مقتل فلسطيني برصاص مستوطن بالضفة الغربية

قريبات محمد عدوان الذي توفي في المستشفى بعد إصابته في اقتحام إسرائيلي لمخيم قلنديا الأحد الماضي (رويترز)
قريبات محمد عدوان الذي توفي في المستشفى بعد إصابته في اقتحام إسرائيلي لمخيم قلنديا الأحد الماضي (رويترز)
TT

مقتل فلسطيني برصاص مستوطن بالضفة الغربية

قريبات محمد عدوان الذي توفي في المستشفى بعد إصابته في اقتحام إسرائيلي لمخيم قلنديا الأحد الماضي (رويترز)
قريبات محمد عدوان الذي توفي في المستشفى بعد إصابته في اقتحام إسرائيلي لمخيم قلنديا الأحد الماضي (رويترز)

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيا قتل برصاص مستوطن إسرائيلي بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية، وقال الجيش الإسرائيلي إن إطلاق النار حدث بعد أن حاول الفلسطيني تنفيذ عملية طعن.
وذكرت وزارة الصحة في بيان نقلته رويترز «استشهاد مواطن عقب إطلاق النار عليه قرب نابلس، وإصابة آخر بجروح متوسطة بالرصاص الحي، تم نقله لمستشفى رفيديا الحكومي، وحالته مستقرة». وقال مستوطن بالضفة الغربية لراديو إسرائيل، إنه كان يقود سيارته ببطء عبر تقاطع طرق بصحبة ابنته عندما اندفع فلسطيني نحو السيارة.
وأضاف المستوطن الذي يدعى يهوشوا شيرمان «اندفع نحوي بسكين وحاول فتح الأبواب، سحبت مسدسي وأنزلت النافذة وأطلقت النار عليه من داخل السيارة». وقال إن قائد سيارة أخرى أطلق النار أيضا على الفلسطيني وأصابه.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «أطلق مدني النار على إرهابي وتم تحييده بعد أن حاول تنفيذ عملية طعن». لكنّ مصدراً أمنياً فلسطينياً قال إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الفلسطيني كان يحاول عبور الشارع. كما رفض غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس رواية الجيش الإسرائيلي، وقال إن «الشاب كان يحاول عبور الشارع إلى الجهة الأخرى».
وأضاف دغلس في اتصال هاتفي مع رويترز «نطالب بفتح تحقيق وعرض ما صورته الكاميرات الموجودة في الشارع. جيش الاحتلال لديه كاميرات على هذا الشارع تصور كل شيء».
ويستخدم المستوطنون شارعا رئيسيا يربط بين مدن الضفة الغربية ويمر من بلدة حوارة جنوبي مدينة نابلس للوصول إلى المستوطنات التي يقيمون فيها.
ورغم عدم تحديد وزارة الصحة اسم الشاب القتيل، فإن وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، ذكرت، أن محمد عبد المنعم عبد الفتاح (23 عاما)، وهو أب لطفل بعمر عام واحد، قتل بنيران مستوطن، في حين رفض الجيش الإسرائيلي تأكيد المعلومة أو نفيها. وأضافت الوكالة أن الشاب من خربة قيس بمدينة سلفيت، ويسكن بلدة بيتا التي يعمل في أحد متاجرها.
من جهة ثانية، أفادت «وفا» بإصابة الشاب خالد صلاح رواجبة (26 عاما) في الخاصرة، بنيران المستوطن في الحادث ذاته، مشيرة إلى أن حالته مستقرة، وهو من سكان قرية روجيب شرق محافظة نابلس ويعمل في مرأب للسيارات بالقرب من مكان الحادث. وفي حديثه للوكالة أثناء مكوثه في أحد مشافي مدينة نابلس قال رواجبة: «كنت أعد كوبا من الشاي، داخل المرأب لا أعلم ماذا حصل بالضبط وليس لي أي علاقة».
ونقلت «وفا» عن شهود عيان، قولهم، إن الفلسطيني كان سائق شاحنة، ونفت لاحقا المزاعم الإسرائيلية التي تحدثت عن عملية طعن. وشهدت الضفة الغربية في أواخر عام 2015 سلسلة من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية، هدأت لاحقا قبل أن تعود بشكل متقطع.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».