البرلمان البريطاني يحاول مجدداً اليوم إيجاد بديل لاتفاق «بريكست»

وزيرة الخزانة البريطانية ليز تراس (أرشيف - رويترز)
وزيرة الخزانة البريطانية ليز تراس (أرشيف - رويترز)
TT

البرلمان البريطاني يحاول مجدداً اليوم إيجاد بديل لاتفاق «بريكست»

وزيرة الخزانة البريطانية ليز تراس (أرشيف - رويترز)
وزيرة الخزانة البريطانية ليز تراس (أرشيف - رويترز)

يحاول النواب البريطانيون مجدداً اليوم (الاثنين) إيجاد بديل لاتفاق "بريكست" الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، قد يرجّح كفّة الميزان لمصلحة انفصال "أكثر سلاسة" عن الاتحاد الأوروبي.
وحاول النواب الأسبوع الماضي الإمساك بزمام عملية "بريكست" عبر إجراء سلسلة عمليات اقتراع بشأن ثمانية خيارات. وفي حين لم يحظَ أي خيار بغالبيّة الأصوات، كان اقتراح إنشاء اتّحاد جمركي جديد مع الاتحاد الأوروبي من الاقتراحات التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات. إلا أن ماي تعارض بشدة هذا الخيار لأنه سيجعل لندن تخسر احتمال اعتماد سياسة تجارية مستقلة بعد "بريكست".
وسيصوّت النواب اليوم على عدد أقلّ من الخيارات بهدف ضمان غالبية لمشروع معيّن والتوصل إلى حلّ للمأزق الحالي. وكان من المفترض أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في 29 مارس (آذار)، إلا أن الخروج أُرجئ بسبب عدم وجود دعم برلماني لاتفاق "بريكست".
ومع أن عمليات اقتراع النواب لا تملك إلا قيمة إرشادية، صرّح وزير العدل ديفيد غوك لشبكة "بي بي سي" أن تجاهل إرادة النواب لن يكون أمراً "مستداماً" بالنسبة إلى الحكومة.
وتدرس تيريزا ماي التي ترأس حكومة منقسمة، الاستراتيجية التي ستتبعها، وينبغي أن تُقدم خططها أثناء قمة أوروبية تُعقد في العاشر من أبريل (نيسان). وقد تطرح زعيمة حزب المحافظين للمرة الرابعة على التصويت أمام النواب اتفاق الانسحاب الذي يُفترض أن يتيح للمملكة المتحدة الخروج من التكتل مع فترة انتقالية حتى نهاية العام 2020، بهدف تفادي حصول انفصال مفاجئ.
وقالت وزيرة الخزانة البريطانية ليز تراس اليوم إن الاتفاق الذي توصلت إليه ماي لا يزال الخيار الأفضل. وأضافت لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أن أحدث هزيمة لاتفاق ماي في البرلمان الجمعة "كانت أقل من هزيمتنا في المرة الماضية ونرى أن هناك من ينضمون إلينا". وأضافت: "أعتقد أننا بحاجة إلى الاستمرار في درس طريقة حشد الدعم لهذا الاتفاق"، لافتة إلى أن الحلّ يكمن في "إدخال تعديلات على اتفاق رئيسة الوزراء ليصبح قادرا على كسب التأييد".
جدير بالذكر أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قال مساء الأحد إن الاتحاد الأوروبي تحلّى بـ"الكثير من الصبر" مع البريطانيين بشأن ملف "بريكست" لكن هذا الصبر بدأ "ينفد".



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».