ترمب يستقبل السيسي في أبريل لتعزيز علاقات الشراكة

المباحثات ستشمل الجولان والنزاع العربي الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري السيسي في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض  في واشنطن لدى استقباله في 3 أبريل 2017 (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري السيسي في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض في واشنطن لدى استقباله في 3 أبريل 2017 (أ.ب)
TT

ترمب يستقبل السيسي في أبريل لتعزيز علاقات الشراكة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري السيسي في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض  في واشنطن لدى استقباله في 3 أبريل 2017 (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري السيسي في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض في واشنطن لدى استقباله في 3 أبريل 2017 (أ.ب)

أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سوف يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 9 أبريل (نيسان) المقبل، لإجراء محادثات حول تعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة القضايا الملحة في منطقة الشرق الأوسط. وقال البيت الأبيض في بيان له إن «الرئيسين سوف يتناقشان حول العمل على تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي». وأشار البيت الأبيض إلى دور مصر الطويل في دعم الاستقرار الإقليمي.
من جهته، قال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية أمس، إن «زيارة الرئيس السيسي لواشنطن تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع بين الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها». وتعد زيارة السيسي إلى البيت الأبيض الزيارة الثانية، إذ زار السيسي العاصمة الأميركية واشنطن في مطلع أبريل عام 2017 وكانت تلك الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ نحو سبعة أعوام، حيث التقى خلالها نظيره الأميركي، وبحثا عدة ملفات تعلقت بالقضايا الأمنية والمساعدات العسكرية.
كما التقى السيسي، ترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ونقل عن ترمب حينها تأكيده «أهمية العمل على تعزيز توافق الرؤى إزاء سبل دفع العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، بهدف تحقيق المصالح المشتركة للبلدين». وأعرب السيسي حينها عن تطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة، خصوصاً مكافحة الإرهاب بما يمثله من خطر كبير على استقرار المنطقة والعالم، مؤكداً أهمية مواصلة التصدي بحزم للإرهاب، والعمل على إيقاف تمويله ومده بالسلاح والمقاتلين وتوفير ملاذات آمنة له. وأكد مراقبون أنه «من المتوقع أن يلتقي السيسي خلال زيارته، التي تستمر ثلاثة أيام، عددا من المسؤولين بالإدارة الأميركية، وأيضاً عددا من المشرعين في الكونغرس الأميركي، كما سيعقد اجتماعات اقتصادية مع بعض الرؤساء التنفيذيين بالشركات الأميركية. ومن المقرر أن يصطحب السيسي في زيارته عدداً كبيراً من المسؤولين المصريين ورجال الأعمال والإعلاميين».
ويشار إلى أن الرئيس الأميركي قد التقى نظيره المصري في الرياض خلال فعاليات القمة العربية الإسلامية الأميركية في مايو (أيار) عام 2017. وكان اللقاء الأول بين السيسي وترمب في سبتمبر 2016 عندما كان ترمب مرشحاً للرئاسة الأميركية. وقال المراقبون إن «زيارة الرئيس المصري لأميركا تأتي في وقت تتجدد فيه التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، خاصة بعد إطلاق حماس لصاروخ أدى إلى إصابة سبعة إسرائيليين بالقرب من تل أبيب، وردت إسرائيل بضربات جوية وتحذيرات بالرد بقوة والاستعداد لشن حملة عسكرية واسعة في غزة». وتتزايد التوترات الإقليمية مع إعلان ترمب وتوقيعه مرسوماً يعترف فيه بضم إسرائيل إلى مرتفعات الجولان السورية، التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967، وهو القرار الذي انتقدته الدول العربية، ومن بينها مصر. كما تأتي الزيارة عقب خطوات أميركية اتخذتها إدارة ترمب وأثارت الغضب لدى الرأي العام العربي مثل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ويستبق زيارة السيسي أيضاً الإعلان المتوقع لإدارة ترمب عن صفقة القرن أو المبادرة الأميركية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يعمل كلٌ من جاريد كوشنر، صهر ترمب، وجيسون غرينبلات على الترويج لخطة سلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وقبل أيام التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، نظيره الأميركي مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، كما عقد لقاءات مع كثير من أعضاء الكونغرس ومسؤولي إدارة ترمب. وقال شكري للصحافيين إن «الاجتماعات تناولت تعزيز العلاقات المصرية الأميركية في مختلف المجالات، إلى جانب الملفات الإقليمية والدولية بما في ذلك القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا واليمن وليبيا، وملف مكافحة الإرهاب».
كان وزير الخارجية الأميركي قد زار مصر في يناير (كانون الثاني) الماضي ضمن جولة إقليمية شملت ثماني دول عربية، والتقى بومبيو خلال زيارته بالرئيس السيسي، وتحدث عن العلاقات الاستراتيجية القوية بين مصر والولايات المتحدة، وأشاد حينها بالجهود المصرية لمكافحة الإرهاب، وجهود الرئيس السيسي لتعزيز الاستقرار، ومكافحة التمييز الديني. كما قام خلال زيارته للقاهرة بزيارة مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة. وافتتح السيسي في يناير الماضي «المسجد والكاتدرائية»، وشهد الاحتفال عدد من القادة وكبار المسؤولين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية حينها، إن «تلك الافتتاحات في أعياد الإخوة المسيحيين تعد رسالة قوية، تؤكد وترسخ اتجاه الرئيس السيسي للحب والإخاء والتعايش السلمي والتعاون وقبول الآخر». واعتاد السيسي حضور «قداس الميلاد» منذ أن تم انتخابه رئيساً عام 2014؛ ليصبح أول رئيس مصري يقوم بذلك.


مقالات ذات صلة

ما دور الناشطين السوريين بواشنطن في مرحلة ما بعد الأسد؟

الولايات المتحدة​ سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في شوارع دمشق في 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ما دور الناشطين السوريين بواشنطن في مرحلة ما بعد الأسد؟

«الشرق الأوسط» تستعرض آراء الناشطين السوريين في عاصمة القرار واشنطن، وتسألهم عن تقييمهم لسقوط الأسد ودورهم في المرحلة المقبلة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن يسعى لمواجهة توطد علاقات روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين

قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن يضغط على أجهزة الأمن القومي لوضع استراتيجيات جديدة لمواجهة توطد العلاقات بين روسيا وإيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ورقة نقدية صينية (رويترز)

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى في ظل رئاسة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)

ترمب يعيّن الخطيبة السابقة لابنه سفيرة في اليونان

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الثلاثاء أنّه قرّر تعيين كيمبرلي غيلفويل، الخطيبة السابقة لابنه البكر دونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.