السعادة عنوان تشكيلة كريستينا فيديلسكايا لخريف وشتاء 2019

«عند ابتكار أي تشكيلة، أحرص دائماً على تصميم أزياء مُريحة يسهل على المرأة ارتداؤها في مختلف المناسبات. في البداية، تكون مجرّد صور تداعب خيالي، لكني عندما أرسمها وتتجسد أمامي، ثم أرى العارضات يتخايلن بها على المنصة بكل ثقة، أشعر بسعادة عارمة». هذا ما قالته المصممة كريستينا فيديلسكايا بعد عرضها الأخير في باريس. كريستينا التي تعيش في دبي منذ سنوات تؤكد دائماً أنها تتوجّه لامرأة عصرية لا ترتبط بزمان أو مكان، فكما قد تلهمها المرأة العربية، يمكن أن تلهمها امرأة من أفريقيا أو آسيا.
هذا الموسم استمدَّت فكرة تشكيلتها من نيويورك «وتحديداً من شارع (وول ستريت) في التسعينات قبل الفورة التكنولوجية»، حسب قولها، الأمر الذي يفسر تصاميم تستحضر صورة الممثّلة ديمي مور، في فيلم «Moral Thoughts». في دورها تقمصت ديمي مور شخصية امرأة تتحلّى بالقوة، بحيث تعبّر عن مواقفها بثقة من خلال أزياء قد يراها البعض مسروقة من خزانة الرجل، إلا أنها تعبر عن حقبة بدأت فيها المرأة دخول مجال عمل لم تكن متاحة لها من قبل «وهذا ما جعلها تفرض نفسها في مجالها المهني، وترسم مصيرها لتتواصل مع العالم بإرادة صلبة وإصرار مطلق»، حسبما قالت المصممة.
وبالفعل تخلّف المجموعة، التي أطلقت عليها عنوان «السعادة»، انطباعاً قوياً بأنها موجهة لامرأة قادرة على أن تتحكم في مصيرها بتفاؤل وإيجابية، وأيضاً بصرامة إذا كانت الأكتاف والأشكال الهندسية هي المقياس. المهم في كل هذا أنها امرأة لا تريد أي تعقيدات في حياتها ولا في خزانتها. أمر ترجمته كريستينا فيديلسكايا من خلال كثير من التصاميم التي رغم هندسيتها تتمتع بانسيابية مريحة تتماشى مع إيقاع حياتها السريع، لكن من دون أن تتنازل عن الأناقة.
في هذا الصدد، تشير المصممة إلى أنها أولت أهمية كبيرة لأقمشة مترفة وعملية في الوقت ذاته، مثل الصوف وقماش «الفيسكوز» المضلّع، لما يتميّزان به من ملمس ناعم ومرونة تساعد على تطويعها. كما طرحت عدة قطع منفصلة يمكن تنسيقها بسهولة مع بعض، أياً كانت المناسبة، كقمصان الحرير المنسدلة والمعاطف الواقية من المطر مع بعض القطع المصنوعة من جلد الحمل المطبّع بنقشة جلد التمساح، والفساتين والمعاطف المصمّمة من صوف الفانيلا بعضها بأكتاف كبيرة وواسعة، فيما تزينت البدلات بأزرار ذهبية تستحضر فترة الثمانينات.
أمّا درجات الألوان، فاختارتها بين الأسود والأحمر والأصفر والبني والوردي، تماشياً مع الموجة السائدة لخريف وشتاء 2019.
الجميل في كريستينا فيدلسكايا أنها لم تزعم منذ بدايتها أنها ستقوم بثورة في مجال الموضة. فكل طموحها أن تترجم رغبات امرأة معاصرة، بتقديم أزياء تجمع الابتكار والأناقة بالعملية، وهذا ما نجحت فيه حتى الآن، حتى عندما قدمت تشكيلة يغلب عليها أسلوب «الغرانج» منذ بضع سنوات وبعدها تشكيلة قالت إنها استقتها من «آرت بوفيري»، أي من الطبقات البروليتارية. ما يُحسب لها أنها حتى في عمليتها لا تنسى أن تضيف تلك اللمسات المترفة التي تخص بها أزياء النهار على وجه الخصوص؛ فهي تردد دائما بأن المرأة التي تتوجه لها أم مثلها وسيدة أعمال أو موظفة وبالتالي لا تقضي جزءاً كبيراً من وقتها في السهر والسمر.
من هذا المنظور جعلت أولويتها تصميم قطع تحتاج إليها المرأة في حياتها اليومية، من معاطف طويلة مبتكرة، وجاكيتات مفعمة بروح الشباب، إلى فساتين يمكنها تنسيقها بسهولة لتحصل على الإطلالة التي تتوخاها.