قائمة «الأدباء» تفوز بعضوية مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين

خالد عبد اللطيف رمضان
خالد عبد اللطيف رمضان
TT

قائمة «الأدباء» تفوز بعضوية مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين

خالد عبد اللطيف رمضان
خالد عبد اللطيف رمضان

يمكن أن نطلق على الانتخابات التي جرت مساء الخميس 28 مارس (آذار) 2019، في رابطة الأدباء الكويتيين، انتخابات الهجمة «المباغتة». ومن خلال السطور المقبلة سوف نعرف سبب هذه التسمية، حيث اكتسحت القائمة الجديدة التي تطلق على نفسها اسم قائمة «الأدباء» الأصوات ضد قائمة «الأديب الكويتي» بستة أعضاء من أصل سبعة، بل وحتى العضو الذي لم يحالفه الحظ في هذه القائمة خسر بالقرعة مع عضو آخر من القائمة المنافسة، كانا قد تساويا في عدد الأصوات.
وهي أيضاً انتخابات مباغتة، لكون فارق الأصوات ليس كبيراً جداً بين بعض أعضاء القائمتين؛ بل المفاجأة كانت في فوز القائمة بأكملها كمؤشر على الرغبة في التغيير الجذري كما يبدو.
هذه الانتخابات تختلف عن معظم - إن لم نقل كل - الانتخابات التي جرت على مدى تاريخ الرابطة، فقد جرت على إيقاعين: التحدي والخلافات السابقة. كان الفوز لإحدى القائمتين بمثابة مصير شكسبيري (أكون أو لا أكون). فقد تشكلت القائمة المنافسة للقائمة الفائزة والتي أطلقت على نفسها قائمة «الأديب الكويتي» من أعضاء، بعضهم من المجلس السابق والآخر موالٍ له. بينما ضمت القائمة الثانية أعضاء، بعضهم مستقيل من المجلس السابق والآخر يسانده أعضاء مفصولون من ذاك المجلس، أو على خلاف شديد معه.
وقد سبق أن كتبت في مادة سابقة عن هذه الانتخابات قبل حدوثها، أن الخلافات وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك استخدام الأدباء لسلاح «الشعر» في الهجاء المبطن؛ لكنه الواضح لمن يعرف هذه الخلافات، أو حتى الانتقادات بالتغريدات العلنية، بالأسماء تارةً، وبالتلميحات تارة أخرى.
كان القرار الحاسم الذي على أعضاء الجمعية العمومية اتخاذه، هو أن ينتخبوا إحدى القائمتين كلياً وليس أعضاء متفرقين من كلا القائمتين، وكان هذا الأمر غير واضح حتى اللحظات الأخيرة التي جرت فيها الانتخابات؛ حيث ظهرت رغبة غالبية المشاركين في الانتخابات الذين بلغ عددهم أكثر من 190 منتخباً، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ الرابطة أيضاً، ليقرروا أن رغبتهم تكمن في اختيار قائمة جديدة كلياً، تضم كلاً من: الدكتور خالد عبد اللطيف رمضان، الذي فاز بالمركز الأول، وهو من الأمناء العامين السابقين في الرابطة، ثم أمل عبد الله، التي سبق أن استقالت من عضوية المجلس السابق، وجميلة السيد علي، وهي أيضاً سبق أن شغلت عضوية مجالس إدارة سابقة، وعبد الله الفيلكاوي، وسبق أيضاً أن استقال من المجلس السابق، وحميدي حمود المطيري، وسبق أن شغل عضوية أحد المجالس التي ترأسها حينها الدكتور خالد عبد اللطيف رمضان، والدكتور عبد الله مانع غليس، وهذه هي أول انتخابات يخوضها. بينما فاز من القائمة الأخرى بالقرعة فهد غازي العبد الجليل، حين تساوت أصواته مع سيد هاشم سيد رجب.
في المادة السابقة التي تحدثت فيها عن هذه الانتخابات قبل حدوثها، قلت بأن أحد العوامل المحددة للنجاح هو «مباركة» كبار الرابطة، وهو المصطلح الذي يُطلق في الرابطة عن الرعيل السابق أو المؤسسين، وقد بدا واضحاً أن عدداً لا بأس به من هؤلاء الكبار قد أدلى بصوته للقائمة الفائزة، وهو ما كشفت عنه بعض الأحاديث الجانبية التي جرت بعد إعلان النتائج مباشرة، وبشكل صريح عن ضرورة التغيير، أو تكشفت من خلال بشاشة الوجوه. الأمر الآخر، أنه بعد إعلان النتائج وفوز القائمة الجديدة، قائمة «الأدباء»، عاد ثلاثة من الأعضاء المفصولين من قبل المجلس السابق يهنئون الفائزين، وبدت فرحتهم كبيرة، وهم: خلف الخطيمي، ومحمد البغيلي، وعبد العزيز التويجري. ولكن هذه الانتخابات بما فيها من تحديات وخلافات سابقة، انتهت بالتهاني والتبريكات بين الطرفين، سواء على أرض الواقع أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».