راغدة شلهوب: لا أحلم باستمرارية طويلة وكل يوم جديد لي هو إضافة

تفاجأت بالظلم الذي تعيشه بعض ضيفاتها

راغدة شلهوب
راغدة شلهوب
TT
20

راغدة شلهوب: لا أحلم باستمرارية طويلة وكل يوم جديد لي هو إضافة

راغدة شلهوب
راغدة شلهوب

قالت المقدمة التلفزيونية راغدة شلهوب بأن عالم الإعلام بات اليوم بمثابة فرص مؤقتة علينا اقتناصها. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من ناحيتي فأنا لا أحلم باستمرارية طويلة الأمد وكل يوم جديد أعيشه في هذا العالم هو بمثابة إضافة (بلاس) أستمتع به وأستغله إلى آخر نفس». فراغدة شلهوب التي اهتز عرش برنامجها التلفزيوني «قطعوا الرجالة» مؤخرا عندما أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر إيقافه لحين مراجعة الاسم والمحتوى، شغلت بأخبارها الساحة الإعلامية ولتسفر نتائج الاتصالات بالمجلس المذكور عن استبدال اسم البرنامج بآخر بعنوان «تحيا الستات» مع إجراء بعض التعديلات عليه.
وتقول في هذا الصدد: «لا يزال لدي 3 حلقات لأقدمها من برنامجي إلى حين وصول موسم رمضان إذ لا يتم عرضه أثناءه. ومن بعدها سيتم نقل وقائع كأس الأمم الأفريقية مما يعني أنني لن أطل قبل انتهائها. وفي هذه الحلقات المصورة سابقا أستضيف كلا من سماح أنور ودوللي شاهين ونيللي مقدسي تحت العنوان الجديد للبرنامج تحيا الستات». وعما إذا ستجري بعض التغييرات على البرنامج ترد: «ستحصل عملية مونتاج لبعض المقاطع كي يأتي المحتوى متناسقا مع الاسم الجديد».
ومن يتابع برامج راغدة شلهوب من «فحص شامل» و«100 سؤال» ومؤخرا «قطعوا الرجالة» والتي تنقلت فيها بين عدة قنوات مصرية وأحدثها «النهار» المصرية و«القاهرة والناس» سيلاحظ امتلاكها قدرة على التحاور مع ضيوفها بشكل سلس ومريح. وتعلّق: «إنني أتمتع بهذه القدرة بالفطرة، فمنذ بداياتي عرفت بهذا الأمر حتى أن بعض الضيوف في برنامج «عيون بيروت» على قناة أوربت في بداياتي كانوا يطلبونني بالاسم. ويمكنني القول بأنني أصغي باهتمام لضيفي وهي صفة أمارسها في حياتي اليومية عندما يفضفض لي أصدقائي بمشاكلهم. وعندما يرتاح الضيف مع محاوره ينعكس الأمر إيجابيا على الطرفين فتصبح الأحاديث أعمق وأشمل».
وعما إذا هي اليوم استطاعت أن تحقق في مصر ما لم يتمكن غيرها من زملائها اللبنانيين القيام به تقول: «لقد استطعت أن أحدث الفرق من دون شك. فهناك إعلاميون لبنانيون سبقوني في إطلالاتهم على محطات مصرية كطوني خليفة ورزان المغربي. ونسبة إلى الفترة الزمنية القصيرة التي صنعت فيها نجاحي على هذه الساحة الغنية بالمنافسة يمكنني القول بأنني حققت علامة فارقة».
ولكن ما هو سرّ راغدة شلهوب في أسلوب محاورتها لضيوفها؟ ترد: «لم أعمل يوما في ساحة الإعلام بهدف الشهرة. فأنا خريجة كلية الإعلام ولم آت من خلفية عادية لا صلة لها بهذا العالم. ويمكنني أن أصف سرّي بأنه يتكوّن من حبي وشغفي بعملي الذي لا أجيد غيره. ولو كان بمقدوري ممارسة مهنة ثانية إلى جانب تقديمي التلفزيوني لما تأخرت بالتأكيد. فلقد خضت تجربة التمثيل ولكني لم أستسغها بتاتا وبقيت في مملكتي التي أعشق ألا وهي الإعلام وعندما نحب عملنا لا بد من أن ننجح فيه».
وعن التصريحات التي باحت بها ضيفاتها في «قطعوا الرجالة» تقول: «لقد تفاجأت ببعضها كونها تحمل الكثير من الظلم الذي مورس عليهن من قبل الرجال رغم اعتراف غالبيتهن بحاجة المرأة عامة إلى الإحساس بالأمان مع شريكها الرجل».
وعما لفتها من مشكلات تعاني منها المرأة في علاقتها مع الرجل فتكون بمثابة السبب الأول للخلافات بينهما توضح راغدة شلهوب في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لاحظت أن عدم تمتع الرجل بالمسؤولية هو من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الخلافات بين المرأة والرجل. وهذا ما يدفع ببعضهن إلى لعب الدورين معا وهو أمر غير صحي بتاتا، فتحدث فوضى وعدم توازن في العلاقة. فالمرأة بحاجة دائمة إلى رجل حقيقي يساندها ويحميها ويشعرها بالأمان تماما كرجال أيام زمان من الأجداد والآباء». وعن مطالب المرأة بشكل عام تقول: «النساء والرجال يطلبون الأمر نفسه وهو أن يقوم كل منهما بالدور الطبيعي له. فهناك اليوم تحركات نسائية كثيرة تطالب بدعم المرأة وإعطائها حقوقها الاجتماعية كالرجل تماما. ولكن هذا لا يلغي الدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه في حياة الرجل والعكس صحيح. فمهما وصلت المرأة من مراكز وتبوأت مناصب هامة فإنها بحاجة دائمة في نهاية المطاف إلى كتف رجل تستريح عليه يشعرها بالأمان». وعما زودتها بها هذه التجربة في تعاملها مع الرجل تقول: «المرونة ضرورية في التعامل مع الرجل وصار لدي قناعة بما يقوله المثل اللبناني عندما ترين مصيبة الآخر تهون مصيبتك».
وعن رأيها بالساحة الإعلامية اليوم هي التي تملك خبرة طويلة فيها تقول: «في الماضي كانت الغالبية منا ذات خلفية دراسية بالإعلام الذي تدخله عن حبّ وشغف. وأتذكر بأنني في بداياتي ولشدة حماسي كنت أساعد فريق العمل في التلفزيون بتركيب الديكور، فلا الشهرة ولا الأجر المرتفع كانا هدفي. اليوم أصبحت هذه المهنة ملجأ من لا مهنة له، وهناك عدد لا يستهان به من إعلاميي اليوم يعملون في هذا المجال لأسباب أخرى. ففي الماضي برأيي كان هناك تقدير أوسع للعمل الإعلامي ومفهوم أشمل من النادر أن نصادفه اليوم». وهل برأيك هذا هو السبب الذي سطّح البرامج المقدمة وغيب عنها الحوار المفيد؟ تقول: «الشاشة التلفزيونية بحاجة دائمة إلى أكثر من نوع واحد من البرامج ترفيهية ومسلية وتثقيفية وغيرها. ومشكلتنا مع برامج الـ«هارد توك شو» المحببة لدى المشاهد هو اصطدامها بأجور مرتفعة للفنانين ضيوفها إذ يطلبون مبالغ مرتفعة لقاء ظهورهم في برنامج معين. فالمحطات لم تعد تملك تلك الميزانيات المالية العالية للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه. كما أن الأفكار بشكل عام صارت تشبه بعضها ولذلك البرامج النوعية تستلزم التفكير من قبل أصحاب المحطات قبل الإقدام عليها». وتتابع: «فالمشكلة لا تتعلق فقط بالاحتراف الإعلامي بل هي بمثابة حلقة مقفلة تتصل عناصرها ببعضها بشكل مباشر مما يجعلنا نعيش اليوم أزمة حقيقية في الإعلام المرئي ليس في مصر فقط بل في لبنان أيضا ومختلف الدول العربية. هذا الأمر دفع بالبعض لممارسة هذه المهنة بأقل أجر ممكن يصل إلى المجاني أحيانا لأن الشاشة بالنسبة لهم هي مرض يعانون من غياب وهجه».
وتتابع راغدة شلهوب برامج تلفزيونية لغيرها وتقول: «بالتأكيد أتابع كثيرين مثل طوني خليفة وريما كركي ومنى أبو حمزة». ولكن هل لا تزالين تحنين إلى بلدك الأم لبنان؟ «أحن له بالتأكيد وإلى جمهوره كما أنني صرت اليوم على اطلاع أكبر باللعبة الإعلامية والمحسوبيات التي تتحكم بعالم الإعلام».



«حكاوي القهاوي»... ملتقى فني بالقاهرة يحتفي بالفلكلور العربي

من الأعمال المشاركة في المعرض وتعبّر عن التراث النوبي (الشرق الأوسط)
من الأعمال المشاركة في المعرض وتعبّر عن التراث النوبي (الشرق الأوسط)
TT
20

«حكاوي القهاوي»... ملتقى فني بالقاهرة يحتفي بالفلكلور العربي

من الأعمال المشاركة في المعرض وتعبّر عن التراث النوبي (الشرق الأوسط)
من الأعمال المشاركة في المعرض وتعبّر عن التراث النوبي (الشرق الأوسط)

مشاهد متنوعة من الفلكلور المصري، ومن التراث الشعبي لعدة دول عربية من بينها السودان والسعودية وقطر والبحرين تلفت انتباه من يزور معرض ملتقى «عيون» الدولي للفنون التشكيلية الذي استضافته أكاديمية الفنون بالقاهرة على مدى 5 أيام، حتى الأربعاء.

والمعرض الذي حمل عنوان «حكاوي القهاوي»، يهتم بالحكي بالدرجة الأولى. كل فنان قدم حكاية تخصه أو جذبت انتباهه أو رأى فيها حالة فنية مميزة، ثم جاء الربط بينها وبين «القهاوي» أو المقاهي بوصفها حلقة الوصل الأشهر والمنتدى الأكثر شيوعاً لممارسة الحكي.

ويشير الفنان مصطفى السكري، رئيس الملتقى ومنظم المعرض، إلى أن «حكاوي القهاوي» عنوان مستلهم من برنامج تلفزيوني قديم ظل راسخاً في وجدان المصريين لفترة طويلة، كان يهتم بالحكايات الشعبية والتفاصيل الفلكلورية والتراثية في مصر.

الأفراح والفلكلور الصعيدي من ضمن الأعمال المشاركة (الشرق الأوسط)

ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا المعرض ضمَّ حكايات متنوعة من الشارعين المصري والعربي، يمكن أن تكون الحكاية في شارع أو في مولد أو في كفاح امرأة أو في نوع من التجريد لتفاصيل يومية، وإلى جانب الفلكلور المصري هناك كثير من الأعمال التي تعكس هذه الفكرة (الفلكلور العربي) لفنانين من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وعمان والسودان».

يضم المعرض، الذي افتتحته الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون المصرية، نحو 85 عملاً لنحو 70 فناناً من أجيال مختلفة، بعضهم من المتخصصين خريجي كليات الفنون، والبعض الآخر من الفنانين الفطريين أو الهواة.

لوحة للفنانة تسنيم بدر (الشرق الأوسط)

ومن بين الأعمال البارزة في المعرض عمل الفنانة الشابة، تسنيم بدر، التي عبَّرت عن الحكاية من خلال رجل عجوز يجلس وحيداً كأنه يحكي حكايته للطيور، وتبدو الطيور كأنها تهرب فزعةً من ثقل الحكايات. ويسعى الملتقى إلى «دمج الفنانين الكبار والمحترفين مع الهواة والفنانين الجدد لإحداث نوع من التفاعل بينهم، بما يُثري الفنان غير الدارس أو غير المتخصص، وإلى جانب ذلك يشارك في المعرض عدد من الفنانين من ذوي الهمم»، وفق السكري.

لوحة للفنان عمرو الأشرف ضمن معرض «حكاوي القهاوي» (الشرق الأوسط)

إلى جانب فنانين كبار مثل الدكتور أحمد سليم والدكتور عمرو الأشرف والفنان خالد السماحي، هناك مجموعة من شباب الفنانين الذين قدَّموا أعمالاً متنوعة من بينهم رشا بيطار التي تدرس في كلية الفنون الجميلة، وتوضح لـ«الشرق الأوسط» أنها «استلهمت الطبيعة الصامتة من وكالة البلح بقلب القاهرة، وما تمثله من ثراء في التفاصيل، ومن بينها لوحة عن الكراكيب، وأخرى تبدو كأنها لوحة ملقاة في الفضاء».

أعمال نحتية من الخشب ضمن معرض «حكاوي القهاوي» (الشرق الأوسط)

أعمال النحات القطري حسين فتحي، عبارة عن خمس قطع نحتية على الخشب، تتضمن مهارة في التجريد وإبداعاً في الفكرة والحكاية التي يريد قولها. وكذلك إسلام السروري الذي قدم دورة الحياة في عمل نحتي بالحديد الخردة.

ويوضح إسلام لـ«الشرق الأوسط» أن «العملين اللذين شاركت بهما يعبّران عن دورة حياة الإنسان من الولادة إلى الشباب ورحلة الحياة حتى الموت من خلال خامات بسيطة من الحديد الخردة وتروس تعبّر عن حالة الدوران، والعمل الآخر عبارة عن شخص يحمل ثقل الزمن فوق رأسه على هيئة دائرة كبيرة، وفي الوقت نفسه تبدو ملامحه مثل المهرّجين، وهي طريقة مصرية لمواجهة الصعاب والهموم بالمزحة والدعابة».

عمل نحتي بالحديد الخردة للفنان أسامة السروري (الشرق الأوسط)

«هذا النوع من المعارض نقطة مهمة للتلاقي وإطلاق الإبداع كخطوة مهمة في اكتشاف كل فنان أو محب للفن رؤيته وإمكاناته وتحديد طريقه على نحو أكثر منهجية، وذلك من خلال استيعاب الآراء المختلفة لجمهور المتلقين والنظر بعين الاعتبار إلى كل وجهة نظر أو نقد أو ملاحظة، بعيداً عن فرض الوصاية أو وضع الشروط التي غالباً ما تعرقل التحرر والإبداع واكتشاف طاقات جديدة»، وفق رأي الدكتور محمد عبد السلام، أستاذ التصوير وتاريخ الفن بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية.

لوحة الفنانة السعودية مشاعل بنت مشعل (الشرق الأوسط)

ومن المشارَكات العربية، قدمت الفنانة مها الغزالي، من البحرين، عملاً يعبّر عن حكاية المرأة بأسلوب تكعيبي بعض الشيء مستخدمةً الألوان في التعبير عن الحكاية. فيما قدمت الفنانة السعودية مشاعل بنت مشعل الدويخ ،التراث البدوي في عمل يعبّر عن الصحراء بما تحمله من فطرة نقية وحكايات مخفية في أعماقها.

حكاية العروسة السودانية ضمن أعمال المعرض (الشرق الأوسط)

وتشارك الفنانة السودانية شذى ميرغني بلوحة العروس السودانية، وتوضح لـ«الشرق الأوسط» أنها حافظت على الزي التقليدي التراثي الذي يعكس الهوية السودانية من خلال حكاية العرس نفسه، فبعد ملابس الزفاف (الفستان الأبيض) ترتدي أزياء شعبية وإكسسوارات تسمى «الجبلة» خاصة بالعروس السودانية، وهناك ليلة تسمى «ليلة الجردق» التي تتم فيها طقوس شعبية احتفالاً بالعريس والعروس. ولفتت إلى أنها تهتم أيضاً بالفن الأفريقي وتقدمه في أعمالها بخامات مختلفة.