نفى الكرملين، أمس، صحة معطيات سربتها وسائل إعلام إسرائيلية حول قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باقتراح خطة للتسوية في سوريا على الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين.
وأعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن الكرملين «لا يفهم عن أي خطة يدور الحديث». وأوضح رداً على أسئلة الصحافيين أمس، حول هذا الموضوع، أن نتنياهو لم يحمل إلى موسكو أي خطط خلال زيارته الأخيرة التي قام بها الشهر الماضي. وزاد: «لا، لم يتم ذلك أثناء زيارة نتنياهو في فبراير (شباط) الماضي. لا يمكنني تأكيد ذلك. في هذه الحالة يجب أن يكون هناك تدقيق حول طبيعة الخطة التي يدور الحديث بشأنها».
وسئل بيسكوف عما إذا قام نتنياهو بتسليم بوتين أي وثيقة خلال اللقاء، فأكد أنه «ليس على علم بتسليم أي وثيقة» وزاد: «لا أعلم ما الذي كان يقصده رئيس الوزراء (نتنياهو)».
وكانت وسائل إعلام عبرية أفادت بأن نتنياهو اقترح على الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، دونالد ترمب: «خطة لحل النزاع السوري».
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لم تكشف عن اسمه قوله: إن نتنياهو عرض خطته على ترمب خلال زيارته إلى واشنطن أول من أمس، و«سبق أن أطلع بوتين عليها وأبدى الزعيم الروسي اهتماماً بالخطة».
وذكر المسؤول، أن الخطة تقضي بانسحاب القوات الإيرانية من سوريا، دون تقديم مزيد من التفاصيل، مؤكداً إمكانية أن تتبع إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة منهجاً ثلاثياً لحل الأزمة السورية.
يذكر أن بوتين كان أعلن بعد لقائه نتنياهو الشهر الماضي عن مبادرة لإطلاق «آلية مشتركة» لوضع ملامح الرؤية النهائية للتسوية في سوريا بمشاركة أطراف إقليمية ودولية، وزاد: إن أبرز عناصرها يقوم على استكمال القضاء على الإرهاب، وانسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد. لكن الخارجية الروسية عادت بعد مرور يومين للتخفيف من لهجة هذا الطرح، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف في حينها: إنه «لا حاجة إلى آلية جديدة للتسوية في سوريا»، مذكراً بأن «آليات مسار آستانة وجهود المبعوث الدولي ومساعي التنسيق بين روسيا والمجموعة المصغرة كلها تشكل وسائل فعالة وكافية لدفع التسوية».
إلى ذلك، تواصلت أمس، ردود الفعل الروسية حول قرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ورأت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الخطوة الأميركية «قد تكون مقدمة لإعلان ملامح صفقة القرن حول التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية»، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى إلى فرض أمر واقع جديد في الملفات المتعلقة بالتسوية في المنطقة قبل أن تعلن عن تفاصيل خطتها.
ولوحظ ارتياح روسي واسع في تعليقات المسؤولين الروس وتغطيات وسائل الإعلام حول الموقف الأوروبي الذي رأت فيه أوساط روسية «رسالة حازمة» إلى الإدارة الأميركية من شركائها في أوروبا. وعلقت زاخاروفا حول هذا الموضوع أيضاً، مشيرة إلى أن موسكو تتابع ردود الفعل الأوروبية و«ما زلنا نتابع ردود الاتحاد الأوروبي الذي يبدو مصدوماً بعض الشيء بما يفعله شركاؤه في الناتو بالقانون الدولي، وتصرفاتهم في المنطقة التي تنتهك بشكل فظ ومباشر كل المعايير الدولية».
على صعيد آخر، أفاد مركز التنسيق الروسي السوري المشترك حول ملف إعادة اللاجئين، بأن الولايات المتحدة رفضت المشاركة في اجتماع تنسيقي لـ«إنقاذ سكان مخيم (الركبان) في سوريا».
وأفاد بيان أصدره المركز التابع لوزارة الدفاع: «تجاهل الجانب الأميركي، الذي يتحمل المسؤولية المباشرة عما يحدث في منطقة التنف التي يحتلها بطريقة غير قانونية، المبادرة التي تهدف إلى إنقاذ سكان مخيم (الركبان)، ورفض المشاركة في أعمال الاجتماع التنسيقي».
وزاد: إن «الجانب الأميركي يحاول التغطية على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في المنطقة التي يسيطر عليها».
كما أفاد المركز بأن قيادة قوات الولايات المتحدة في منطقة التنف السورية أغلقت منطقة الدخول إلى سكان مخيم «الركبان»، ولم تسمح بدخولها للمراقبة وتقييم الوضع.
ولفت البيان إلى أنه «تم الإعلان في صورة إنذار نهائي، بأن التحالف لن يسمح للمشاركين في الاجتماع التنسيقي، بما في ذلك ممثلو السلك الدبلوماسي الروسي والقوات المسلحة الروسية والحكومة السورية والمنظمات الدولية، بالدخول إلى منطقة التنف التي يبلغ طولها 55 كيلومتراً. وبذلك، أغلقت قيادة القوات الأميركية في منطقة التنف إمكانية الوصول المباشر إلى سكان مخيم «الركبان» من أجل المراقبة والدراسة المفصلة وتقييم الوضع على الأرض. وكانت موسكو دعت إلى عقد اجتماع مشترك لبحث ملف تفكيك مخيم الركبان، بمشاركة ممثلين عن الحكومة السورية والأردن والولايات المتحدة والأمم المتحدة، لكن الاجتماع لم يعقد، وتبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات أخيراً حول الوضع في منطقة الركبان، وفي حين تتهم
الكرملين ينفي تسلم خطة نتنياهو للتسوية السورية
الكرملين ينفي تسلم خطة نتنياهو للتسوية السورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة