«غرفة مكة» تتوقع 8.5 مليار دولار إيرادات لموسم الحج للعام الحالي

أكثر من 7.5 مليار دولار منها من حجاج الخارج

«غرفة مكة» تتوقع 8.5 مليار دولار إيرادات لموسم الحج للعام الحالي
TT

«غرفة مكة» تتوقع 8.5 مليار دولار إيرادات لموسم الحج للعام الحالي

«غرفة مكة» تتوقع 8.5 مليار دولار إيرادات لموسم الحج للعام الحالي

قدرت دراسة حديثة إجمالي إيرادات موسم الحج للعام الحالي 2014، بأكثر من 8.5 مليار دولار، تشمل نفقات الحجاج المقبلين من الخارج والداخل، بينما توقعت الدراسة التي أجرتها الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، زيادة الإنفاق لتصل إلى 3% عن العام الماضي، بواقع 221 مليون دولار، مقارنة بما سجل في حج العام الماضي، والمقدر بنحو 8.2 مليار دولار.
وتشكل إيرادات حجاج الخارج (وفقا للدراسة) 89% من إجمالي الإيرادات، بواقع 7.5 مليار دولار، بزيادة نسبتها 3%، مقارنة بالعام الماضي، الذي سجل قرابة 7.1 مليار دولار، في حين تظل إيرادات حجاج الداخل متدنية، وذلك يعود إلى عدد الحجاج الذي لا يتجاوز 600 ألف حاج؛ إذ يشكلون 11% من إجمالي الإيرادات، بواقع مليار دولار، بزيادة على العام الماضي الذي سجل 900 مليون دولار.
ووضعت الغرفة التجارية بمكة المكرمة عددا من العوامل لدراسة إجمالي الإنفاق، وفي مقدمتها عدد الحجاج من الداخل والخارج، نظرا لاختلاف الخصائص الاقتصادية، والتركيز على طبيعة إنفاق الفرد من الداخل والخارج، وكذلك المستوى الاقتصادي للحاج، ومراعاة جهة القدوم للحجاج المقبلين من دول مرتفعة الدخل، الذين يتوقع إنفاقهم أكثر من أولئك المقبلين من دول منخفضة الدخل، بالإضافة إلى تحديد جنس الحاج في طبيعة إنفاقه، إذ يوجد تباين (حسب الدراسة) في إنفاق الذكور والإناث خلال موسم الحج، وهذه العوامل لها تأثير كبير في إنفاق الحجاج، وبالتالي تنعكس على حجم الإيرادات المتوقعة أو المكتسبة للقطاعات العاملة خلال الموسم، كالإسكان، والنقل، والمحال التجارية، وغيرها من الجهات الخدمية في المشاعر المقدسة.
وأوردت الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن التقديرات بُنيت على تعداد الحجاج للموسم الحالي، والمتوافق مع الأعداد التي أقرتها الحكومة السعودية على حجاج الداخل والخارج، بتخفيض عدد حجاج الداخل بنحو 50%، وعدد حجاج الخارج بنحو 20%، والذي بدأ العمل به العام الماضي، نظرا لما يشهده الحرم المكي الشريف من مشاريع تطوير وتوسعة لزيادة طاقته الاستيعابية خلال السنوات المقبلة، وهي أحد عناصر الدراسة التي اعتمد عليها، بالإضافة إلى متوسط إنفاق الحاج وفقا للدراسة الميدانية التي جرت عام 1430هـ (2009)، ثم تضاف إليها الزيادة المتوقعة في الإنفاق حسب معدلات التضخم المحققة خلال العام ذاته، فيما رجحت الدراسة استمرار ارتفاع التضخم المسجل خلال السبعة الأشهر الأولى من العام الحالي، بنحو 2.7 حتى نهاية العام، وهو مؤشر (حسب المعطيات) يدفع إلى ارتفاع مرتقب في موسم الحج الحالي، مقارنة بما سُجّل العام الماضي.
واعتمدت دراسة غرفة مكة، في تحليلها (حسب الأرقام الفعلية التي نشرتها مصلحة الإحصاءات العامة العام الماضي) انخفاض عدد الحجاج بنحو 37% مقارنة بالعام السابق، التي أظهرت تجاوز الانخفاض الفعلي للحجاج لما هو مقرر من قبل الجهات المعنية في السعودية، إذ انخفض العدد الفعلي للحجاج المقبلين من الخارج بنحو 21% ليصل إلى 1.38 مليون حاج، الذي كان يتجاوز قبل خفض الأعداد نحو 1.75 مليون حاج عام 2012. كما تراجع حجاج الداخل بنحو 57% إلى أكثر من 600 ألف حاج، مقارنة بما كان مسجلا في سنوات سابقة بنحو 1.41 مليون حاج.
وفي سياق متصل، يركز حجاج الخارج، بعد انتهاء موسم الحج، على شراء الهدايا التذكارية من داخل مكة أو المدن القريبة منها، وتحديدا جدة، ومن ذلك شراء الذهب والفضة، إذ يعول كثير من التجار على تعويض خسائر الموسم الذي شهد تراجعا كبيرا في عمليات البيع، ولم يشفع هبوط الذهب في الفترة الماضية في استقطاب المستهلك المحلي.
وفي حين لا توجد إحصاءات رسمية عن حجم مبيعات الذهب في موسم الحج، إلا أن حجم السوق السعودية (وفقا لآخر الإحصائيات) يتجاوز الـ9 مليارات دولار، تتقاسمها قرابة 6 آلاف محل منتشرة في جميع المدن السعودية، إلى جانب 250 مصنعا مختصا بمشغولات الذهب، وهو ما ذهب إليه التجار، وهو أن أكثر من 30% من حجم المبيعات يحدث في موسم الحج، خاصة الذهب الخليجي عيار 21 و22 و18، وتأتي تشكيلته على شكل بناجر وأطقم كاملة، بالإضافة إلى السنغافوري، الذي يقبل عليه حجاج دول آسيا.



ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)
أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)
أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة بتقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح. وقد يتجه المستثمرون إلى الأسواق الأوروبية الأقل تكلفة، ولكن من غير المرجح أن يجدوا كثيراً من الأمان عبر المحيط الأطلسي؛ إذ إن الانخفاض الكبير في الأسواق الأميركية من المحتمل أن يجر أوروبا إلى الانحدار أيضاً.

تُعتبر سوق الأسهم الأميركية مبالَغاً في قيمتها، وفقاً لجميع المقاييس تقريباً؛ حيث بلغ مؤشر السعر إلى الأرباح لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، على مدار 12 شهراً، 27.2 مرة، وهو قريب للغاية من ذروة فقاعة التكنولوجيا التي سجَّلت 29.9 مرة. كما أن نسبة السعر إلى القيمة الدفترية قد بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق؛ حيث وصلت إلى 5.3 مرة، متجاوزة بذلك الذروة السابقة البالغة 5.2 مرة في بداية عام 2000، وفق «رويترز».

وعلى الرغم من أن التقييمات المرتفعة كانت قائمة لفترة من الزمن؛ فإن ما يثير الانتباه الآن هو التفاؤل المفرط لدى مستثمري الأسهم الأميركية. تُظهِر بيانات تدفق الأموال الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي أن حيازات الأسهم تشكل الآن 36 في المائة من إجمالي الأصول المالية للأسر الأميركية، باستثناء العقارات، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة الـ31.6 في المائة التي تم تسجيلها في ربيع عام 2000. كما أظهر أحدث مسح شهري لثقة المستهلك من مؤسسة «كونفرنس بورد» أن نسبة الأسر الأميركية المتفائلة بشأن أسواق الأسهم قد وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 37 عاماً، منذ بدء إجراء المسح.

وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن القلق المتزايد بين المستثمرين المحترفين بشأن احتمال التصحيح في «وول ستريت» ليس مفاجئاً.

لا مكان للاختباء

قد يتطلع المستثمرون الراغبون في تنويع محافظ عملائهم إلى الأسواق الأرخص في أوروبا. ويتداول مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي حالياً عند خصم 47 في المائة عن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عند قياسه بنسب السعر إلى الأرباح، وبخصم 61 في المائة، بناءً على نسب السعر إلى القيمة الدفترية. وقد أشار بعض مديري صناديق الأسهم الأوروبية إلى أنهم يترقبون، بفارغ الصبر، انخفاض أسواق الأسهم الأميركية، معتقدين أن ذلك سيؤدي إلى تدفقات استثمارية نحو صناديقهم.

ولكن يجب على هؤلاء المديرين أن يتحلوا بالحذر فيما يتمنون؛ فعندما تشهد الأسهم الأميركية انخفاضاً كبيراً، يميل المستثمرون الأميركيون إلى سحب الأموال من الأسهم، وتحويلها إلى أصول أكثر أماناً، وغالباً ما يقللون من تعرضهم للأسواق الأجنبية أيضاً.

وعلى مدار الـ40 عاماً الماضية، في فترات تراجع الأسهم الأميركية، شهدت أسواق الأسهم الأوروبية زيادة في سحوبات الأموال من قبل المستثمرين الأميركيين بنسبة 25 في المائة في المتوسط مقارنة بالأشهر الـ12 التي سبقت تلك الانخفاضات. ومن المحتمَل أن يكون هذا نتيجة لزيادة التحيز المحلي في فترات الركود؛ حيث يميل العديد من المستثمرين الأميركيين إلى اعتبار الأسهم الأجنبية أكثر خطورة من أسواقهم المحلية.

ولن تشكل هذه السحوبات مشكلة كبيرة؛ إذا كان المستثمرون الأميركيون يمثلون نسبة صغيرة من السوق الأوروبية، ولكن الواقع يشير إلى أن هذا لم يعد هو الحال. ووفقاً لبيانات وزارة الخزانة الأميركية، فقد زادت حصة الولايات المتحدة في الأسهم الأوروبية من نحو 20 في المائة في عام 2012 إلى نحو 30 في المائة في عام 2023. كما ارتفعت ملكية الولايات المتحدة في الأسهم البريطانية من 25 في المائة إلى 33 في المائة خلال الفترة ذاتها.

ويعني الوجود المتزايد للمستثمرين الأميركيين في الأسواق الأوروبية أن الأميركيين أصبحوا يشكلون العامل الحاسم في أسواق الأسهم الأوروبية، وبالتالي، فإن حجم التدفقات الخارجة المحتملة من المستثمرين الأميركيين أصبح كبيراً إلى درجة أن التقلبات المقابلة في محافظ المستثمرين الأوروبيين لم تعد قادرة على تعويضها.

وبالنظر إلى البيانات التاريخية منذ عام 1980، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في جمع بيانات التدفقات، إذا استبعد المستثمر الأميركي والأوروبي، يُلاحظ أنه عندما تنخفض السوق الأميركية، تزيد التدفقات الخارجة من سوق الأسهم الأوروبية بمعدل 34 في المائة مقارنة بالشهرين الـ12 اللذين سبقا تلك الانخفاضات.

على سبيل المثال، بين عامي 2000 و2003، انخفضت أسواق الأسهم الأوروبية بنسبة 50 في المائة بينما هبط مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 46 في المائة، وكان ذلك نتيجة رئيسية لسحب المستثمرين الأميركيين لأموالهم من جميع أسواق الأسهم، سواء أكانت متأثرة بفقاعة التكنولوجيا أم لا.

وفي عام 2024، يمتلك المستثمرون الأميركيون حصة أكبر في السوق الأوروبية مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات، ناهيك من عام 2000. وبالتالي، فإن تأثير أي انحدار في السوق الأميركية على الأسواق الأوروبية سيكون أكثر حدة اليوم.

في هذا السياق، يبدو أن المثل القائل: «عندما تعطس الولايات المتحدة، يصاب بقية العالم بنزلة برد»، أكثر دقة من أي وقت مضى في أسواق الأسهم.