60 مشروعاً تعليميا في المدينة المنورة بالشراكة مع القطاع الخاص

ضمن مبادرة «طيبة بلا مبانٍ مستأجرة»

الأمير فيصل بن سلمان يطلع على بعض ملامح المشروعات المدرسية بالمدينة المنورة (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن سلمان يطلع على بعض ملامح المشروعات المدرسية بالمدينة المنورة (الشرق الأوسط)
TT

60 مشروعاً تعليميا في المدينة المنورة بالشراكة مع القطاع الخاص

الأمير فيصل بن سلمان يطلع على بعض ملامح المشروعات المدرسية بالمدينة المنورة (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن سلمان يطلع على بعض ملامح المشروعات المدرسية بالمدينة المنورة (الشرق الأوسط)

تستعد المدينة المنورة لمرحلة جديدة، عبر مبادرة «طيبة بلا مبانٍ مستأجرة» حيث انطلقت، أمس، أولى الشراكات بين وزارة التعليم وشركة «تطوير» للمباني بالمدينة.
وشهد الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، إطلاق برنامج الشراكة بين وزارة التعليم وشركة تطوير المباني في المدينة المنورة، بهدف توفير 60 مبنى مدرسياً حكومياً، يتم تصميمها وتنفيذها بجودة عالية، وفق أعلى المعايير والمواصفات، وذلك بحضور الأمير سعود بن خالد الفيصل، نائب أمير المنطقة.
ويأتي المشروع ضمن مبادرة «طيبة بلا مبانٍ مستأجرة» التي تهدف إلى تقليص نسبة المباني المدرسية المستأجرة بنسبة كبيرة خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وأوضح المهندس فهد الحماد، الرئيس التنفيذي لشركة «تطوير» للمباني، أن برنامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ 60 مشروعاً مدرسياً بالمدينة المنورة، من المقرر الانتهاء منه قبل عام 2023. وستكون إدارة المباني وصيانتها من قبل القطاع الخاص لمدة 20 عاماً.
من جهته، قال ناصر العبد الكريم، مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة، إن المبنى المدرسي الحكومي بما يتضمنه من مرافق مختلفة يعد ركيزة أساسية في العملية التعليمية ومحفزاً رئيساً للإبداع والتميز، كما أنه يرسم ملامح البيئة الجاذبة التي تساهم في تطوير التعليم وجودة المخرج.
وقال؛ نهدف إلى الاستغناء عن المباني المدرسية المستأجرة خلال السنوات الخمس المقبلة، لتصبح نسبة المباني المدرسية الحكومية 100 في المائة، ولتكون مدارس طيبة جميعها مباني حكومية تمنح الطالب والطالبة البيئة التعليمية المناسبة والجاذبة.
وأضاف؛ حظيت المبادرة بدعم أمير المنطقة، وبمشاركة الجهات والهيئات الحكومية ذات العلاقة، ومن المتوقع أن تساهم المبادرة التي يتم تنفيذها على عدد من المراحل، بمشاركة شركة «تطوير» للمباني، الشريك الاستراتيجي والذراع الأهم للوزارة لتنفيذ المبادرة بمشاركة القطاع الخاص، بعدد 60 مشروعاً مدرسياً حكومياً، كمرحلة أولى، لتسجيل أرقام مميزة في أعداد المباني المدرسية الحكومية التي ستحل بديلاً عن المستأجرة خلال الأعوام المقبلة.
ويُعدّ مسار البناء والصيانة والتحويل «BMT» أحد نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص للإسهام في تنمية قطاع التعليم، والاستفادة من خبرات القطاع الخاص في مشروعات البنية التحتية التعليمية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».