حسام زكي لـ «الشرق الأوسط»: الحوار مع إيران وتركيا مُعلق لحين توقفهما عن دعم الإرهاب

الأمين العام المساعد للجامعة اعتبر قمة تونس {فرصة لاستعادة التماسك العربي}

حسام زكي (الشرق الأوسط)
حسام زكي (الشرق الأوسط)
TT

حسام زكي لـ «الشرق الأوسط»: الحوار مع إيران وتركيا مُعلق لحين توقفهما عن دعم الإرهاب

حسام زكي (الشرق الأوسط)
حسام زكي (الشرق الأوسط)

قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوار العربي مع تركيا وإيران تحديداً سيظل معلقاً إلى حين استعدادهما لتغيير نهجهما السياسي على مبدأ احترام السيادة والتوقف عن دعم الإرهاب، وأوضح قبيل انطلاق أعمال القمة العربية المنتظرة في تونس نهاية الشهر، أنه يأمل أن تشهد القمة عملاً جاداً لاستعادة التماسك العربي، وأن كل المؤشرات تؤكد ذلك بالفعل، وتطرق زكي كذلك إلى الموقف من عودة سوريا للجامعة العربية وكيف تتابع الأخيرة التطورات في الجزائر... وإلى نص الحوار:
> هل تعتقد أن القمة العربية في تونس قادرة على التعامل مع أزمات المرحلة والضغوط التي تعيشها المنطقة؟
- الوضع العربي يعاني منذ عدة سنوات من إشكاليات كثيرة بسبب أزمات بعض الانهيارات في حالات دول معينة، وكانت له تداعياته السلبية على استقرار المنطقة وتراجع عملية التنمية والتماسك السياسي داخل الجسد العربي، وبالتالي انعقاد القمة الدورية العربية سيكون الحديث فيها متصلا حول ما إذا كانت ستشكل الفرصة الأهم لاستعادة التماسك العربي والتعامل مع الأزمات السياسية الموجودة، وكلنا أمل أن تشهد هذه القمة عملاً جاداً وكل المؤشرات تؤكد ذلك بالفعل.
> إلى أي مدى أثر تدخل أطراف إقليمية غير عربية في مشكلات المنطقة على تعقيد الأزمات؟
- طبيعة الأزمات المطروحة وصلت إلى أعلى درجات التعقيد، بسبب وجود أطراف غير عربية تتدخل بشكل سلبي وزائد عن الحد المعتاد، وبالتالي نجد أننا أمام حسابات وأجندات مختلفة تضع الجميع في مأزق سياسي متعدد ويصبح الحديث عن الحل أمرا صعبا للغاية.
> لكن ماذا عن الحوار مع هذه الأطراف لتجنيب المنطقة المزيد من المخاطر؟
- الحوار في حد ذاته فكرة جيدة دائما والجامعة العربية تدعو في كل قراراتها إليه، ولكن أحيانا يصل الحوار إلى ما يسمى بـ«حوار الطرشان» بمعنى أن كل طرف يقول ما لديه وما يريد ولا يعقب ذلك تقدم حقيقي أو اقتناع بما يطرحه الطرف الآخر، وبالتالي فهذا الأمر مضيعة للوقت، ولكن من حيث المبدأ الحوار مفيد إذا اقتنع الطرفان به.
> في تقديرك ما الأطراف الجديرة ببدء أو استمرار الحوار معها... هل تركيا أم إيران أو روسيا أو الولايات المتحدة؟
- لدينا حوار بالفعل مع القوى المؤثرة خصوصا روسيا وأميركا على كل المستويات، وهناك حوار ينعقد بشكل منظم تحت اسم حوار المنتدى الروسي - العربي، والذي من المقرر أن يعقد خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل في موسكو، إضافة إلى الاتصالات واللقاءات الثنائية مع الدول العربية، بينما فيما يتعلق بالقوى الإقليمية الأخرى فلا يوجد توافق حولها، مثلاً بالنسبة لإيران فهناك من يحتفظ بعلاقات جيدة معها، والبعض يرفض لأسباب منها اتباع طهران لسياسات استفزازية ودائما تذهب في اتجاهات زعزعة الاستقرار، وأعني باختصار أنها تشعل المنطقة بالأزمات وبما يحقق مصالحها، والأمر نفسه ينطبق على تركيا، وبالتالي هاتان الدولتان تحديداً الحوار معهما معلق لحين تشكيل الموقف العربي الموحد منهما، واستعدادهما لتغيير نهجهما السياسي على مبدأ حسن الجوار، واحترام السيادة، وعدم التدخل، والتوقف عن دعم الإرهاب.
> كيف سيؤثر التوجه الأميركي الداعم لإسرائيل في ملفي القدس والجولان على دعوات الجامعة للمجتمع الدولي للتدخل لحل أزمات المنطقة؟
- بصراحة أتطلع إلى نقاش حقيقي ومتعمق على مستوى وزراء الخارجية العرب خلال قمة تونس حول هذا الموضوع، والأمين العام أحمد أبو الغيط ينوي الحديث مع الوزراء حول موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أعلنه بالنسبة للجولان، والتي تعتبر أرضا محتلة، وبالتالي علينا أن ننتظر كيف سيتعامل الوزراء مع هذا الموقف، والأمين العام حذر من خطورة هذا الإجراء على الوسيط الأميركي في عملية السلام بالشرق الأوسط ككل.
> هل تؤثر التحركات الأميركية الأخيرة على مسألة استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية؟
- الأزمة السورية عمرها ثماني سنوات والإدارة الأميركية الحالية عمرها عامان ونصف العام، وبالتالي لا أرى ربطاً بين الأمرين، وبالنسبة لمقعد سوريا في الجامعة، فلا يوجد جديد ولم تتقدم أي دولة عربية بطلب رسمي حتى الآن.
> هل ترى أن عودة سوريا لمقعدها يحتاج أيضا إلى طلب النظام السوري بالعودة كخطوة طمأنة بأنه يسعى مع الجانب العربي لحل أزماته؟
- المنطق يقول إنه إذا كان هذا النظام حريصا على وحدة سوريا كما يفترض، فإنه يجب عليه أن يتخذ مواقف عدة تعزز من قوته، وتدفع في اتجاه أنه لا يقف وحيداً في حل أزماته، ولكن هذا غير موجود حتى الآن.
> ماذا عن مشاركة الجامعة العربية في ملتقى الحوار الوطني الليبي؟
- هو أمر يخص الليبيين، والجامعة دورها المساعدة والمساندة والتشجيع للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وفي هذا الصدد ستستضيف الجامعة في تونس عشية أعمال القمة، الاجتماع الرباعي حول ليبيا الذي يشارك فيه كل من الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
> هناك تقارير تصدر منذ فترة تتحدث عن عدم قناعة بعض الدول العربية بالدور الذي تقوم به الجامعة... فإلى أي حد يؤثر ذلك على أدائها؟
- بات هذا الكلام مكرراً والرد عليه مضيعة للوقت، وأحيانا من يتحدث في هذا الاتجاه يعكس أهمية الإصلاح وهو أمر مطلوب ونقوم به، وأحيانا يكون النقد بهدف النقد، أما فيما يتعلق بقدرة الجامعة على حل الأزمات فإن هذا ينبع من قدرة الدول العربية على المساهمة في حل الأزمات، وتفعيل دور الجامعة، خصوصا أن منظومة التطوير مطروحة كبند دائم على جدول أعمال القمم العربية.
> هل سيكون على جدول قمة تونس الإعلان عن دعم أمن واستقرار الجزائر؟
- الجزائر لم تطلب، والجامعة لا تتدخل لأن ما يحدث شأن جزائري، ونحن نراقب الوضع ونثق في حكمة الجزائريين، وندعم استقرار كل الدول العربية.
> مع حلول ذكرى مرور 74 عاماً على تأسيس الجامعة العربية... كيف تطمح إداراتها لمستقبلها؟
- تمنيت أن تأخذ الجامعة منذ البداية منحى الاتحاد الأوروبي، والقدرة على لملمة الشؤون العربية في مختلف المجالات حتى مع وجود استقلالية كاملة لكل الدول العربية، وبالذات في مجالات السياسة الخارجية والدفاع والأمن، وأن تقطع الدول العربية أشواطاً كبيرة في مجال التكامل الاقتصادي وتنسيق السياسة الاجتماعية، ولكن هذا لم يحدث وتسعى الجامعة حاليا لتحقيق مثل هذه الأمور.


مقالات ذات صلة

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

تحليل إخباري مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط) play-circle 02:28

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

تزامناً مع الاستعداد لزيارة وفد من جامعة الدول العربية إلى دمشق، أثيرت تساؤلات بشأن ما إذا كان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع سيشغل مقعد بلاده بالجامعة

فتحية الدخاخني (القاهرة)
خاص مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

خاص الجامعة العربية لـ«زيارة استكشافية» لسوريا الجديدة

وسط تحركات دبلوماسية متواصلة و«انفتاح» عربي على سوريا الجديدة، تتجه جامعة الدول العربية نحو إيفاد مبعوث خاص إلى دمشق بهدف «استكشاف الأوضاع وعقد لقاءات».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
الخليج شعار الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب (واس)

«مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب» يعقد اجتماعه الأول في الرياض... الاثنين

تستضيف السعودية، ممثلة بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني، الاثنين، الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، بحضور المسؤولين المعنيين بمجال الأمن…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

حذرت جامعة الدول العربية، الأحد، من تفاقم «المجاعة المروعة» و«الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.