شراكة إيلي صعب ومجموعة {إعمار} من أجل أسلوب حياة أكثر فخامة

«ما حققته من إنجازات أكثر من رائع... أنت قصة نجاح تُلهمنا كعرب... جعلت نساء مميزات من كل أنحاء العالم يتألقن بإبداعاتك، ومع ذلك فإن أكثر ما يجعل لاسمك كل هذا التأثير، ليس تصاميمك فحسب بل أنت كشخص: بتواضعك ودماثة أخلاقك ولطفك في التعامل. أقول هذا وأنا أشكرك من كل قلبي على منحنا فرصة العمل معك». هذه هي الكلمة التي افتتح بها محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» العقارية المؤتمر الذي تم فيه الإعلان عن عنوان جديد بدبي يجمع الفخامة بالجمال.
وطبعاً لا يحتاج الأمر للتخمين أن المقصود هنا هو المصمم إيلي صعب، الذي دخل في مشروع مع المجموعة العقارية من شأنه أن يفتح شهية كل المعجبين به للحصول على مزيد من سحره. هذه المرة ليس باقتناء فستان مطرز أو مغزول من الذهب، بل بشقق تتزين بديكورات تحمل توقيعه. خبر استحق الاحتفال به في دار الأوبرا بدبي يوم الجمعة الماضي، وشمل عرض أزياء ضخماً لمجموعة المصمم الأخيرة، مصحوباً بموسيقى حية من أوركسترا يقودها المايسترو ميشال فضل.
الترف بالنسبة لكل من محمد العبار وإيلي صعب يشمل كل مناحي الحياة، من الأزياء والإكسسوارات والعطور إلى الإقامة في أماكن مميزة وخوض تجارب جديدة وفريدة من نوعها. فهذا هو الترف بمعناه المعاصر، وهذا ما يعملان على توفيره في برج سيضم مجموعة من الشقق بدأ العمل عليها لتتوفر في عام 2023 للذواقة ومن لهم الإمكانات لشرائها.
الدخول في مشروع من هذا النوع كان مسألة وقت فقط بالنسبة لإيلي صعب، حسب قوله. فقد سبق له أن جرب كل شيء من الأزياء والاكسسوارات إلى العطور والسيارات واليخوت، لهذا جاء دخوله مجال تصميم الديكور المنزلي من تحصيل حاصل. «إنه ليس بالأمر الغريب أو الخارج عن مجالي، فهو مثل كل شيء له علاقة بفن التصميم، يخضع للرؤية الجمالية نفسها والأبجديات أيضاً، الأدوات هي التي تختلف أحياناً». لكنه لا يُخفي أن التعاون مع شركة «إعمار» جاء في وقته لعدة أسباب؛ أهمها أنه كان ينوي إطلاق خط خاص بقطع الأثاث والديكور في كل الأحوال وبدأ فعلاً العمل عليه. أما السبب الآخر الذي لا يقل أهمية، بالنسبة لمصمم لم ينكر يوماً أنه لا يحب المجازفة ولا يخوض أي تجربة أياً كان نوعها من دون أن يدرسها من كل الجوانب، فهو التعاون مع شركة تعتبر أيقونة في مجال الإعمار بدبي، «فحيثما توجهت بنظرك ترى اسمها مطبوعاً على بناية مميزة تشد النظر بشكلها وتصميمها». ومع ذلك يبقى القاسم المشترك الأقوى بينهما رغبتهما في بيع أسلوب حياة مطبوع بالأناقة والفخامة للعالم.
محمد العبار يعرف بحسه التجاري أن أكثر ما سيجعل البُرج معلمة جديدة من معالم دبي، أسلوب إيلي صعب الرومانسي والحالم. ولم يخيب إيلي الظن، فكل ما في البرج من المدخل إلى الشقق، جاء مطعماً بفن الباروك، الذي يعشقه ويستلهم منه بين الفينة والأخرى تشكيلاته. ورغم أن الشقق غير جاهزة بعد، فإن الصور التي تم نشرها وتداولها، تؤكد أن كثيراً مما أصبح يعتبر ماركته المسجلة من الدانتيل والذهب والانسيابية وغيرها، حاضر بقوة من خلال قطع أثاث وألوان برونزية وتفاصيل معدنية، أو من خلال إكسسوارات متناثرة هنا وهناك. الفرق أنه استعاض عن الدانتيل مثلا، بمواد تستخدم في البناء وفن العمارة المعاصرة مثل البرونز والخشب، صاغها على شكل مشربيات عصرية تحاكيه جمالاً ونعومة. وهذا يعني أن المرأة التي تعرفه وتعشق أسلوبه ستشعر بالأمان والزهو في الوقت ذاته كونها اقتطعت لنفسها قطعة ستستمتع بها في كل الأوقات. فهي قد تلبس فستاناً راقياً من تصميمه مرة أو مرتين في مناسبة مهمة، لكن في شقة من هذا النوع فهي ستتنفس الفخامة في كل الأوقات، وستعيش «الحياة اللذيذة» كما رسمها لها.
هل فكر المصمم في بدايته أن يحتفل به العالم يوماً بهذا الشكل؟ أن يصبح مدرسة قائمة بذاتها في عالم الجمال والأناقة وقدوة يقتدي بها الشباب؟ هل خامره يوماً أن تصبح له إمبراطورية مترامية ونجمة على ممشى المشاهير بدبي؟ يجيب بصدقه وعفويته المعهودين: «في بداية الثمانينات، تزامنت انطلاقتي مع اندلاع الحرب اللبنانية. حينها كان كل همي أن أحقق الربح المالي لكي أعيل نفسي وعائلتي. لم أبدأ بالتفكير في أبعد من ذلك إلا بعد مرور بضع سنوات. حينها فقط بدأ الحلم يكبر بداخلي، وبت أرى أن من الممكن تحقيقه».
ما يُحسب لإيلي أنه منذ انطلاقته من خلال تشكيلة خاصة بالعرائس عرضها في كازينو لبنان في بداية الثمانينات، نجح في نسج الحلم من خامات ناعمة تبعث السعادة كما تبث الثقة في النفوس، مؤكداً أنه من رحم الحرب والمآسي والفوضى يمكن أن يولد الجمال والفرح. كلما زاد وطيس الحرب، زاد هو من جُرعة البريق كأنه يريد أن يمحي به كل ما يُذكره بالحزن والقتامة. لم يتراجع عن هذا الأسلوب حتى بعد أن تلقى انتقادات من وسائل الإعلام الغربية. بعضهم كان متحاملاً على مصمم عربي سولت له نفسه أن ينافسهم في عُقر دارهم، وبعضهم الآخر لم يكن مستعداً لكل هذا البريق والسحر الشرقي. لم يخنع أو يحاول إرضاءهم، بل بالعكس صمد، خصوصاً أنه كان مستقوى بزبوناته من منطقة الشرق الأوسط، اللاتي كن من أهم المحركات لسوق «الهوت كوتير» في العالم. ولأنه فهمها وزاد من تألقها، ردت له الجميل بالإقبال على إبداعاته حتى الآن. وهكذا نجح في تأسيس مدرسة قائمة بذاتها، تتطور مع الزمن لكن دائماً محافظة على فكرة الأنوثة والرومانسية بشكل عصري. وهذا ما تستشفه من الصور التي وزعتها شركة «إعمار» وتداولتها الصحف والمجلات. قطع أثاث بخطوط «نظيفة» وألوان راقية تتوخى فخامة بعيدة كل البعد عن الابتذال. لكن ما تجب الإشارة إليه أن إيلي صعب ليس أول مصمم يخوض مجال الديكور المنزلي، فقد سبقه كثير من المصممين الكبار وبيوت الأزياء والمجوهرات من أمثال «موسكينو» و«فرساتشي» و«بلغري» و«جيورجيو أرماني» وآخرين.
كلهم صرحوا بأن الموضة تبقى حبهم الأول، لكنها لا تمنعهم من خوض تجارب في مجالات أخرى قد تفتح لهم الأبواب لربط علاقة أكثر حميمية مع زبائنهم، وفي الوقت ذاته استقطاب زبائن جدد. وإذا كان إيلي صعب وجد الخطوة عُضوية وتطوراً طبيعياً لا يختلف تماماً عما يقوم به في مجال الأزياء بحيث لا يحتاج سوى إلى نظرة أكبر للأحجام وتغيير الأدوات، فإن البعض الآخر اعترفوا بأنها تمنحهم حرية أكبر لأنهم هنا لا يتعاملون مع الجسد وما يتطلبه من حذر.
بيد أنه بالإضافة إلى الرغبة في الابتكار وتجربة مجالات جديدة، فإنه من الصعب عدم التفكير في الجانب التجاري، فهو في غاية الأهمية لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن قطاع الديكور الداخلي، سيصل إلى 27 مليار دولار بحلول 2020، حسبما جاء في تقرير نشرته «ألايد ماركت ريسورش» منذ فترة. وهو ما يُشجع كثيراً من بيوت الأزياء على دخوله، لا سيما تلك التي تملكها مجموعات كبيرة، مثل كيرينغ و«إل في آم آش». الأولى تستغل ما حققه بعض بيوتها من نجاحات في مجال الأزياء مثل «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا»، والثانية بالتوسع في مجال الفنادق. هناك أيضاً مصممون تقتصر محاولاتهم على طرح إكسسوارات منزلية لجس نبض شريحة مهمة.
لكن تجربة «إعمار» وإيلي صعب، تتميز بخاصيات مختلفة. فهي شراكة بين جهتين عملاقتين، كل واحدة لها القدرة على إضافة زخم للأخرى. فبينما الأولى تتمتع بخبرة في مجال العمارة والبنيان إضافة إلى إمكاناتها العالية ورغبتها الدائمة في التفوق بالأطول والأكبر والأفخم، فإن إيلي صعب له باع في صياغة الجمال ونسج الأحلام. قوته هنا تكمن في أنه سيضيف نعومة ودفئاً على حيطان ومساحات باردة ليرتقي بها إلى مستوى يجعلها تجسد مفهوم «البيت مملكة» بشكل حرفي.

> قد يشفع لبرج «إيلي صعب... إعمار بيتشفرونت» موقعه المطل على البحر ومناظر بانورامية رائعة، لكن الديكور سيحمله إلى مستوى آخر، بحسب قول محمد العبار. وطبعاً سينعكس هذا على أسعاره، التي تتراوح بين 326.706 دولار لشقة بغرفة نوم واحدة، و1.2 مليون دولار لشقة بـ4 غرف نوم. والأهم من هذا فإنه سيُبررها ويجعلها غنيمة بالنسبة لعشاق إيلي صعب. سيتوفر البرج على خدمات عصرية كثيرة تُغني عن السفر بعيداً بحثاً عن البحر أو الراحة أو حتى التسوق. فالطابق الأرضي سيضم باقة من متاجر الأزياء وصالات العرض والمقاهي. كما سيتميز بفضاءات طبيعية، الغاية منها توفير الراحة والسكينة، بما في ذلك شاطئ ومرسى خاصان.

> في المناسبة نفسها التي تم فيها الإعلان عن إطلاق مشروع «إيلي صعب... إعمار بيتشفرونت»، أعلن محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» العقارية عن إنشاء ممشى المشاهير في «داونتوان دبي» على شاكلة ممشى هوليوود الشهير. النجمة الأولى ستكون من نصيب المصمم المبدع إيلي صعب.
ويتوقع أن يكشف الستار عن هذه المبادرة، التي ستشمل نحو 10 آلاف نجمة لشخصيات تألقت في مجالات مختلفة وأسهمت في ترك بصمات إيجابية، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

محطات في مسيرة إيلي صعب
> في عام 1964 ولد المصمم في الدامور، بلدة ساحلية.
> افتتح مشغله وهو في الـ18 من العمر بعد أن قضى فترة قصيرة في باريس للتخصص في تصميم الأزياء، عاد بعدها إلى بيروت لإطلاق داره.
> في عز الحرب اللبنانية قدم أول عرض له، في كازينو لبنان. كان خاصاً بفساتين الأعراس كما كان بداية الأحلام.
> في التسعينات، وتحديداً في عام 1997. توجّه إلى روما، حيث قدم أول مجموعة خاصة به خارج لبنان. وكان أول مصمم عربي يعرض تصاميمه في أسبوع الموضة بروما فاتحاً الأبواب لغيره. كان أيضاً أول من انضم إلى الغرفة الوطنية للموضة الإيطالية، وهو ما لم يكن مسبوقاً بالنسبة لأي مصمم غير إيطالي.
> في عام 1999. ظهرت الملكة رانيا بفستان من تصميمه في حفل تتويجها. غني عن القول أن الأمر رسخ مكانته واحداً من أهم المصممين في العالم العربي.
- في عام 2002، تسلمت الممثلة السمراء هالي بيري، جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في فستان من تصميمه، وهو ما كان علامة فارقة في مسيرته، الآن أصبح ظهور نجمات من مثيلات أنجيلينا جولي، وتايلور سويفت، وريهانا، وبيونسيه وكاثرين زيتا جونز وكثيرات غيرهن، إضافة إلى أميرات من كل أنحاء العالم، بتصميماته، أمراً عادياً.
> في عام 2003، أصبح عضواً رسمياً في منظمة اتحاد مصممي الأزياء الراقية في باريس «لاشومبر سانديكال».
> في عام 2018، أطلقت شركة «Liban Post» برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، طابعاً جديداً يحمل اسم «Elie Saab Le Timbre»، عليه صورته واسمه، تكريماً له على إسهاماته العالمية.