ما وراء الغلاف: «بريكست»... لعبة السلم والثعبان

غلاف كرتوني لافت اختارته مجلة «سبيكتايتور» البريطانية لعددها الأخير يصور سياسيين بريطانيين وأوروبيين عالقين على رقعة للعبة السلم والأفاعي. السلالم مكسورة، والأفعى واحدة مزركشة بشعار الاتحاد الأوروبي. المنظر يصور حالة الفوضى التي تعيشها المملكة المتحدة والدول الأوروبية جراء ما تحول إلى «أزمة» خروج بريطانيا من الاتحاد.
الغلاف صاحبه مقال للصحافي جيمس فورسايث بعنوان «إن لم يكن هنالك اتفاق، فلن يكون هنالك بريكست». وقال فورسايث: «غزو العراق، الأزمة المالية، وفضيحة إنفاق النواب... جميع هذه الحوادث قللت من ثقة البريطانيين بسياسييهم». وأضاف: «لكن الضرر التي ألحقته هذه الأحداث السابقة، لا تقارن بالضرر الجسيم الناتج عن فشل السياسيين في بريطانيا على التعامل مع «بريكست» والتوصل لاتفاق خروج».
وناقش الكاتب أن «بريكست» نتج ليس فقط عن استفتاء شعبي، بل عن دورتي انتخابات في البلاد. وقال: «نجاح المحافظين في انتخابات عام 2015 أتى بعد وعدهم بإجراء استفتاء الخروج، وفي انتخابات 2017 حرم حزب العمال المحافظين من الأغلبية بعدما لم يستطيعوا (الأخيرين) إثبات تفانيهم لقرار الشعب بالخروج والعمل على تنفيذه».
إلى ذلك، تنبأ فورسايث أن الانتخابات البريطانية المقبلة من الصعب تنبؤ نتائجها بعد حالة الضياع والفوضى الراهنة التي تعيشها البلاد. وقال: «من الصعب التنبؤ عن أي حزب سيستفيد من حالة الإحباط التي يعيشها المواطنون البريطانيون حاليا في الانتخابات المقبلة».
ويختتم الكاتب بالإشارة إلى أن على رئيسة الوزراء تيريزا ماي حاليا مراجعة «الخطوط الحمراء» التي سبق وحددتها في مقترحها للخروج، وذلك لضمان أن المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد باتفاق يحميها. مؤكدا أن الفترة المقبلة تعد امتحانا لصبر الناخبين وولائهم. وقال: «المحافظون والعماليون في وضع سيئ جدا، والأيام ستثبت من هو الخاسر الأكبر»، في لعبة السلم والثعبان.