قبائل شمالية تتوعد الحوثيين بقطع طريق صنعاء - صعدة

بعد مسلسل اغتيالات طالت مشايخ

TT

قبائل شمالية تتوعد الحوثيين بقطع طريق صنعاء - صعدة

توعدت مجموعة من القبائل شمالي اليمن، بقطع الطريق الرئيس بين العاصمة صنعاء وصعدة بهدف وقف الإمدادات العسكرية لمقاتلي الميليشيات الانقلابية، وذلك رداً على الأعمال الإجرامية التي نفّذتها الميليشيات ضد مشايخهم وأبنائهم في صعدة وعمران وحجة، وآخرها اغتيال أحد مشايخ محافظة عمران وعضو المجلس المحلي بمديرية ريدة برصاص أحد المشرفين الأمنيين بالميليشيات.
وبذلك يكون الحوثيون قد اغتالوا خمسة من المشايخ البارزين من قبائل شمال اليمن، ما أثار حفيظة القبائل التي نفّذت احتجاجات حاشدة لوقف تجاوزات الحوثيين في مناطق سيطرتهم.
وحسب مصادر، فإن عملية اغتيال أحد مشايخ محافظة عمران جاءت على خلفية توسطه لحل خلاف على أرض، بعد منع المشرف الأمني للحوثيين أحد المواطنين من البناء في قطعة أرض، وجرى الاتفاق على عدم تعرض الميليشيات للمواطن، إلا أن المشرف الأمني للحوثيين أرسل حملة عسكرية لاستدعاء الشيخ إلى قسم شرطة المنطقة بعد يومين من تلك الواقعة، وحصلت مشادة كلامية تبعها إطلاق النار عليه، ما أدى إلى مقتله.
في هذا السياق، أكد العميد ركن عبده مجلي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الانقلابية نفّذت سلسلة من الجرائم بحق قبائل عمران وحجة والمدن الشمالية كافة، ومنها ما جرى خلال الأيام الماضية من عملية اغتيال أحد مشايخ قبائل عمران، الأمر الذي نتج عنه تذمر وانفعال لتزايد الأعمال الوحشية والإجرامية بحق أبناء القبائل ومشايخهم.
وأضاف مجلي أن تلك القبائل أدركت خطر الميليشيات جراء أعمال القتل والاعتقال المتزايدة بحق أبنائها، مشيراً إلى أن الميليشيات أقدمت على هذه الأعمال مع تضييق الجيش الخناق عليها في الجبهات الرئيسية، وفقدان سيطرتهم على العديد من القبائل التي شعرت بخطر وجود الميليشيات في تنفيذ المشروع الإيراني في اليمن.
ولفت إلى أن قطع الطريق بين صعدة وصنعاء أسلوب ضغط في المقام الأول على الميليشيات الانقلابية لتسليم قاتل الشيخ، كما أن هذا العمل يعوَّل عليه في قطع الإمداد العسكري للميليشيات، معتبراً أن هذا العمل يعد رسالة من أبناء القبائل إلى الانقلابيين أنهم قادرون على صنع تاريخ اليمن من خلال قطع الطريق الرئيسي، وفصل صعدة عن عمران وحجة وحجور، ما سيؤدي إلى انكماش الميليشيات الحوثية.
وعن دعم القوات المسلحة للقبائل، قال العميد مجلي: «الدعم يأتي من خلال انتصارات الجيش في الجبهات الشمالية كافة، إضافةً إلى تواصل قيادات في الجيش والحكومة مع هذه القبائل»، مشدداً على أن الجيش يحرص بشكل كامل على التقدم في الجبهات وتحرير ما تبقى وصولاً إلى العاصمة صنعاء بإسناد من التحالف العربي.
إلى ذلك قال الشيخ محمد الشليف أحد مشايخ نهم عضو مجلس المقاومة في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط» إن التحرك العسكري في ظل ما تعيشه الميليشيات من تراجع وتقهقر سيكون له ردة فعل كبيرة فيما تبقى من مقاتليهم.
وأضاف الشليف أن هناك ترتيبات كبيرة تجري على الأرض في جبهة نهم منها الحشد العسكري والنفسي للمقاتلين، يتوافق مع التقدم الملحوظ للقوات العسكرية والقبائل الموالية للحكومة الشرعية، وننتظر التوجيهات من القائد الأعلى للقوات المسلحة للتقدم نحو مركز العاصمة، موضحاً أن الكثير من القبائل الذين ينتمون للعديد من المحافظات الشمالية التحقت بمقاتلي الشرعية.
وشدد على أهمية خروج القبائل بشكل جماعي من مناطق سيطرة الحوثيين والالتحاق بالجيش، لتكون نتائجه كبيرة وعميقة على تقهقر الحوثيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.