تسيّد «ديربي» الرياض العاصمة السعودية بين النصر والهلال، الشارع الرياضي السعودي، حيث يُقام في أجواء مشحونة، بعدما أثار سعود آل سويلم رئيس نادي النصر الساحة الإعلامية بتصريحات مثيرة طالت عدداً من الأندية المحلية، من بينها غريمه التقليدي الهلال، وجاء الرد سريعاً من الأمير محمد بن فيصل رئيس الهلال بتصريحات مماثلة موجهة لنادي النصر.
وزاد ذلك التراشق الإعلامي عبر شاشات التلفزيون وفي مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الفريقين، لما تمثله نتيجة هذه المواجهة في تحديد الملامح الأولية لبطل كأس الدوري السعودي للمحترفين لهذا الموسم.
وامتدّت الأجواء المشحونة بين الجماهير بعدما نفذت الدفعة الأولى من التذاكر المطروحة لجماهير الفريقان، بما فيها تذاكر العائلات، خلال الساعات الخمس الأولى من طرحها عبر منافذ البيع، لحساسية هذه الموقعة المصيرية، حيث يتصدر الهلال الترتيب بفارق نقطتين عن النصر وصيفه، واكتظت منافذ البيع المحددة من إدارة النصر صاحبة الأرض بالجماهير، وخصص النصراويون 30 في المائة من التذاكر لجماهير الهلال، و70 في المائة لجماهيرهم فريقهم، كما هو معمول به في مواجهات الذهاب، وطرحت الدفعة الثانية من التذاكر مساء اليوم (الخميس)، وسيتواصل طرحها في منافذ البيع حتى مساء غد.
وانتشر في الأوساط الرياضية السعودية توجه عدد كبير من الجماهير الهلالية بشراء التذاكر المخصصة لجماهير النصر، بعد نفاد جميع التذاكر المخصص للجماهير الزرقاء، وهو ما يهدد بنشوب أزمة بين أنصار الناديين، إلا أن الجهة المنظّمة للمباراة توعّدت بحرمان كل مشجّع يتجه لغير المدرج المخصص لفريقه بإبعاده عن المدرجات، وسخر القائمون على التنظيم 600 موظف لتسهيل دخول وخروج الجماهير من الأماكن المخصصة لهم.
وتباع تذاكر المنصة الذهبية بخمسة آلاف ريال، والفضية بألفي ريال، والدرجتان الموحدة للعائلات والأفراد 40 ريالاً، وهو الحدّ الأعلى الذي فرضته الهيئة الرياضية على الأندية مطلع هذا الموسم، وخصص الجزء الجنوبي للجماهير الهلالية بداية من المقاعد الواقعة خلف المرمى وصولاً إلى المنصة، على أن يكون المكان المخصص للعائلات من جماهير الهلال في يمين المنصة وستفتح أبواب الملعب قبل بداية اللقاء بخمس ساعات.
وعلاوةً على حساسية هذه المواجهة المرتقبة بين قطبي الكرة السعودية، فإن القيمة الفنية للاعبين الأجانب من أبرز العوامل الجاذبة للجماهير لمتابعة اللقاء في المدرجات أو خلف شاشات التلفزيون، حيث سيوجَد على أرضية الملعب المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم النصر وهداف الدوري السعودي.
وفي الجهة الأخرى الفرنسي غوميز هداف نادي الهلال وأحد المنافسين بشراسة على كرسي صدارة الهدافين، بينما استعاد النصر النيجيري أحمد موسى بوقت كافٍ بعد مشاركته مع منتخب بلاده في أيام، وجهزوا المغربي نور الدين أمرابط ليكون إحدى الأوراق الأساسية في هذه المواجهة، وهو ما ينطبق تماماً على الهلاليين الذين سابقوا عقارب الساعة لإعداد البرازيلي إدواردو بشكل مثالي بعد تعرضه لإصابة في فترة سابقة.
ويمتلك النصراويون البرازيليين جوليانو وبتروس في خط المنتصف، ويعتبر الأول صانع الأفراح النصراوية لما يمثله من ثقل فني واضح في منتصف الميدان، وفي الجهة الزرقاء يعول الهلاليين على الإيطالي جوفينكو أبرز الأسماء المنضمة للدوري السعودي للمحترفين في «المركاتو» الشتوي، بعد مشاركته بشكل متواصل في المباريات الأخيرة، وقدم الإيطالي نفسه بصورة رائعة سواء في الدوري المحلي، أو في دوري أبطال آسيا، وكان العلامة البارزة في منتصف ميدان الهلال، بالإضافة إلى عودة البيروفي كارليو إلى جاهزيته التامة، ومن المرجح أن يكون إحدى الركائز الأساسية الهلالية، ولم يحتَج البرازيلي مايكون الصخرة الدفاعية النصراوية الذي انتدب في فترة الانتقالات الشتوية سواء مباراة واحدة لسرقة الأضواء بعد العطاء الكبير الذي قدّمه، والثقل الفني والواضح في خطوط الفريق الأصفر الخلفية.
كما يمتلك الفريقان أسماء محلية لها قيمتها الفنية العالية على المستوى المحلي، ويمثلون القاعدة الأساسية للأخضر السعودي، ففي الهلال يوجَد ظهيرا الجنب محمد البريك وياسر الشهراني، إلا أن الأول لم تتضح مشاركته بصورة نهائية بعد الإصابة التي تعرض لها في مواجهة أحد الأخيرة، وسالم الدوسري ومحمد كنو، ومحمد الشلهوب لاعب الخبرة، وفي النصر، سلطان الغنام الظهير الأيمن وصاحب الأدوار الهجومية، وعبد الرحمن العبيد ويحيى الشهري وعبد الله الخبري.
كما أن الفريقين يُعتبران من أكثر الأندية إحرازاً للأهداف التي تُعتبر متعةَ كرة القدم وما تبحث عنه الجماهير، ويحتل الهلال صدارة أكثر الأندية تسجيلاً للأهداف بـ56 هدفاً، وللنصر 49 هدفاً، ولا يزحمهما سوى التعاون صاحب الـ53 هدفاً، ويحتفظ النصر بالأفضلية الدفاعية وحراسة المرمى، حيث لم تهتز شباكه إلا بـ21 مناسبة، فيما ولج الشباك الهلالية 24 هدفاً، ويأتي النصر كأفضل ثاني دفاع بعد الشباب الذي استقبل 16 هدفاً طوال الـ24 جولة الماضية من الدوري.
ويعاني الهلال من الغيابات التي داهمته في الفترة الأخيرة وحرمته من أبرز العناصر الأساسية، حيث سيتغيب عن هذا «الديربي» سلمان الفرج وعبد الله عطيف لاعبا محور الارتكاز، ومن المرجّح أن يلحق محمد البريك الظهير الأيمن بهذا الثنائي، إلا أن الأخبار التي تصل من داخل البيت الهلالي تؤكد أن مشاركته تبدو كبيرة بعد استجابته السريعة للجلسات الاستشفائية، بينما يدخل النصراويون بكامل عدتهم وعتادهم متى ما كان البرازيلي مايكون الصخرة الدفاعية بجاهزيته التامة لخوض المعترك الأهم في مسيرة فريقه هذا الموسم.
وعلى الصعيد الفني، حاول الكرواتي زوران مدرب الهلال تحرير لاعبيه من الضغوط الكبيرة التي يواجهونها قبل موقعة النصر، بعد تعادلهم في مواجهتين على التوالي مع الوحدة بهدف لمثله، وأمام أحد متذيل الترتيب بنتيجة سلبية، وهو ما قلّص الفارق النقطي مع النصر من 6 نقاط إلى 4، وذكر في المؤتمر الصحافي أن «موقعة الجمعة» لن تحدد بطل الدوري، إذ ينتظر الفريقان 5 جولات أخرى لا تقل أهمية عن مواجهة «الديربي»، فيما التزم البرتغالي روي فيتوريا الصمت، وانعزل مع لاعبي فرقه عن الإعلام، واكتفى بمراقبة الهلال من على كرسي المدرجات في مواجهة أحد الأخيرة، بعدما رصدته كاميرا التلفزيون يدون ملاحظاته مع مساعديه.
تذكرة «الديربي» تعانق حاجز الخمسة آلاف ريال... والمنظمون يستعدون بـ600 عنصر
تصريحات الرئيسين تشعل مواجهة الجمعة... وزوران: «الديربي» لن يحدد البطل
تذكرة «الديربي» تعانق حاجز الخمسة آلاف ريال... والمنظمون يستعدون بـ600 عنصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة