المهدي يوجه جماهيره للمشاركة في مظاهرات 6 أبريل ويعتبرها «فرض عين»

احتجاجات «الخبز والكرامة» تنطلق من 80 نقطة بالخرطوم والولايات

TT

المهدي يوجه جماهيره للمشاركة في مظاهرات 6 أبريل ويعتبرها «فرض عين»

حثّ حزب الأمة، المعارض، بزعامة الصادق المهدي، المواطنين على المشاركة في مواكب 6 أبريل (نيسان) الجاري، ومطالبة الجيش بالانحياز للشعب، واعتبر المشاركة فيها «فرض عين» على جماهيره وأعضائه. وشدد رفضه لما أسماه «محاولات إعادة إنتاج النظام»، فيما دعا «تجمع المهنيين السودانيين» إلى موكب يوم غد (الخميس)، الذي ينطلق من 80 نقطة في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن البلاد.
وقال بيان صادر عن حزب الأمة، أحد أكبر أحزاب المعارضة السودانية، أمس، إن استحقاقات المطلب الشعبي برحيل نظام الرئيس عمر البشير، تتطلب وحدة المعارضة وبناء جبهة عريضة تحقق الكتلة الحرجة، وتطوير إعلان «الحرية والتغيير» الموقع بين قوى المعارضة.
وطالب البيان باستمرار معالجات مسارات الثورة السياسية، والتوافق على ميثاق سياسي ودستور انتقالي، ووضع السياسات البديلة، وتنويع المواكب والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والإضرابات العامة، للوصول إلى العصيان المدني الشامل، مع المحافظة على وحدة الصف وسلمية الثورة. وأعلن الحزب رفضه لما أسماه «محاولات إعادة إنتاج النظام»، عن طريق عسكرة السلطة أو عن حملات سياسية أو إعلامية، وأكد أن رسالة مواكب 6 أبريل الجاري ستكون «مناشدة الجيش للقيام بدوره في حماية الشعب ومكتسباته، وانحيازه للمطلب الشعبي، كما حدث في انتفاضة أبريل المجيدة».
واعتبر المشاركة في المواكب فرض عين على جماهيره على وجه الخصوص، وعلى قطاع الشعب السوداني بصورة عامة، وقال: «لا عُذر لمن يمسِكُ عن مواكب خلاصِ وطنه المحتضـر».
وفي سياق متصل، نقلت تقارير صحافية، أن جهاز الأمن السوداني نفذ حملة اعتقالات واسعة أمس بين النشطاء السياسيين، على خلفية التحريض على موكب 6 أبريل المتجه إلى القيادة العامة للجيش السوداني. ولم تُثنِ حملات الدهم والاعتقال ومحاكم الطوارئ، النشطاء عن العمل في الإعداد للمواكب التي تتزامن مع ذكرى ثورة 6 أبريل (نيسان) 1985 التي أسقطت الرئيس الأسبق جعفر النميري، وتعهدوا بمواصلة العمل الدعائي والإعلامي.
من جهته، دعا «التجمع المهني» المواطنين في القرى والمدن للخروج في مواكب الخميس الأسبوعية، وتحمل هذ الأسبوع اسم «مواكب الخبز والكرامة»، لرفض ما أسماه «إذلال الشعب، والتضييق عليه بالغلاء الفاحش في السلع المعيشية الأساسية والضرورية، وعدم صرف مرتبات العاملين وعدم توفر السيولة في المصارف».
وبحسب نشرة صادرة عن التجمع، فإن مواكب «الخبز والكرامة» ستنطلق غداً الخميس عند الثالثة ظهراً في الخرطوم بحري وأم درمان، والواحدة في الخرطوم، ومن 80 نقطة تجمع في أم درمان والثورة وأمبدة والفتيحاب والصالحة والخرطوم والخرطوم بحري وشرق النيل والكلاكلة.
واعتبر التجمع المشاركة الواسعة في مواكب «الخبز والكرامة»، إعلاناً للالتزام والخروج في «مواكب السودان الوطن الواحد»، التي يعد لها السبت المقبل، وتتجه إلى القيادة العامة للجيش في الخرطوم ووحداته وفرقه في الولايات، لتسليمه «مذكرة الرحيل»، وأضاف: «مواكب (الخبز والكرامة) في 4 أبريل، تعبير وإعلان للأسباب الرئيسية للمطالبة بالتغيير، ومواكب (السودان الوطن الواحد) في 6 أبريل درجٌ متقدم من أجل إنجاز هذا الفعل، فعل التغيير».
ويعيد شعار مواكب غد الخميس «مواكب الخبز والكرامة» الانتفاضة السودانية إلى منصة انطلاقها، إذ بدأت بسبب الغلاء وارتفاع أسعار الخبز وندرته، قبل أن تتحول إلى المطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته، وإقامة حكومة كفاءات انتقالية. وصاحبت المظاهرات أعمال عنف أدت إلى مقتل 31 متظاهراً بحسب الإحصائية الحكومية، فيما تقول إحصائيات المعارضة المسنودة بتقرير منظمة العفو الدولية، إن عدد القتلى تجاوز 50 قتيلاً، إضافة إلى مئات الجرحى والمصابين جراء العنف المفرط الذي استخدمته قوات الأمن ضد المتظاهرين السلميين، إضافة إلى آلاف المعتقلين من قادة المعارضة والنشطاء والمهنيين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.