الدار البيضاء تستضيف تظاهرة لفن الكاريكاتير الصحافي

تحت عنوان «مختزلون»

الدار البيضاء تستضيف تظاهرة لفن الكاريكاتير الصحافي
TT

الدار البيضاء تستضيف تظاهرة لفن الكاريكاتير الصحافي

الدار البيضاء تستضيف تظاهرة لفن الكاريكاتير الصحافي

تنظم الجمعية المغربية لرســـامي الكاريكاتير يومي 13 و14 أبريل (نيسان) الحالي بمدينة الدار البيضاء، الدورة الأولى لفن الكاريكاتير الصحافي تحت عنوان «مختزلون».
وقال غامر علي، عضو الجمعية والمشرف على تنظيم هذه التظاهرة لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه الدورة ستستضيف نحو 20 رساما، من منابر مغربية ودولية، من أبرز الأسماء المغربية المشاركة في هذه التظاهرة عبد الغني الدهدوه، رسام كاريكاتير صحيفة المساء المغربية، ورئيس الجمعية المغربية لفن الكاريكاتير، وعدنان جابر، وخالد كدار ومحمد الخو، وطارق بن بابا وآخرون.
وأضاف أن الجمعية اختارت الدار البيضاء لاستضافة هذا النشاط «بناء على الاهتـــمام الذي توليه لهذه المدينة كمدينة ذات شريحـــة ثقافية واسعة وتعداد سكاني كبير».
وسيشارك في «المحطة الأولى لفن الكاريكاتير الصحافي» المقرر تنظيمها بالمركز الثقافي عبد الله كنون بعين الشق، نجوم ورواد هذا الفن من مختلف المنابــــر الإعلاميـــة المغربية والدولية، ويتضمن فقرات غنية، تتمثل في لقاءات تواصلية مع الجمهور، ندوات، ومعرض رســـوم كاريكاتير، وورشات تعليميــة، ومائــدة مستديرة وحصـــة رســــم البورتريــهـــات للــزوار.
أما لماذا مختزلون؟ فلأن «رسام الكاريكاتير شخص يختزل آلاف النصوص إلى رسومات، ويختزل الوقت الممنوح لقراءتها إلى ثوان قليلة ويختزل مواقفه ووجهات نظره في رسومات تعليقية، كما يختزل خياله إلى خطوط تعبيرية سوريالية بسيطة، ولكونه أيضا يختزل لدى المتلقي رزمة من الأحاسيس والمشاعر الداخلية إلى انفعال خارجي واحد، ويختزل بقوته اللاذعة المسافة بين المتلقي وأصحاب القرار». ولأجل كل ذلك ارتأت الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير أن «تكرم وتحتفي بهذا المختزل الفنان».
وأوضحت الجهة المنظمة أن «الرسوم التي ستعرض في المعرض بصبغتها السياسية الناقدة وكذلك الدعوة التي تقابلها والموجهة للفاعلين السياسيين، تعكس مسعى منظمي التظاهرة لتوسيع دائرة تقبل فن الكاريكاتير وكذا التأكيد بأن أصحاب القرار يتقبلون نقد هذا الفن المشاغب بجرأته والبناء برسائله، ذلك لتكون المحطة أرضية مشتركة تجمع الفاعل السياسي مع الرسام الناقد».
وستسعى الجمعية من خلال الورشات واللقاءات التواصلية الموجهة للشباب التعريف بهذا الفن والعمل على إدماج عدد من المهتمين لإعداد خلف يحمل مشعل الرواد، ليساهم في استمرار هذا الفن ويمثله أحسن تمثيل.
وستفتح الندوة المنظمة في هذه النسخة الأولى «نقاشا يهم الجدليات المتعلقة بفن الكاريكاتير الصحافي وتغوص فــي تفاصيلها لتقريب الجمـــــهور من ماهيتــــــها واختلاف الرؤى والتوجهات المكونة للحقل الكاريكاتيري في بلدنا بصفة خاصة والعالم بصفة عامة».
أما بخصوص المائدة المستديرة التي ستجمع كافة الرسامين فسيتم خلالها طرح مشاكل وتحديات الرسامين وكذا الحلول المقترحة للخروج بتوصيات ستشكل مستقبلا خريطة طريق تعمل عليها الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير لتحقق كافة المكتسبات المستحقة لفائدة رسامي الكاريكاتير المغاربة وبدون استثناء. ومن خلال رسم البورتري الكاريكاتيري السريع، سيتواصل الرسامون مع الزوار بشكل مباشر «ليشكلوا مرآة كاريكاتيرية لملامح الحضور».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».