وزير العمل السعودي: نستهدف مليون متطوع بحلول 2030

برعاية خادم الحرمين وحضور أمير الرياض... تكريم 4 فائزين بجائزة الأميرة صيتة

الأمير فهد بن عبد الله يسلم إحدى جوائز الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز (الشرق الأوسط)
الأمير فهد بن عبد الله يسلم إحدى جوائز الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز (الشرق الأوسط)
TT

وزير العمل السعودي: نستهدف مليون متطوع بحلول 2030

الأمير فهد بن عبد الله يسلم إحدى جوائز الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز (الشرق الأوسط)
الأمير فهد بن عبد الله يسلم إحدى جوائز الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز (الشرق الأوسط)

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحضور الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، كرّم وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، مساء أمس (الثلاثاء)، 4 فائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي، بدورتها السادسة، التي أقيمت هذا العام، بعنوان «حوكمة العمل واستدامة البرامج».
وقال وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس أمناء الجائزة، إن جائزة الأميرة صيتة «ترسخ مفهوم العمل الاجتماعي والارتقاء به وتكريم رواده عبر جائزة متخصصة سنوياً».
وأضاف الراجحي، في كلمة له بهذه المناسبة: «نعمل على زيادة أعداد المتطوعين في المملكة ليصل إلى 300 ألف متطوع بحلول عام 2020، ومليون متطوع بحلول 2030، والذي بدوره سيسهم في زيادة القيمة الاقتصادية للتطوع وترسيخ قيمته النبيلة في مجتمعنا».
وشدد الوزير السعودي، على أهمية التطوع، كاشفاً عن إنشاء المنصة الوطنية للتطوع بالوزارة، التي تمضي قُدماً في تأسيس وتفعيل أقسام إدارة التطوع في القطاع غير الربحي، عبر تحويل العمل التطوعي إلى عمل مؤسسي يحقق الاستدامة، ليؤسس لحقبة الوعي الاجتماعي الإيجابي بأهمية الأعمال التطوعية.
ولفت الراجحي إلى أن جائزة الأميرة صيتة، ومثيلاتها ممن يُقدمن خدمات اجتماعية مميزة للوطن، تعمل يداً بيد لتحقيق أهداف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، الرامية لتطوير وتحفيز رواد العمل الاجتماعي، عَبْرَ مساراتٍ متنوعة تماشياً مع تطبيق الوزارة برنامج التحول الوطني وتحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030».
من جهته، أوضح البروفسور فهد المغلوث، الأمين العام للجائزة، أن الجائزة حرصت بدعم من مجلس أمنائها ولجنتها التنفيذية على تطوير هيكلتها واستراتيجيتها وتلمس احتياجات المجتمع للموضوعات المطروحة للترشيح.
وأشار إلى إقامة ورش عمل تخصصية، للتعريف بالجائزة وكيفية التقدم لها في مواقع مختلفة من المملكة، وتوقيع بعض الاتفاقيات الاستراتيجية مع بعض الجهات ذات العلاقة لدعم العمل الاجتماعي والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والوطنية على حد سواء.
وكشف عن إنشاء «مركز التنسيق الاجتماعي» كمنصة إلكترونية ستُدشن في الأيام المقبلة، تهدف إلى ربط الجهات الحكومية والأهلية والمنظمات غير الربحية والقطاع الخاص المعنية بالعمل الاجتماعي، لخلق بيئة تنافسية خلاقة ومُبدعة فيما بينها لرفع جودة العمل الاجتماعي وضمان استدامته على نحو أفضل.
وأعلن المغلوث 4 جهات وأفراد بالجائزة في دورتها السادسة؛ حيث شملت أولاً، فرع التميز في الإنجاز الوطني، في حين حُجبت لهذا العام، لعدم مطابقة الأعمال المتقدمة لمعايير الجائزة.
وشملت ثانياً فرع التميز في الوقف الإسلامي، وفاز بها لهذا العام مناصفة كل من مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، وأوقاف العرادي الخيرية، وثالثاً فرع التميز في برامج العمل الاجتماعي، وفازت به منفردةً لهذا العام إدارة الخدمات الاجتماعية بالهيئة الملكية بالجبيل عن برنامجها «جودة حياة مستدامة».
والفرع الرابع «رواد العمل الاجتماعي»، وفاز به منفرداً لهذا العام محمد الجبر، وذلك نظير دعم العمل الاجتماعي بالمال والجهد.
عقب ذلك، عرض فيلم عن الأميرة صيتة ومسيرتها الطيبة ودور الجائزة في إكمال مسيرتها في العطاء والخير.
وفي لمسة وفاء، كرّمت مؤسسة جائزة الأميرة صيتة، الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل رحمها الله، رائدة العمل الإنساني والخيري في المملكة، بدرع تكريمية سلّمها الأمير فهد بن عبد الله بن سعود الكبير عضو مجلس أمناء الجائزة للأمير سعود بن عبد الرحمن الفيصل، لما للفقيدة من بصمات واضحة ومشرقة، وجّهت من خلالها بوصلة العمل الخيري لاتجاه أكثر تجديداً وابتكاراً واستدامة.
من جهته، سلّم الأمير فهد بن عبد الله، درع جائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي، لوزير العمل والتنمية الاجتماعية، لما يقدمه من خدمة وتطوير ودعم لمنظومة العمل الاجتماعي في السعودية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».