لم يكن خبر إعلان انطلاقة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» حدثاً عابراً؛ فهذا المهرجان الذي سيقام في جدة التاريخية في العام المقبل، أنعش السعوديين من هواة السينما والفاعلين في صناعتها ودعمها، وبخاصة أن المهرجان لن يكون مجرد واجهة حضارية وثقافية للبلاد، بل داعماً قوياً للسينما السعودية، ونافذة للاطلاع على تجارب مختلفة من سينما العالم.
ومن المتوقع أن يحجز مهرجان البحر الأحمر السينمائي مكانة دولية، وذلك على غرار مهرجانات «كان» و«البندقية» و«تورونتو» و«لوكارنو» و«برلين»، وغيرها من المهرجانات السينمائية العالمية، التي تخطف اهتمام عشاق وصناع السينما من أقطاب الأرض كافة، وهو ما لا يقتصر عائده على الجانب الفني فقط، بل يمتد لتحقيق عوائد اقتصادية وسياحية وثقافية متنوعة.
المهرجان الذي أعلن عنه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، خلال حفل كشف الستار عن رؤية وتوجهات الوزارة، رأى فيه الكثير من الفاعلين في الحراك السينمائي، أنه سيسهم في دفع الشبان السعوديين إلى الاهتمام بالسينما التي تحاكي إمكانات السينما العالمية، وذلك على غرار المهرجانات السينمائية الأخرى التي حققت هذه الثمرة بعد فترة من انطلاقتها.
يقول أحمد الملا، مدير مهرجان أفلام السعودية: إن «إطلاق الخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة، كانت حلم المثقفين السعوديين في كل مجالاتهم، وفي قطاع السينما، انتظر صناع الأفلام قرارات تحقق لهم ما يطمحون له، ويأتي الإعلان عن مبادرة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، علامةً تدل على ما سيتلوها من قرارات تخص هذا القطاع».
وحول توقعاته حول هذا المهرجان، يتابع الملا حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «أتوقع أن يكون المهرجان منصة إضافية، ونافذة لعرض أفلام المبدعين، إلى جانب تطوير قدراتهم الفنية، كما سيكون نافذة للمهتمين والجمهور». وبسؤاله إن كان سيسهم هذا المهرجان في إنعاش صناعة الأفلام السعودية؟ يجيب «بالتأكيد، وبخاصة أن من يتولى إدارته المخرج والمنتج محمود صباغ، وهو العليم بالمهنة وصاحب تجربة نبعت من قلب المشهد الثقافي السعودي، ويعرف احتياجات الفنانين جيداً».
وعن القيمة المرتقبة لمهرجان البحر السينمائي، وبخاصة أنه سيكون بطابع دولي، يقول الملا: «كل مهرجان يقوم بأدوار عدة، منها العروض، التطوير، توفير المناخ لتبادل الخبرات، عقد الورش والمختبرات الفنية، تحفيز المنافسة الفنية، توطيد العلاقات بين أهل المهنة، تشجيع المواهب الواعدة، وخلق الأجواء المعرفية عبر النقاشات والمطبوعات».
ومن المنتظر أن يركز مهرجان البحر الأحمر السينمائي على استضافة المواهب السعودية الصاعدة، والأعمال العربية الجديدة، إضافة إلى الأنماط السينمائية الجديدة في السينما العالمية. ويتخذ المهرجان من رعاية الحركة السينمائية المحلية الصاعدة هدفاً رئيسياً، وإعادة تأسيسها بعد عقود من التوقف، عبر رفع الإنتاج السنوي من الأفلام السعودية، وحفز سوق التوزيع والعروض المحلية.
في حين يهدف المهرجان إلى توفير قاعدة صلبة وحيوية للصناعة السينمائية تعزز من حيوية المجتمع ومن تنوّع الاقتصاد وفق أهداف «رؤية السعودية 2030». ويلتحق بالمهرجان «معمل البحر الأحمر للأفلام»، وهو حاضنة لمشاريع الأفلام المحلية تعمل طيلة العام، وفق برامج إقامة وإعاشة للمخرجين والمنتجين، على تأهيل مشاريعهم السينمائية الحديثة من خلال رعايتها في كل مراحل التطوير والتمويل والإنتاج والتوزيع وفق أرفع المعايير العالمية المعتمدة.
جدير بالذكر، أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، يعد مبادرة غير ربحية تصدر عن مؤسسة «مهرجان البحر الأحمر السينمائي». وهي مؤسسة حديثة تم تسجيلها وفق الأنظمة السعودية، كإحدى الجهات الفاعلة التي تُعنى بدعم قطاع الأفلام المحلية عبر إثراء المحتوى الفيلمي المحلي، وتوسيع الصناعة نحو آفاق دولية، ويرأس الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، مجلس أمناء المؤسسة، في حين يشغل محمود صباغ المخرج والمنتج منصب رئيسها التنفيذي.
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع صباغ لأخذ تفاصيل أكثر حول مهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلا أنه فضل تأجيل التصريحات الصحافية إلى وقت لاحق، علماً بأن صباغ هو كاتب ومخرج ومنتج سعودي، ولد في مدينة جدة عام 1983، ودرس السينما الوثائقية في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ومع عودته للسعودية مجدداً، صنع أفلام وثائقية، منها «قصة حمزة شحاتة – كاش»، أما أول فيلم روائي طويل له فكان «بركة يقابل بركة» الذي عرض في قسم المنتدى بمهرجان برلين السينمائي الدولي في عام 2016.
مهرجان «البحر الأحمر»... بوابة سعودية للسينما العالمية
محفل دولي يترقبه السينمائيون بشغف كبير عام 2020
مهرجان «البحر الأحمر»... بوابة سعودية للسينما العالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة