».
من جهتها، علقت وكالة الأمن المدني وإدارة الأزمات التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية على اقتراح ترمب قائلة: «يتم استخدام جميع الوسائل، باستثناء طائرات المياه الناقلة التي، إذا استخدمت، يمكن أن تؤدي إلى انهيار الهيكل الكامل للكاتدرائية».
وأوضحت، في تغريدات نشرتها على حسابها الرسمي على «تويتر»، أن «المروحية أو الطائرة ووزن الماء وشدة الهبوط على علو منخفض يمكن أن تضعف بالفعل هيكل نوتردام، وتتسبب في أضرار جانبية للمباني المحيطة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.