أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سوف يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 9 أبريل (نيسان) المقبل، لإجراء محادثات حول تعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة القضايا الملحة في منطقة الشرق الأوسط. وقال البيت الأبيض في بيان له إن «الرئيسين سوف يتناقشان حول العمل على تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي». وأشار البيت الأبيض إلى دور مصر الطويل في دعم الاستقرار الإقليمي.
من جهته، قال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية أمس، إن «زيارة الرئيس السيسي لواشنطن تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع بين الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها». وتعد زيارة السيسي إلى البيت الأبيض الزيارة الثانية، إذ زار السيسي العاصمة الأميركية واشنطن في مطلع أبريل عام 2017 وكانت تلك الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ نحو سبعة أعوام، حيث التقى خلالها نظيره الأميركي، وبحثا عدة ملفات تعلقت بالقضايا الأمنية والمساعدات العسكرية.
كما التقى السيسي، ترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ونقل عن ترمب حينها تأكيده «أهمية العمل على تعزيز توافق الرؤى إزاء سبل دفع العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، بهدف تحقيق المصالح المشتركة للبلدين». وأعرب السيسي حينها عن تطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة، خصوصاً مكافحة الإرهاب بما يمثله من خطر كبير على استقرار المنطقة والعالم، مؤكداً أهمية مواصلة التصدي بحزم للإرهاب، والعمل على إيقاف تمويله ومده بالسلاح والمقاتلين وتوفير ملاذات آمنة له. وأكد مراقبون أنه «من المتوقع أن يلتقي السيسي خلال زيارته، التي تستمر ثلاثة أيام، عددا من المسؤولين بالإدارة الأميركية، وأيضاً عددا من المشرعين في الكونغرس الأميركي، كما سيعقد اجتماعات اقتصادية مع بعض الرؤساء التنفيذيين بالشركات الأميركية. ومن المقرر أن يصطحب السيسي في زيارته عدداً كبيراً من المسؤولين المصريين ورجال الأعمال والإعلاميين».
ويشار إلى أن الرئيس الأميركي قد التقى نظيره المصري في الرياض خلال فعاليات القمة العربية الإسلامية الأميركية في مايو (أيار) عام 2017. وكان اللقاء الأول بين السيسي وترمب في سبتمبر 2016 عندما كان ترمب مرشحاً للرئاسة الأميركية. وقال المراقبون إن «زيارة الرئيس المصري لأميركا تأتي في وقت تتجدد فيه التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، خاصة بعد إطلاق حماس لصاروخ أدى إلى إصابة سبعة إسرائيليين بالقرب من تل أبيب، وردت إسرائيل بضربات جوية وتحذيرات بالرد بقوة والاستعداد لشن حملة عسكرية واسعة في غزة». وتتزايد التوترات الإقليمية مع إعلان ترمب وتوقيعه مرسوماً يعترف فيه بضم إسرائيل إلى مرتفعات الجولان السورية، التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967، وهو القرار الذي انتقدته الدول العربية، ومن بينها مصر. كما تأتي الزيارة عقب خطوات أميركية اتخذتها إدارة ترمب وأثارت الغضب لدى الرأي العام العربي مثل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ويستبق زيارة السيسي أيضاً الإعلان المتوقع لإدارة ترمب عن صفقة القرن أو المبادرة الأميركية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يعمل كلٌ من جاريد كوشنر، صهر ترمب، وجيسون غرينبلات على الترويج لخطة سلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وقبل أيام التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، نظيره الأميركي مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، كما عقد لقاءات مع كثير من أعضاء الكونغرس ومسؤولي إدارة ترمب. وقال شكري للصحافيين إن «الاجتماعات تناولت تعزيز العلاقات المصرية الأميركية في مختلف المجالات، إلى جانب الملفات الإقليمية والدولية بما في ذلك القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا واليمن وليبيا، وملف مكافحة الإرهاب».
كان وزير الخارجية الأميركي قد زار مصر في يناير (كانون الثاني) الماضي ضمن جولة إقليمية شملت ثماني دول عربية، والتقى بومبيو خلال زيارته بالرئيس السيسي، وتحدث عن العلاقات الاستراتيجية القوية بين مصر والولايات المتحدة، وأشاد حينها بالجهود المصرية لمكافحة الإرهاب، وجهود الرئيس السيسي لتعزيز الاستقرار، ومكافحة التمييز الديني. كما قام خلال زيارته للقاهرة بزيارة مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة. وافتتح السيسي في يناير الماضي «المسجد والكاتدرائية»، وشهد الاحتفال عدد من القادة وكبار المسؤولين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية حينها، إن «تلك الافتتاحات في أعياد الإخوة المسيحيين تعد رسالة قوية، تؤكد وترسخ اتجاه الرئيس السيسي للحب والإخاء والتعايش السلمي والتعاون وقبول الآخر». واعتاد السيسي حضور «قداس الميلاد» منذ أن تم انتخابه رئيساً عام 2014؛ ليصبح أول رئيس مصري يقوم بذلك.
ترمب يستقبل السيسي في أبريل لتعزيز علاقات الشراكة
المباحثات ستشمل الجولان والنزاع العربي الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب
ترمب يستقبل السيسي في أبريل لتعزيز علاقات الشراكة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة