وزراء بريطانيون يؤكدون دعمهم لماي مع تزايد الضغوط لتنحيها

TT

وزراء بريطانيون يؤكدون دعمهم لماي مع تزايد الضغوط لتنحيها

يعقد مجلس العموم البريطاني هذا الأسبوع سلسلة تصويتات غير ملزمة على خيارات بديلة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فيما حذّرت مصادر حكومية من أن أيام رئيسة الوزراء تيريزا ماي أصبحت معدودة.
ونقلت تقارير صحافية عن خمسة أعضاء في حكومة ماي أنهم مستعدون لدعم خطتها لـ«بريكست» شرط استقالتها والسماح لخليفتها بالإشراف على المفاوضات التجارية مع بروكسل في المرحلة المقبلة.
وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» في عددها الصادر أمس أن نائب ماي، ديفيد ليدينغتون، قد يصبح رئيساً مؤقتاً للوزراء بحكم الأمر الواقع. وسيجري تكليفه برسم مسار جديد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن إفساح المجال لاختيار رئيس جديد للوزراء في الخريف. كما أوردت الصحيفة أن 11 وزيراً في الحكومة أعربوا للصحيفة عن رغبتهم في استبعاد ماي وإفساح المجال لشخص جديد. ولم تذكر الصحيفة في تقريرها أسماء الوزراء. من جانبها، ذكرت صحيفة «ذا ميل أون صنداي» أن وزراء يخططون لأن يصبح وزير البيئة مايكل غوف رئيساً مؤقتاً للوزراء.
وسارع وزراء إلى نفي هذه التقارير، وقال وزير الخزانة فيليب هاموند لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية بأن «تغيير» رئيس الحكومة «لا يحل المشاكل»، معتبرا أن السعي لإطاحة رئيسة الوزراء «في غير محلّه» في وقت تواجه المملكة المتحدة في ملف بريكست أحد أكبر التحديات في تاريخها المعاصر.
فيما قال غوف، وفق هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إن الوقت ليس مناسبا لتغيير «قبطان السفينة»، بينما أكّد ديفيد ليدينغتون أنه يدعم ماي بنسبة 100 في المائة.
وعقدت ماي أمس اجتماعا في مقر إقامة رئاسة الوزراء الصيفي «تشيكرز»، لبحث الخطوات المقبلة مع سياسيين نافذين وداعمين مؤثرين للخروج من الاتحاد الأوروبي. ويُفترض أن تكشف الحكومة اليوم نواياها، ويتوقّع أن تقترح سلسلة عمليات اقتراع لتحديد ما يريده البرلمان.
ولا يخلو هذا الخيار من المخاطر بسبب التوترات التي قد يثيرها في صلب الحكومة. إذ إن المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي يخشون أن يستغلّ البرلمان الأمر ويتحكم ببريكست ويغيّر مضمونه. وفي حال عرضت ماي الاتفاق في نهاية المطاف على النواب، سيترتّب عليها تجاوز عقبتين، الأولى تتعلّق باحتمال إخضاع النصّ للتصويت. فقد رفض رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو إعادة طرح النصّ على التصويت، الأمر الذي كان مقرراً هذا الأسبوع، واعتبر أنه لا يمكن للحكومة القيام بذلك من دون إدخال تغييرات على الاتفاق.
وقد تبدو القرارات الأخيرة للاتحاد الأوروبي عناصر جديدة تتيح إجراء التصويت، بحسب محللين.
أما العقبة الثانية، فتشكل تحدياً لرئيسة الوزراء التي يُفترض أن تقنع النواب بتغيير رأيهم. وبات ذلك أصعب بعد أن حمّلتهم مسؤولية تأجيل موعد بريكست في خطاب الأربعاء قبل أن تخفف من حدة هجومها عليهم في نهاية الأسبوع.
وتوقعت الدول الأوروبية الـ27 احتمال رفض البرلمان البريطاني النصّ مرة جديدة، فأعطت بريطانيا خيارين: إما التصويت على الاتفاق بحيث تقوم المملكة المتحدة بخروج منظم من الاتحاد مع منحها إرجاء تقنيا حتى 22 مايو (أيار)، وإما رفض الاتفاق ما سيعطي لندن مهلة حتى 12 أبريل (نيسان) لتقرير ما إذا كانت ستنظم عمليات الاقتراع للانتخابات الأوروبية.
وفي حال قررت إجراءها، سيكون بإمكانها طلب تأجيل جديد، لم تُحدد مهلته. أما في حال قررت العكس، فستخرج من الاتحاد من دون اتفاق، بعد ثلاث سنوات على استفتاء بريكست الذي أجري في 23 يونيو (حزيران) 2016.
وقبل هذا الأسبوع الحاسم، تظاهر مئات آلاف الأشخاص من المعارضين لبريكست في لندن السبت مطالبين بإجراء استفتاء جديد. وفي سابقة لعضو في حكومة ماي، قال فيليب هاموند إنه ينبغي النظر في اقتراح إجراء استفتاء ثان، واصفا إياه بـ«المتماسك»، ودعم طرحه على النواب هذا الأسبوع.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».