«الصياد المدمر» يطارد «النفايات الفضائية» بالمدارات حول الأرض

هذا ما خلّفته قطعة بلاستيكية صغيرة كانت تسير بسرعة 7000 متر بالثانية حين ارتطمت بطبقة الحماية المعدنية الخارجية للمحطة الفضائية الدولية
هذا ما خلّفته قطعة بلاستيكية صغيرة كانت تسير بسرعة 7000 متر بالثانية حين ارتطمت بطبقة الحماية المعدنية الخارجية للمحطة الفضائية الدولية
TT

«الصياد المدمر» يطارد «النفايات الفضائية» بالمدارات حول الأرض

هذا ما خلّفته قطعة بلاستيكية صغيرة كانت تسير بسرعة 7000 متر بالثانية حين ارتطمت بطبقة الحماية المعدنية الخارجية للمحطة الفضائية الدولية
هذا ما خلّفته قطعة بلاستيكية صغيرة كانت تسير بسرعة 7000 متر بالثانية حين ارتطمت بطبقة الحماية المعدنية الخارجية للمحطة الفضائية الدولية

شكّلت أقمار صناعية بأحجام مختلفة، انتهت فترة صلاحياتها، وبقايا أقمار أخرى تحطمت بعد أن قامت بمهامها، وغيرها من قطع معدنية تائهة في الفضاء، طبقة «نفايات فضائية» تدور في مدارات حول الأرض. ويحذر العلماء من أنها قد تسبب كارثة إن ارتطمت بقمر صناعي يعمل، أو إن أصابت المحطة الفضائية الدولية، وتتحول مع الوقت إلى تهديد لسلامة الرحلات الفضائية بشكل عام. وفي إطار الجهود لمواجهة هذه الظاهرة، أعلنت مؤسسة روسية للأنظمة الفضائية عن تصميم قمر صناعي «صياد مدمر»، يعيد تدوير تلك النفايات بعد اصطيادها.
وقالت مارينا باركوفا، الباحثة المهندسة صاحبة الابتكار الجديد، إن القمر الذي يدور الحديث عنه قادر على «التهام» الأقمار الصناعية المتوقفة عن العمل على مدارات، عند ارتفاع من 500 إلى 700 كلم حول الأرض، وهو مزوّد بـ«مصيدة» (عبارة عن شبكة معدنية على شكل قبة وناقوس) فضلاً عن منظومة لمعالجة النفايات.
وأوضحت باركوفا أن «النفايات الفضائية، بعد وقوعها في المصيدة، تخضع لعملية تفتيت بواسطة مطحنة خاصة»، ومن ثم «تُدمج مع الأكسجين والهيدروجين، وتتحول إلى وقود يستخدمه القمر الصناعي المدمر في المناورة والتحليق لاصطياد نفايات أخرى ومعالجتها». ويصل وزن القمر «الصياد المدمر» إلى 2.5 طن، يمكنه خلال دورة واحدة من عمله «تفتيت» و«إعادة تدوير» نصف طن من النفايات الفضائية. وتُقدر التكلفة الأولية لتصنيعه بنحو 7.5 مليار روبل روسي.
وتشير بيانات «ناسا» إلى وجود أكثر من 14 ألف قطعة من بقايا حطام أقمار صناعية. وحسب معطيات بيان صدر عام 2017، عن المؤتمر الأوروبي لمشكلة «النفايات الفضائية»، تجوب المدارات حول الأرض أكثر من 750 ألف قطعة معدنية بحجم لا يزيد على سنتيمتر واحد، فضلاً عن 166 مليون قطعة بحجم أكبر من ملليمتر واحد، تصل سرعتها بالنسبة للأجسام الأخرى حتى 10 كيلومترات لكل ثانية، ما يعني أن ارتطامها بأي قمر صناعي أو محطة فضائية تعمل سيؤدي إلى أضرار جدية، وقد يسبب خروجها عن العمل.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».