«كنداكة» السودان تتحول إلى «أيقونة» للاحتجاجات المناهضة لحكم البشير

شبّهها البعض بـ«تمثال الحرية» الشهير في نيويورك

أيقونة الاحتجاجات  تخاطب المحتجين (رويترز)
أيقونة الاحتجاجات تخاطب المحتجين (رويترز)
TT

«كنداكة» السودان تتحول إلى «أيقونة» للاحتجاجات المناهضة لحكم البشير

أيقونة الاحتجاجات  تخاطب المحتجين (رويترز)
أيقونة الاحتجاجات تخاطب المحتجين (رويترز)

تحولت آلاء صلاح الفتاة السودانية ذات الثانية والعشرين من عمرها، إلى رمز مهم للاحتجاجات التي تعمّ السودان حالياً، حينما اجتاحت صور وفيديوهات نشرت لها على مواقع التواصل الاجتماعي، في اليومين الماضيين، وجدت إقبالاً شديداً، على الأشعار التي تطلقها، في إحدى ساحات الخرطوم، لتصبح «أيقونة المظاهرات».
ونشرت صحيفة الـ«غارديان» موضوعاً تحت عنوان: «شابة تلهم المتظاهرين وتتحول إلى رمز لصمود النساء السودانيات»، قالت فيه إن شابة متظاهرة تحوّلت إلى أيقونة للثورة السودانية؛ إذ انتشرت صورة لها في عدد كبير من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، بما فيها «بي بي سي»، فضلاً عن انتشارٍ واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضافت الصحيفة أن الصورة مدهشة لأنها تظهر الشابة وهي تقف فوق منصة وسط حشود المحتجين، وتلقي عليهم أهازيج ثورية لتلهب حماسهم. فقد ألهمت تلك الشابة آلاف المتظاهرين وجميع النساء السودانيات اللاتي لعبن دوراً كبيراً في الاحتجاجات، فيما شبهها البعض بـ«تمثال الحرية» الشهير في مدينة نيويورك نظراً لتشابه وقفتها مع وقفة التمثال، وأيضاً قضيتها المطالبة بالحرية.

وتمت مشاركة مقطع فيديو لتلك الشابة وهي تردد هتافات مطالبة بالحرية في الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس عمر البشير بالعاصمة السودانية، مئات الآلاف من المرات على موقع «تويتر». وقد أُطلق عليها «كنداكة»، وهو لقب الملكات النوبيات في السودان قديماً، كما أنها رددت جملة: «حبوبتي كنداكة» مرات عدة ضمن هتافها؛ في إشارة إلى السيدات المشاركات في الاحتجاجات.
ولفتت الشابة الأنظار بارتدائها الزي السوداني التقليدي، وانتشرت صورتها وهي ترفع يدها منادية بالحرية، بكثافة على مواقع التواصل ووسائل إعلامية عدة. وقالت لانا هارون، التي التقطت الصورة الشهيرة للناشطة، لشبكة «سي إن إن»: «عندما رأيت المرأة ركضتُ نحوها، والتقطت 3 أو 4 صور لها». وأضافت: «كانت تحاول إعطاء الجميع الأمل والطاقة الإيجابية، وتمكنت من فعل ذلك. كانت تمثل جميع النساء والفتيات السودانيات، وألهمت كل امرأة وفتاة في الاعتصام. كانت تروي قصة النساء السودانيات... فهي مثالية».
وقام متظاهر آخر يدعى أحمد عوض بتصوير فيديو لهذه الشابة السودانية وهي تردد هتافات داعية لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير. وأوضح عوض، الذي قال إن الشابة كانت صديقة له في الجامعة، لشبكة «سي إن إن»: «لقد كانت تشجع الجمهور على إسقاط النظام. كانت تدعو إلى الثورة». وتعليقاً على زي الشابة، غردت هند مكي قائلة: «ترتدي الناشطة ثوباً أبيض وأقراطاً ذهبية اللون، ويمثل هذا الزي النساء العاملات؛ سواء في المدن أو في القطاع الزراعي بالمناطق الريفية». وأشارت مكي إلى أن أقراط تلك المرأة «على شكل قمر ذهبي، وتمثل مجوهرات الزفاف التقليدية في السودان»، وأن الزي بأكمله يشبه «الملابس التي كانت ترتديها أمهاتنا وجداتنا في الستينات والسبعينات والثمانينات أثناء المظاهرات ضد الأنظمة العسكرية السابقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.