«الصحة العالمية»: 121 قتيلاً ونحو 600 جريح بمعارك طرابلس

الجيش الليبي أكد سيطرته على 95 % من حقول وموانئ النفط

قوات من الجيش الوطني الليبي تغادر بنغازي في طريقها إلى طرابلس (رويترز)
قوات من الجيش الوطني الليبي تغادر بنغازي في طريقها إلى طرابلس (رويترز)
TT

«الصحة العالمية»: 121 قتيلاً ونحو 600 جريح بمعارك طرابلس

قوات من الجيش الوطني الليبي تغادر بنغازي في طريقها إلى طرابلس (رويترز)
قوات من الجيش الوطني الليبي تغادر بنغازي في طريقها إلى طرابلس (رويترز)

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الأحد)، أن 121 شخصاً على الأقل قُتِلوا وجرُحِ 561 آخرون في المعارك الحالية قرب العاصمة الليبية منذ الرابع من أبريل (نيسان).
ودان مكتب المنظمة، في تغريدة على «تويتر»، «الهجمات المتكررة» على طواقم العلاج وسيارات الإسعاف في طرابلس.
إلى ذلك، أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أمس (السبت)، أن «95 في المائة من الحقول والموانئ النفطية تحت سيطرة الجيش الوطني».
وانتقد المسماري رئيس مجلس إدارة «المؤسسة الوطنية للنفط» المهندس مصطفى صنع الله، وقال خلال مؤتمر صحافي إن «صنع الله بدأ يستخدم مصطلح وقف القتال من أجل المحافظة على صناعة النفط ويحاول تناسي أن 95 في المائة من منشآت وحقول النفط تحت سيطرة القوات المسلحة».
وأضاف الناطق باسم القيادة العامة أن «النفط لم يعد ذريعة لدعوة المجتمع الدولي لمحاربة الجيش الوطني الليبي».
وشدد المسماري على أن «الجيش لن يسمح بأن تكون ليبيا نقطة إجرامية تهدد السلم الدولي»، وأنه «يعمل ضمن المنظومة الدولية في محاربة الإرهاب والجريمة»، مشيراً إلى أن قوات الجيش «نفذت 8 غارات جوية ضد جماعة البقرة بمعسكر الرحبة في تاجوراء».
وتابع المسماري قائلاً إن القيادة العامة رصدت «طيارين أجنبيين شاركا في غارات لـ(طيران الوفاق)، يوم أمس»، وإن «هناك خطوطاً مفتوحة من تركيا ومالطا جواً وبحراً لدعم مجموعات طرابلس بالسلاح والمقاتلين».
كما أكد المسماري أن الجيش الليبي سيواصل «تقديم الأدلة الدامغة بأن المعركة في طرابلس بين الليبيين جميعاً والتنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية»، محذراً «كل الميليشيات من محاولة القيام بأي عمليات ضد القوات الجوية» التابعة له، منوهاً كذلك بأن «كل المهل الإنسانية انتهت»، معتبراً أن «هذا مؤشر على تقدم قواتنا في كل المحاور».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».