خلافات بين الأجهزة الإسرائيلية حول إقامة علاقات مع الجوار

TT

خلافات بين الأجهزة الإسرائيلية حول إقامة علاقات مع الجوار

كشف تقرير إسرائيلي داخلي عن أن خلافات حادة نشبت بين جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، و«مجلس الأمن القومي» التابع لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول صلاحيات كل منهما في التعامل مع ملفات تتعلق بالدول العربية والإسلامية التي تسعى إسرائيل إلى فتح قنوات تواصل معها تمهيداً لإقامة وتطوير العلاقات.
وحسب مصادر مطلعة؛ فإن المسؤولين في «الموساد» الذي يرأسه يوسي كوهين، أبدوا اعتراضاً شديداً على نشاط «مجلس الأمن القومي»، وعدّوه اعتداء صارخاً على صلاحياتهم، واتهموه بالالتفاف عليهم وعدم التنسيق معهم في «فتح قنوات اتصال جديدة» مع الجوار.
وذكرت المصادر أن عناصر في «مجلس الأمن القومي» يعملون بنهج مستقل بشكل واسع من دون أن تتوفر لديهم الأدوات اللازمة؛ خصوصاً في مجال المراقبة الأمنية، نتيجة لامتناعهم عن التنسيق مع «الموساد».
وتبين أن الحديث يدور حول النشاط الذي يقوم به مستشار الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، مائير بن شبات، الذي يحظى بدعم كامل من نتنياهو؛ فقد عين له مبعوثاً خاصاً إلى العالمين العربي والإسلامي هو موظف كبير يحظر نشر اسمه ولكن يشار إليه بلقب «ماعوز». وأكدت المصادر أن مسؤولين في «الموساد» هددوا بأنه إذا استمر «ماعوز» في العمل من دون تنسيق معهم، فإنهم سيفرضون عقوبات أمنية شديدة عليه قد تصعب استمراره في العمل مع قنوات اتصال فتحها.
ومنعت أجهزة الرقابة الإسرائيلية الكشف عن طبيعة العقوبات التي قد يفرضها «الموساد» على «ماعوز»، لكن جهات صحافية مطلعة قالت إن من شأن هذه العقوبات أن تؤدي إلى إحباط كل الجهود التي بذلها حتى هذه اللحظة.
ونقلت المصادر عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن «(الموساد) لا يقبل بمحاولات بن شبات و(ماعوز) في تجاوز الجهاز، لذلك وجّه (الموساد) لهما إنذاراً هو بمثابة (بطاقة صفراء)، قد تتبعها عقوبات شديدة». ولمحت المصادر إلى وجود إمكانات لكشف فضائح فساد؛ إذ قالت: «(الموساد) لن يسمح بوجود إسحاق مولخو جديد»، وذلك في إشارة إلى المحامي مولخو الذي كان مبعوثاً خاصاً لنتنياهو إلى العالمين العربي والإسلامي، وتمتع بنفوذ كبير، ثم اضطر إلى الاستقالة بعدما ارتبط اسمه بقضايا الفساد التي تورط فيها نتنياهو، خصوصاً في قضية فساد صفقة الغواصات المعروفة بـ«الملف 3000».
ومع أن مصدر المعلومات الأساسي هو «الموساد»، فإن الناطق الرسمي باسم الحكومة وأجهزة الأمن رفض ما جاء في التقرير، كما نفاه «مجلس الأمن القومي» التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية. وادعيا في بيان مشترك أن «الجهازين يعملان بتنسيق وتعاون جيدين، لتحقيق الأهداف التي حددها رئيس الحكومة والقيادة السياسية».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.