ترمب يوقّع إعلان الاعتراف بـ«سيادة إسرائيل على الجولان»

الجامعة العربية ودمشق تدينان... وموسكو تحذّر من «موجة توترات»

ترمب يوقع إعلان الاعتراف بـ{سيادة} إسرائيل على الجولان في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
ترمب يوقع إعلان الاعتراف بـ{سيادة} إسرائيل على الجولان في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
TT

ترمب يوقّع إعلان الاعتراف بـ«سيادة إسرائيل على الجولان»

ترمب يوقع إعلان الاعتراف بـ{سيادة} إسرائيل على الجولان في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
ترمب يوقع إعلان الاعتراف بـ{سيادة} إسرائيل على الجولان في البيت الأبيض أمس (أ.ب)

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الاثنين على إعلان يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، في سابقة تاريخية تشكل خرقاً للقانون الدولي الذي يعتبر الجولان أرضاً سورية احتلتها إسرائيل منذ عام 1967. وفيما أدانت الجامعة العربية الخطوة الأميركية واعتبرتها «باطلة شكلاً وموضوعاً»، قالت حكومة دمشق إنها تمثّل «اعتداء صارخاً» على سيادتها، في وقت حذّرت روسيا من «موجة توترات جديدة» في الشرق الأوسط.
وجاء توقيع ترمب على «وثيقة الجولان» خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظهر أمس بالبيت الأبيض، وبعد إلقاء كلمات مقتضبة أمام الصحافيين. وبدأ ترمب حديثه بالإشارة إلى الهجوم الصاروخي لـ«حماس» على تل أبيب، معرباً عن تضامنه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ومع الإسرائيليين في إصابة سبعة أشخاص والتأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال ترمب: «تعترف الولايات المتحدة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها، واليوم نأخذ خطوات لمساعدة إسرائيل وأخذ خطوة تاريخية، وسأوقع اليوم إعلاناً بالاعتراف بسيطرة إسرائيل على الجولان». وأشار إلى التهديدات الخارجية من «حزب الله»، المدعوم من إيران، بجعل الجولان منصة لإطلاق الهجمات «العنيفة» ضد إسرائيل. وقال ترمب: «سنناقش في اجتماعنا هذه التهديدات والقضايا الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وأيضا التجارة والدفاع»، ثم أضاف: «وأيضاً الهجوم»، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي من غزة على تل أبيب. وشدد ترمب على أن العلاقات الأميركية - الإسرائيلية في أقوى حالاتها، متفاخراً بقراره السابق في خصوص إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وفي نقل السفارة الأميركية إليها وبنائها بتكلفة أقل بكثير من مما كان مقرراً لها. وتبادل ترمب مع السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان عبارات قليلة للإشادة ببناء السفارة الأميركية بالقدس.
ثم انتقل ترمب بعد ذلك للتفاخر بهزيمة «دولة (داعش)» المزعومة في سوريا والقضاء على التنظيم الإرهابي هناك، وإنزال أقصى العقوبات بإيران. وقال: «لم تعد إيران كما كانت من قبل، فقد كانت تسيطر على مناطق كثيرة في المنطقة العربية، وقد وقعنا أقصى عقوبات على النظام الإيراني وكان لهذه العقوبات تأثير كبير. وكما قلت في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس فإننا لن نقبل بشعارات الموت لأميركا والموت لإسرائيل التي تطلقها إيران، وسنواجه سموم معاداة السامية، وقد رأينا خلال القرن الماضي تأثيرات معاداة السامية».
وفي رسالة موجهة إلى الداخل الإسرائيلي وأيضاً إلى الداخل الأميركي، أشاد ترمب بإقامة «أمّة لليهود» في فلسطين، معتبراً أن إسرائيل «أصبحت اليوم دولة مستقلة قوية»، مكرراً تعهداته بوقوف الولايات المتحدة بجانب إسرائيل على الدوام. بدوره، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بقرار ترمب إعلان سيطرة إسرائيل على الجولان، موكداً أن الرئيس الأميركي أقر بذلك «العدل لإسرائيل وحقوقها وحقها في الدفاع عن نفسها». وأثنى على ترمب مشيراً إلى أنه نفذ تعهداته بفرض عقوبات صارمة على إيران والانسحاب من الاتفاق النووي والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتابع موجهاً حديثه إلى ترمب: «إسرائيل لديها أصدقاء كثيرون، ولكن لا يوجد صديق أفضل منك. لقد أظهرت ذلك عندما انسحبت من اتفاق إيران المروّع وأعدت فرض العقوبات. فقد وعدت ونفذت وعدك، وأرسلت رسالة قوية إلى النظام الذي يريد القضاء على إسرائيل. ووعدت بنقل السفارة الأميركية إلى القدس وفعلت. واليوم أيضاً تقوم بتنفيذ وعد الاعتراف بسيطرة إسرائيل على الجولان». وأشار إلى محاولات إيران وضع منصات في سوريا «لاستخدامها في ضرب إسرائيل».
ووصف نتنياهو توقيع «إعلان الجولان» باليوم التاريخي. وقال: «انتظرنا نصف قرن لهذه اللحظة لتحويل النصر العسكري إلى نصر دبلوماسي، ولذا فإن هذا القرار تاريخي ويحقق العدل التاريخي لإسرائيل. فقد كسبنا الجولان في معركة للدفاع عن النفس واستعدنا أرضاً لها أهميتها في التاريخ اليهودي»، بحسب ما قال. وتابع: «العدل تحقق في عام 1967 وفي عام 1973 واليوم أيضاً ولن نتخلى عن الأرض»، معتبراً أن أي اتفاق سلام في المستقبل يجب أن يضمن أمن إسرائيل.
وفي رده على الهجوم الصاروخي على تل أبيب، قال نتنياهو إن إسرائيل لن تقبل بهذا الهجوم وسترد عليه بقوة و«ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن إسرائيل والإسرائيليين».
وجاء توقيع الإعلان باعتراف سيطرة إسرائيل على الجولان في جو احتفالي تخلله الكثير من عبارات الإشادة المتبادلة، في حضور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ومستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات وسارة ساندرز الناطقة باسم البيت الأبيض.

أبو الغيط: اعتراف باطل
وفي القاهرة، أعلن أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، استنكاره بـ«أشد العبارات» إعلان الرئيس ترمب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل. وعدّ أبو الغيط، في بيان، أن الإعلان «باطل شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل وفي العالم».
وقال إن «هذا الإعلان الأميركي لا يغيّر من وضعية الجولان القانونية شيئاً... الجولان أرضٌ سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أي دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان».
وأضاف أبو الغيط أن «شرعنة الاحتلال هو منحى جديد في السياسة الأميركية، ويُمثل ردة كبيرة في الموقف الأميركي الذي صار... يتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية»، مُشدداً على أن «العرب يرفضون هذا النهج، وإذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن تقنينه وشرعنته خطيئة لا تقل خطورة. فالقوة لا تنشئ حقوقاً ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها، وديمومة الاحتلال لفترة زمنية (طالت أم قصرت) لا تُسبغ عليه شرعية».
وأكد أبو الغيط أن «الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقفٌ يحظى بإجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المُرتقبة في تونس».

دمشق: اعتداء صارخ
وفي دمشق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله إنه «في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، أقدم الرئيس الأميركي على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني». وقال المصدر الرسمي السوري إن «ترمب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة»، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «هذه السياسة العدوانية الأميركية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار، وتكرس نهجاً في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح».
وفي موسكو، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من «موجة توترات جديدة» في الشرق الأوسط بعد اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدّثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها: «للأسف قد يؤدي ذلك إلى موجة توترات جديدة في الشرق الأوسط».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.