ثورة «الروبوت التعاوني» في الصين تغيّر مفهوم الأتمتة

نماذج بديلة لرجل آلي يتعاون مع الإنسان بدل الحلول محله

ثورة «الروبوت التعاوني» في الصين تغيّر مفهوم الأتمتة
TT

ثورة «الروبوت التعاوني» في الصين تغيّر مفهوم الأتمتة

ثورة «الروبوت التعاوني» في الصين تغيّر مفهوم الأتمتة

تعمل الصين اليوم على تطوير نماذج من «الروبوت التعاوني» الذي قد يحمل دروساً هامّة جداً للاقتصادات النامية الأخرى في العالم التي تعتمد وبشكل كبير على الشركات الصغرى.
وتبني شركة «آي بي بي». السويسرية - السويدية ما يعرف بـ«مصنع المستقبل» في شانغهاي في استثمار تصل قيمته إلى 150 مليون دولار. وأفادت الشركة أنّ هذا المشروع، الذي يُتوقّع استكماله في عام 2020. هو مكان «تصنَع فيه الروبوتات، روبوتات أخرى».
- روبوتات تعاونية
التقنية الروبوتية الشديدة التطوّر التي تأمل المنشأة استعراضها لن تكون محصورة بالحاجات الصناعية الثقيلة فحسب، بل ستؤمّن أيضاً «حلولاً آلية تعاونية» تعرف بالـ«الروبوتات التعاونية» «collaborative automation solutions» (cobots) مهمّتها تقديم المساعدة للبشر بدل الحلول مكانهم. وتسلّط هذه المنشأة الضوء على استراتيجية آلية صينية ناشئة باشرت برسم المقاربة الروبوتية، أي وضع المنطلقات المتعلقة بالتعامل مع الروبوت، في العالم من جديد.
تضمّ الصورة النمطية لمصانع المستقبل، عادة، أعداداً هائلة من الروبوتات الآلية الكاملة التي تعمل دون توقّف في مشهد خالٍ من العنصر البشري. وتتوقع منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة أن تحلّ الأتمتة مكان 137 مليون عامل في السنوات العشرين المقبلة في دول كإندونيسيا وفيتنام والفلبين.
وقد يقود هذا النوع من السيناريوهات إلى كارثة بالنسبة للصين صاحبة العدد الأكبر من السكان في العالم. ولهذا السبب، تعمل الصين اليوم، التي تتصدّر الثورة الآلية عالمياً، على إرساء الدعامات لنموذج بديل هو عبارة عن مشهد صناعي تعمل فيه الروبوتات التعاونية جنباً إلى جنب مع البشر، لتأسيس عملية إنتاجية شبه آلية تعتمد على قوة العنصرين البشري والآلي.
وكانت شركة «يونفرسل روبوتس»، أكبر صانعي الروبوتات التعاونية في العالم ومقرّها الدنمارك، قد توقّعت في أواخر عام 2017 في تقرير أعدته بالتعاون مع شركة «شينزين غاوغونغ» الاستشارية للبحث الصناعي، وصول قيمة سوق الروبوتات الصناعية في الصين، والتي سجّلت 54 مليون دولار في 2017. إلى 190 مليون دولار بحلول 2020، بفضل النموّ السريع الذي تشهده هذه السوق على المستوى العالمي.
وتوقّعت أيضاً أن تضمّ هذه السوق نحو 12 ألف وحدة روبوت تعاوني. قد يكون مصنع «آي بي بي». الجديد الجوهرة الأثمن في هذا المجال في الصين، ولكنه ليس الوحيد طبعاً، إذ تعمل شركة «زي تي إي». للاتصالات وعملاق الصناعة «فوكسكون» على شراء عدد هائل من الروبوتات التعاونية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2018. وقعت شركة «لونوفو» الصينية للتقنية شراكة مع شركة «آي دي سي». للذكاء السوقي، لوضع رؤيتها الخاصة حول مستقبل الصناعة المبنية على التعاون بين البشر والآلات.
- طلب عالمي كبير
تلقى تقنيات الروبوتات التعاونية ترحيباً كبيراً بدورها، ومن المتوقّع أن يرتفع الطلب العالمي على الروبوتات التعاونية عشرة أضعاف بين عامي 2015 و2020، وفقاً لموقع «أوزي كوم» الإلكتروني، وأن تصل قيمة هذه السوق إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2025. وتجدر الإشارة إلى أنّ الصين التي تتولّى قيادة ثورة هذه السوق، تشهد زيادة هائلة في الطلب على الروبوتات التعاونية بمعدّل 110 في المائة سنوياً، مقابل 60 في المائة عالمياً.
وعلى عكس الروبوتات التقليدية، لا تهدف الروبوتات التعاونية إلى بناء إنتاج صناعي كبير يعتمد على الأتمتة الكاملة، بل هي مصممة لتولّي مجموعة من الوظائف المساعدة لزملائها البشر في العمل، مما يجعلها استثماراً جاذباً للشركات الصغرى والمتوسطة التي تشكّل عصب معظم الاقتصادات الناشئة.
لهذا السبب، تعتبر استراتيجية الصين الجديدة (تشكّل الشركات الصغرى والمتوسطة 90 في المائة من المشاريع التجارية في الصين و60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي)، نموذجاً مثيراً للاهتمام لدول أخرى من الهند إلى إندونيسيا ومن الصين إلى إثيوبيا. يعتبر الباحثون أيضاً أنّ هذا النموذج ينطوي على مكاسب خاصة للعمال الذين يعانون من إعاقات جسدية ويحتاجون إلى تطبيقات تلائم أوضاعهم.


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر

المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر
TT

المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر

المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر

تلتمع «بارفيه» السمّان (وهي لحم مسحون لطير السمّان) على صحني، مقترنة بقرص من الذرة المقلية. وللوهلة الأول، يبدو هذا كنوع من طعام العشاء الفاخر الذي ستجده في العديد من المطاعم الراقية: عجينة غنية وردية مغطاة بالفلفل المخلل، وزهرة صالحة للأكل، ولمحة من الكوتيجا (الجبن المكسيكي المعتّق).

لحم طير مختبري

ولكن العرض التقليدي لهذا اللحم يحجب حقيقة أعمق، فهذه الوجبة غير تقليدية، بل وراديكالية. ومن بعض النواحي، تختلف عن أي شيء شهده العالم في أي وقت مضى.

لم تُصنع عجينة اللحم الموجودة على طبقي بالطريقة التقليدية مع كبد الإوزّ. لقد تمت زراعة اللحم من خلايا النسيج الضام لجنين السمان الياباني الذي تم حصاده منذ سنوات، وتم تحفيزه وراثياً على التكاثر إلى الأبد في المختبر. وقد قُدم لي هذا الطبق في فعالية «أسبوع المناخ» في نيويورك من قبل جو تيرنر، المدير المالي في شركة «فاو» الأسترالية الناشئة للتكنولوجيا الحيوية.

إن تسمية السمان «اللحم المستزرع في المختبرات» تعد تسمية خاطئة. فهذه النسخة الشبيهة بالهلام من السمان كانت تُزرع في مصنع حقيقي للحوم الخلوية، وهو الأول والأكبر من نوعه. وعلى وجه التحديد زرعت في خزان طوله 30 قدماً، وسعته 15 ألف لتر في مصنع «فاو» في سيدني، حيث، حتى كتابة هذه السطور، يمكن للشركة إنتاج 2000 رطل (الرطل 152 غراماً تقريباً) من السمان كل شهر.

وهذه كمية ضئيلة مقارنة بالكميات المتوفرة في مرافق اللحوم التقليدية، لكنها تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة إلى التكنولوجيا التي - على مدى العقد الماضي - أسست سمعتها بالكامل تقريباً على تقديم قطع صغيرة شهية في جلسات التذوق الصحفية الفردية.

نجاحات وإخفاقات

وقد بدأت «فاو» للتو أعمالها هذه مع ما يقرب من 50 مليون دولار من تمويل شركات أخرى مثل «بلاكبيرد فينشرز»، و«بروسبيرتي 7»، و«تويوتا فينشرز» (التي رعت فاعلية أسبوع المناخ). وقامت الشركة حديثاً بتركيب مفاعل بيولوجي كبير آخر سعته 20 ألف لتر هذه المرة، أكبر بنسبة 33 في المائة من الأول. ومع تشغيل المفاعلين على الإنترنت، تُقدر الشركة أنها سوف تنتج قريباً 100 طن من السمان المستزرع كل عام.

قد يبدو كل ذلك متناقضاً مع التقارير السابقة، إذ وصف مقال استقصائي نشرته أخيرا صحيفة «نيويورك تايمز» كيف أن قطاع اللحوم المستزرعة الناشئ قد خرج عن مساره بسبب العقبات الاقتصادية والتقنية، رغم سنوات من الضجيج، وسلسلة من الموافقات التنظيمية البارزة، و3 مليارات دولار من الاستثمار.

جمعت شركة «أب سايد فودز»، ومقرها في بيركلي، بولاية كاليفورنيا، أكثر من 600 مليون دولار لتقييم نموذج لشريحة دجاج تبين أنها يمكنها أن تصنعه يدوياً فقط في أنابيب اختبار صغيرة، في حين أن محاولة شركة «إيت جاست»، ومقرها في كاليفورنيا لبناء مصنع للحوم أكبر 50 مرة من مصنع «فاو» انتهت بدعاوى قضائية ومشاكل مالية والقليل للغاية من الدجاج المستزرع.

وقد وعدت الجهات الداعمة لهذا القطاع بمحاكاة اللحوم التي نشأنا على تناولها، اللحم البقري والدجاج، من دون المعاناة التي تعرضت لها الحيوانات والطيور، ومن دون انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ولكن اليوم لم يعد هناك أي منتج متاح إلا بالكاد في هذه الصناعة. لقد حان الوقت، كما كتبتُ، للاعتراف بحقيقة أن هذا الحلم قد مات.

تطويرات غير مألوفة

كيف تستعد شركة «فاو» لشحن المنتجات بكميات كبيرة؟ بالتخلي عن المألوف واعتماد غير المألوف. إذ وبدلاً من محاولة إنتاج قطع الدجاج الصغيرة والبرغر، ركزت «فاو» على ما يمكن أن تقدمه الخزانات الفولاذية الكبيرة المليئة بالخلايا بشكل موثوق به في المدى القصير: منتجات غريبة ومميزة مخصصة لسوق السلع الفاخرة، وهي فئة جديدة من الأطعمة التي يسميها جورج بيبو الرئيس التنفيذي لشركة «فاو»: «اللحوم الغريبة».

اللحوم الغريبة هي انحراف عمّا وعدت به صناعة اللحوم الخلوية بالأساس. سيكون الأمر مكلفاً، في البداية. ابتداء من نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت شركة «فاو» تبيع بارفيه السمان لأربعة مطاعم في سنغافورة مقابل 100 دولار للرطل. وسوف تتميز هذه اللحوم بمذاق وقوام غير موجودين في الطبيعة. وسوف تُصنع من الحيوانات التي لم يعتد الناس أكلها. فكروا في التمساح، والطاووس، وطائر الغنم، وغيرها. في العام الماضي، تصدرت «فاو» عناوين الأخبار العالمية بعد «كرات اللحم الضخمة» - وهي نموذج أولي ضخم وفريد مختلط مع خلايا الفيل والحمض النووي لحيوان الماموث الصوفي - مما أدى إلى ظهور مقطع ذائع الانتشار في برنامج «العرض الأخير» مع ستيفن كولبرت. في نهاية المطاف، تأمل «فاو» في أن يمنحها إنشاء سوق فاخرة قوية للحوم الغريبة الفرصة لخفض التكاليف تدريجياً من خلال مواصلة البحث والتطوير، رغم أنها سوف تحتاج أولاً إلى تطبيع فكرة تناول الأنواع غير التقليدية.

غرائب الأطباق

عندما أنظر إلى طبق بارفيه السمان خاصتي، يدهشني أنني لم أتناول السمان من قبل. أتناول قضمة، ويكون الطعم خفيفاً ومليئاً مثل الزبدة المخفوقة، مع ملاحظات بطعم معدني دقيق أقرنه بالكبد. إنها تمثل بداية عصر جديد غامض، عصر ستكون فيه اللحوم المستزرعة متوافرة أخيراً، ولكن ليس بالطريقة التي يتوقعها أي شخص.

* مجلة «فاست كومباني»

ـ خدمات «تريبيون ميديا»